وقفت ران أمام دولابها المفتوح أمامها بقدمين حافتين، واضعة سبابتها على شفتيها، محتارة، تفكر ما الذي ترتديه؟.
أخذت تقلب بين ملابسها متناسية إنها اشترت ملابس جديدة، حرك الهواء ستارة نافذتها فنظرت لها دون أن تتحرك وقالت بتفكر وسبابتها مازال على شفتها السفلية ضاغطًا عليه:
- هل نسيت أغلاق النافذة؟!
توجهت نحو النافذة وأغلقته ثم عادت لدولابها،تقف أمامه في حيرة، لكن سرعان قد ومض مصباح في عقلها، تذكرت أنها اشترت ملابس جديدة، استدارت مشت للمسافة الخلفية التي تفصل سريرها عن مكتبها القابغ أسفل النافذة، لتجد أكياس التسوق.. جلست نصف جلسة وتناولتها، وضعت الأكياس على السرير، أخرجت فستانًا رقيقًا لونه أبيض يتداخل معه لون سماوي، كان الزي ذو أكمام طويلة، ولكنه كان طويل من الجهة اليسرى وقصير من الجهة اليمني.. نظرت لنفسها في المرأة فبدت رقيقة كزهرة التوليب الجميلة.. تسألت بنظرة ولهانة:
- هل سيعجبه.
أخرجت صندلا أبيض ،بكعب وكان الكعب رفيعًا، أنهت ران من ارتداء ملابسها وجلست أمام المرأة كي تمشط شعرها، جمعت جل شعرها على الجانب الأيمن وأخذت تجدولهم وصنعت جدولة رقيقة مزينة الأزهار وتركت بعض الخصلات المتمردة... أطلت على شكلها ومازالت تتسأل هل سيعجبه. تدرك أن الثوب ربما لا يناسب الحدث، لكنها ترغب في سلب لبه وجعله مشدوهًا لها وينسى حكايات هولمز وقضاياه.
خرجت من غرفتها وقد أخبرت والدها على مضض بخروجها برفقة سينشي لم تعطيه فرصة بالمواقفة أو الاعتراض ما أن أخبرته إلا وخرجت مسرعة قبل أن ينبث بحرف واحد مما أثار غضبه وحنقه.
كان سينشي ينتظرها ببنطال أشبه بالجينز أسود وتيشرت أسود عليه قميص أزرق مفتوح، حين رأها، خيل له أنها أتية من عالم الأميرات، بل هي ملاك سقط من السماء، شعر بأن قلبه ينخطف ويريد تركه ليذهب لتلك الفتاة المتيم به، بالله عليك أيها القلب أهدء.. وضع يده على قلبه الذي يخفق.. بينما هي تنزل على درجات السلم الذي شعر سينشي أن ذلك السلم تبدل صار سلم غير سلم، كان كل خطوة يخطوه قدمها عليه تسحره وتجعله يرى ذلك السلم مصنوع فقط لكي تسير عليه هي فقط.. مازال مأخوذًا ومأسورا بأناقتها..
- هيا
انتبه لها وهز رأسه كالأبله.. لتقول وقد أثارها الدهشة من بلاهته:
- ما بك سينشي؟، هل أنت بخير؟!
ما أن اقتربت منه و رأى شفتيها تلمعان، شعر أنه سيفقد صوابه.. قد حمر وجنته.. لكنه أنقذ نفسه حين تذكر حكايات شارلوك هولمز ، فشرع يتحدث عنه، ظل يحكي حول القضايا وذكاء شارلوك و خبث مورياتاني، كأن عقله رغب أن ينقذه من براثن ران وفتنتها التي كادت تفتك بفوائده وتسلب عقله، شعرت ران بالغيظ من حديثه وهي تسير بجانبه، كل ما ترغبه أن تسمع رأيه عن فستانها الذي لم يقل فيه أي شي، فقط حكايات هولمز هي ما حرك لسانه لأجلها.
أثناء سيرهم لمحت ران أمرأة حامل برفقة زوجها يبدو من هيئتهما سعدين وبانتظار مولود.. وقفت لبرهة تتأملهم بينما تجاوزها ذلك المعتوه ليقف فجأه وينظر خلفه.. ويناديها:
- ران ما بك لما توقفتي
لقد اندمج مع شارلوك هولمز ونسبها.. لوهله أشعلت نيران الغضب بين أضلعها وقالت لنفسها :
- هل لتوه لاحظ ذلك
لتصرخ بصوت عالي :
- سينشيييي يا مجنون التحريات اكر..
أقبل أن تتم جملتها قال وهو يمسك يدها وهو يصوب نظره نحو بنفسجية عينيها بعدما عاد إليها بسرعة
- هل تكرهيني حقًا
ارتبكت لتلاقي عينيها بعينيه، فقد أصابها سهمًا منه.. ليقول بصوت مرتعش
- أنت أنت
أراد ان يقول لها "أنت تجينيني يا ران، هل تريدين افقد عقلي".. لكنه قال:
- انتي حمقاء يا ران.
لتمط شفتيها تعبيرًا على الإنزعاج بينما هو يقرص وجنتها بلطف:
- لا تعبسي هكذا.. أخبرني فما كنت شردة
حمرت وجنتيها وصارا كحبات الطماطم وقالت بتوتر:
- خيلت أني انا وأنت تزوجنا فماذا سوف تسمي طفلنا
- حسنًا إن كان ولد سوف أسميه كونان على اسم كاتب شارلوك او اذ كانت فتاة سوف اسميها أودلر على أسم المرأه الذي عجب بها شارلوك.
طفح الكيل، بدأت ران تشتغل غضبًا مما أثار اندهاش سينشي وتعجبه ليتسأل في نفسه" هل خطأت في شيء" ومن رحمة الله عليه انقذته صوت تلك الصغيرة هايبر سان قبل أن تصب حبيبة قلبه جم غضبه عليه ترسله لشارلوك
- ران نيتشان
التفت ران وسينشي ليجدا كل من هايبرا و سوباروا.. تقدمت ران بعدما ألقت على ذلك المعتوه نظرة نارية.. وقالت:
- اي تشان، ماذا تفعلين؟
- قرر السيد سوبارو أن يخرجني. لكني سعد بروؤيتك.
ابتسمت ران لهايبرا التي ترها لطيفة رغم برودها وترغب أن تكون صديقتها بل تكون أختًا لها، رحب الشباب ببعض.. وقد سارت كل ران وهايبرا معًا وخلفهما سوبارو وسينشي.
___________________________________
لم تستطع ميري النوم بينما ماسومي فهي تغط في نوم عميق كأصحاب الكهف، مازالت تفكر في وجه هايبرا وكلام ابنتها عن من المحتمل إن هايبرا هي صناعة العقار، تعلم جيدًا بأن أختها الصغرى هي من صنع العقار السام، تعلم ذلك حين أخبرتها بلموت وبلموت لا تكذب وليس هناك حاجة للكذب.
_____________________________________
الظلام يغطي شوارع بيكا، عدا ذلك المبنى الذي يحتفل بإطلاق الالعاب النارية التي تزين السماء بألوان مختلفه وأشكال متباينة تخطف القلوب وتبهر العيون.. كانا كلًا من سينشي وسوبارو يشعران بالغيرة، فران وهايبرا منسجمتين معًا حتى لو لم تتحدثا، يكفي أن هناك خيطًا أثيرًا يربط بينهما، كان الشارع الذي يقع أمام ذلك المبنى مزدحم للغاية، فهناك الكثير من الناس متواجدين، مما جعل هايبرا لا تقدر على روؤية الألعاب النارية، فكانت كثيرة التحرك، فأمسكت ران بيدها الصغيرة وقالت بأبتسامة ورقة:
- أي تشان، ما رأيك أن نتقدم؟!
أومأت هايبرا بنعم وعلى وجهها بسمه غامرة بالفرح والسرور، شاورت الفتاتين لشابين الذين معهما واخبرهما بالإشارة بأنهما سوف يتقدمان.. لكن كل من سينشي وسوبارو شعرا بالسأم، أهذه خروجة فتيات فقط ام ماذا، ود سينشي قتل هايبرا التي أتت وستولت على ران، أما سوبارو رغب لو ترحل ران نهائيًا خارج ذلك الكوكب لأنها أخذت تلك الفتاة غريبة الأطوار..
- جميل
لفظت بها ران بعيون مشعة حيوية وهي تتأمل تلك الألعاب النارية التي يترامى أضواءها على صفحة وجهها.. لتؤكد هايبرا قائلا:
- حقًا جميل
فتلك الأضواء تسلب العقل من شدة رونقها وجمالها خاصة بوجود ذلك القمر الأَسر المكتمل.
مضى ربع ساعة وهم يشاهدون الألعاب النارية أو بالأحرى الفتاتين يتأملن ويتسمتعن بالمشاهدة بينما الشابين فكل منهما يتأمل فتاته التي شردت بعيدًا.
تنحنح سوبارو.. قائلًا:
- أنو.. ما رأيكم أن نذهب للمطعم لنأكل شيئًا
أشار سينشي لجهة المطعم بظهره:
- ذلك المطعم فُتح جديد ويقدم أشهى الوجبات.
دلفوا للمبنى ثم صعدوا لدور الثلاثين حيث المطعم بواسطة الأسانسير.. فتح باب الأسانسير مباشرة أمام باب المطعم، باب واسع للغاية يسمح بدخول عشرة أشخاص شداد جوار بعضهم لبعض وبينهم مسافه، الباب يغلق اتوماتيكيًا بجهاز الاستشعار، فبمجرد وقوف شخصًا أمامه يفتح، مزود بحساسات خاصة بالمعادن لتنبيه رجال الأمن، بل مزود بكاميرا لأخذ صور لزوار من باب الحيطة، تلك الخاصية التي جعلت هايبرا تخفض رأسها وتتوارى قدر الإمكان خلف ران حتى لا يتم تصويرها
هناك الكثير من الطاولات متراصة على طول المطعم من الجوانب أما المنتصف كان عبارة عن ثلاث قبب زجاحية، كل قبة عبارة عن عالم لوحده، قبة بها تحوي غابات مصغرة ونباتات عجيبة وآخرى تحوى عالم من الصحاري برمالها المتباينة وثالثه تشعرك أنك ترى المجرة والأجرام السماوية.
ومن شدة غرابته وجماله اطرأوا جزيل الشكر والتقدير على صاحب فكرة هذا المطعم.. لم يتوقف الأمر لهذا الحد فأضواء المطعم عالم آخر، فهي تغير من شكل المطعم ذاته، فلا تدري فأي عصر أنت ولا أي مكان، حيث تتبدل الأرض وتتغير ويتغير الحوائط وحتى سطح الطاولات ينبعث منها صوى الهيلوغرامية مجسمة يصنعها عالم الحاسوب.. قالت ران :
- هذا المطعم لا مثيل له
أخبرها سينشي عن صاحب هذا المطعم ومصممه العبقري وأنه رجل فاحش الثراء مجنون لا يرضى بالتقليد ويجري وراء كل جديد بل هو من يأتي بالجديد. بينما هايبرا كانت تسير تتأمل تفاصيل المطعم وروعته ويسير خلفها سوبارو الذي قال:
- جميل أليس كذلك
هزت رأسها وهي ما تزال تسير:
- نعم
أشارت على أحدى الطاولات، طاولة تقع في موقع استراتيجي تسمح لهم بروؤية الجميع ولا تسمح للاخرين برؤيتهح.. ليبتسم سوبارو قائلا:
- كما توقعت
لتنظر له بنزق وحنق.. وتتركه متوجه حيث الطاولة فاتبعها هو وكل من ران وسينشي.. حديث الفتيات لا ينتهي، على رغم أن سينشي يجلس أمام ران بجانب سوبارو الذي يجلس أمام هايبرا التي تجلس بجوار ران، إلا أن هايبرا و ران يتحدثن معًا ويضحكن كأختين... قال سينشي بسأم:
- أرغب بجريمة قتل
ليرد سوبارو بنفس السأم:
- أيي، حيث يكون هناك أمرًا شيقًا أفضل من اللاشيء.
ليأتيهما ما تمنوه حيث صرخ أحدهم قائلا "جريمة قتل" فتأهب كل من سينشي وسوبارو وقفزوا من أماكنهم عند سماع صراخ شخص يصيح "جريمة قتل".
أنت تقرأ
آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا)
Aktuelle Literaturتدور احداث القصة حول هيبارة التي تعاني من اضطراب نفسي وصراع نفسي حيث انها تعاني من انفصام شخصيا وتحمل شخصيتين شخصية شيهو الفتاة التي تولت المنظمة رعيتها وتعلميها والتي تخاف منهم والتي تفكر َتحسب خطواتها وتعمل على صنع العقار وشخصية ريكا التي لا تظهر...
