القصة41

32 1 0
                                    


#خربشة_قصة

لاني متحسسة لي إسبوع، قررت أمشي أفحص

قلت ل"عادل " يودي البنات لامي ؛ عشان ما أتعبهم معاي ، بس إتجاهل  ولا كأنو بناتو

إستسلمت وتعبت من إهمالو وعدم إهتمامو ببناتو  ،في الحقيقة أنا إستسلمت لي فترة ، كلام أبوي في إني أصبر في راسي عشان كدا ساكتة

لمن جبت أول بت لي كشر شوية وتاني قال لي ما مشكلة في الولادة التانية تجيبي لي الولد ، وقدر الله في التانية برضو تجي بت .

وقتها خلاص بقي يتعامل ببرود ، ما مقصر من مسؤولياتو ،بس مقصر في حنيتو وإهتمامو ببناتو

   مرات مرات تتعدى على أصابع اليد يرجع طبيعي ، بس شكلو بيتذكر إنهم ما بنات فيرجع لمعاملتو الاولي.

طلع الفحص إني حامل !

الكلمة دي خلت أمو تعاين لي من فوق لتحت كأنو بتحاول تكشف جنس الجنين شنو وهو لسا ما إتكّون

" إن شاء الله الدورة دي تجيبي ليه الولد بس "

رمت جملتا دي في شكل هظار ومشت وأنا بالمقابل جَبرت نفسي وسكّتْ.

مرت الأيام وولدت ، جبت البت التالتة لبناتي ، وقتها خلاص هو وأمو بقو يشوفوني كأني أذْنبت .

أمو ما بتوقِف مُطاعنة وهو ساكتْ

" عادل ! دايرة إتكلم معاك ، أنا خلاص فاض بي والله "

" في شنو ؟!"

" يعني ما عارف في شنو ؟!  أمك ما بتبطّل مُطاعنة ، وإنت بِتكْ دي تمت شهر ما حصل يوم شِلتها

الولد يعني حيكون ولدك والبت لا !"

" صفية ، أقْفلي عن الموضوع دا ، كِفاية ولادتك كلها بنات ، الولد هو البسند  "

" لا دقيقة بس ! إنت سامع نفسك بتقول شنو

يعني أنا البِختار إني أجيب  البنات ، ياخ إنت بذمتك قاري ومتعلم ومتخرج كمان ؟؟! 

منو البحدد جنس المولود يا خريج الجامعة ، الراجل ولا المرة ؟!"

" ما قلت ليك قَفّلي ، ما ناقص نِقه أنا "

صَرخ فيني وطلع خّلى البيت ، قعدت بفتور
المطاعنة من كانت مقتصرة على أمو  ونظراتو ، بقت تشمل الناس وكلامهم  وخصوصاً النساوين 

"مالا ولادتا بنات  ماجابت ولد"

والأم إستقلت دا لصالحا وبدت تنّقر في راسو

" أنا عايزة إطّلق يا أبوي ، ودا آخر كلام لي "

قلت كلامي وأنا متأكدة من قراري ؛لمن يبقي كل يوم يطاعن فيني

وصلت بيه الدرجة يضرب بناتي في حاجة أصلا ما سبب ، وقتها خلاص  فاض بي ، إلا وبناتي !

والعجب الأكبر

" عايز يعّرس مَرة تانية تجيب ليه الولد بدل المرة الم تعرف تجيب غير البنات "

دا كلام اُمو ، وبصفتو جاهل حامل شهادة  تخرج وافق على كلامها

وأقنع نفسو إنو  يمكن حظو في الولد يكون في غيري ، وأنا ما رفضّت، بالعكس وافقت بس يكون بطلاقي !

أبوي إتكلم محاول يصلح الخلِاف

" إنت عارف يا عادل إنو أي شي بيد الله والعيال سواء بنت أول ولد نعمة
وبعدين لو جينا للحق بتي هي التتكلم وتقول عايزة ولد مش إنت

كيف تكون جاهل بالصورة دي في حين إنك متعلم  "

إتجادل معاه وحاول يوفق بينا بس للاسف كان مُصِر وقالا صريحة

"عايز أولاد ويمكن حظ المرة التانية أحسن من حظها "

فسكنتا  وتم مُرادي وطلقني !

وهو عرّس ، وزي ما قال حظها ظبطْ وجابت من أول ولَدة ولد

وقتها  أمو جات لحدي بيتي ،  غاظتني وإتكلمت زي ما عايزة وكيف مرتو الجديدة جابت ليه الولد الأنا ما جبتو ليه

" يا خالة ولد كان أو بت ، على فكرة أنا كِسبت وهو خِسر ، كِسبت تلاتة وهو كِسب واحد  "

"أنتي بتقولي بنات ! البت ما بتنفع  الولد هو اليرفع وخلي بناتك ينفعوك "

وللاسف هو كمان إتصل كأنو بيحاول يغيظني ويقول لي شوفي مرتي جابت شنو الانتي عجزتي تجيبيه

سكّتْ وأنا مُوقنة إنو بناتي حيرفعوني ، وبالفعل!

أنا بيد البنات ديل حجيت مرتين ، ريحوني وشالوني في عيونهم قبل يدهم .

كانو عصايتي لمن كِبرت ، كّبرتهم وعّلمتهم  ، وهم ما قصرو لكن شايفين نفسهم مقصرين.

أما عادل إكتفى بولدو ...

الله ما أداه غيرو من مرتو ديك ، يجي يزورهم ، وبخليهم يزورو أبوهم  لمن كانو صغار

لمن كبرو  ما  قصرو  معاه حتى حججوه مرة .

بس ولدو  البيفخر بيه طلع عاق ليه...
بدل يرفعو وقعو وذلو ، وبدل يعولو في كُبرو خلاه يبكي علي إنو جابو للدنيا وإتمنى جَيّتو

بِقى ما في طريقة وملجأ إلا بناتو ديل

طبطبو عليه وساندوه ، وأخوهم دخل السجن مؤبد بأعمالو .

جمع بناتو  ، طلب مسامحتهم ولحنيتهم سامحوه ، ندم وبكى

ضماهم عليه

"  كنت بفتش في الولد عشان لمن أبقَ بالضُعف دا يساعدني

لمن جات البت قلت أبداً دي حتعمل شنو 
أصريت عليه وسعيت ...

كَأّنو الله بقول لي... أنا أديتك البنات ديل عشان عارف حيسندوك أكتر من الولد...
بس أنا رفضت، وقلت بس الولد وحصل الحصل...

كل شي لخير ،ونعمة الله بتجي سواء بالبت أو الولد "

خربشة قصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن