٨٣

817 50 1
                                    

- ما تحلف عليا ما أنا رايحة الامتحان ، ده أنا ممكن أحبك فيها دي ، وهسمع كلامك وهقعد .
رفع راسه وسألني :- الحالة دي بتجيلك قبل كل امتحان صح؟
- صح
- وبعدها بترجعي تطالبي بحقوقك في التعليم وإني لازم أشجعك وأقف جنبك في لحظات ضعفك لإنك تستحقي النجاح
- صح بردو
كمل كتابة في التليفون وابتسم - يبقى تذاكري وأنا أكمل شغل
- صح أذاكر عشان أنجح وأنجح عشان اجيب امتياز وأجيب امتياز عشان أشتغل وأشتغل عشان. ......
- ميار ! كلامك حلو وكل حاجة بس ممكن تأجليه لبعد الامتحانات عشان مفيش وقت ؟
- فكرة حلوة بردو ، أنا كنت بختبرك بس ، إنما أنا؟ أنا حابة الامتحانات والبهدلة دي أوي ، متعودة على المعاناة وضيق التنفس من وأنا في ابتدائي
- أنا كنت واثق من ده ، ذاكري بقى
- يا جدع لاغيني ! أنا أقولك حابة الامتحانات والبهدلة وانتَ تقولي مرضالكيش البهدلة وتقوم حالف عليا ما أنا رايحة
- هخلص شغل وهاجي أسألك في الجزء اللي حددتهولك ، ضيعي وقت براحتك
-  شايف الكتاب ده! إما لميتهولك في شوال ورميته في عقلي خلال ساعة مبقاش ميار اللي تعرفها ، شكلك كده قبل ما تيجي تخطبني مسألتش عن ميار الجن اللي الكتب دي لعبتها !
رفع عينه وضحك - اللهم لا اعتراض يارب

سكتّ ٥ دقايق وسألته
- أعملك شاي؟
- ذاكري
- شاي باللبن؟
- ذاكري
- ولا بالنعناع ؟ ولا أقولك شكلي كده هقوم أعملنا أكل تاني .
- أقولك فكرة أحلى من اللي قبلها ؟ قومي نامي .
سكتّ دقيقتين وسألته : - طب عيلتي وعيلتك بيتخانقوا ، بيجوزونا عشان يتصالحوا ليه بقى؟
- فترة وهتعدي

لا إن شاء الله متعديش ولا حاجة ، أنا اتعودت على القعدة معاه هنا ، حاسة بأمان وراحة وأنا معاه ، حابة الحياة وأنا عيشاها هنا ، مش سهل الإنسان يجرب النور ويرجع باختياره للضلمة تاني ، مش سهل ابدًا
اتبقى ٧ شهور من السنتين اللي محددينهم ونتطلق ، الوقت بيجري أسرع مما تخيلته ، منكرش إني جيت البيت هنا وأنا عايزة أمشي من تاني يوم ، بس مع الوقت كل حاجة اتغيرت ، البيت هنا دافي ، ووجوده معايا فيه محسسني بالأمان

استنيته بعد ما مشى لشغله ، مسكت التليفون وكتبت :
" ازاي أخلي جوزي ينسى التاريخ اللي حددناه وميطلقنيش؟"
مسحتها وهمست لنفسي - ايه الهبل ده !  ما تقوليله إنك مش عايزة تتطلقي !

قفلت التليفون - أنا بحبه ولا لأ ؟ طب هو بيحبني ولا لأ؟

هو بيحبني؟ يعني ممكن نكمل الطريق مع بعض لو بيحبني؟ أنا بجهز نفسي للحظة اللي هنفترق فيها ، بغمض عيني وبتخيل اللحظة دي بكل الطرق والأشكال وبرسم حياتي اللي هتكون من غيره بعد ٧ شهور ، مكانه اللي هيبقى فاضي  ، الشوارع اللي جمعتنا ، والنكت البايخة اللي هضحك عليها لوحدي من بعده ، وفي الآخر بفتح عيني وبعرف أتنفس لما بلاقيني في البيت معاه ، شعور غريب بحسه لما بفتح عيني وبلاقيه قدامي ، زي اللي بحسه لما بيقولي " صباح الخير " وهو مبتسم الصبح ، أو وهو راجع وفي إيده عيش فينو وزبادي وبقسماط لإنه عارف إني مبعرفش أتعشى من غيرها ، زي الشعور اللي بحسه لما بشوف النظرة اللي في عينه ليا ، جزء مني بيتمنى إنه يتمسك بيا في الآخر ، يقول إنه عايز يكمل معايا وأنا هكمل ، يقول إنه بيحبني وأنا هكون معاه لآخر عمري

يومًا ما سنلتقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن