- هش، امشي من هنا، ماما معلمتكيش إنه عيب نزعج غيرنا؟( بصيت للوردة اللي في إيدها ورجعت بصيت للزرعة بتاعتي قدام باب الشقة، أخدت الوردة من إيدها وقومت من مكاني):- وأكيد معلمتكيش نستأذن قبل ما ناخد حاجة مش بتاعتنا صح؟
شبّكت إيديها في بعض وعينيها اتملت دموع.
حطيت إيدي في جنبي وضحكت بسخرية:
- ضعفت أنا كده وهديكِ الوردة؟ اسمعي..أنا مبحبش الأطفال، متخبطيش على الباب ده تاني أو تيجي هنا مفهوم؟
مردتش عليا ف كملت:- أكيد سمعتِ من ماما عن طنط الشريرة اللي بتخطف الأطفال صح؟ أنا الأشر منها، أنا اللي مشغلة طنط دي بقى، تعرفي؟ أنا المصدر الأم للشر.ضحكت ومسحت دموعها بأطراف صوابعها فابتسمت غصب عني:- لأ متضحكيش، أنا بقولك كده عشان تخافي.
- مريم.
بصيت وراها للراجل اللي طلع من الشقة، إنسان مستهتر، حد يكون عنده طفل في السن ده ويسيب باب الشقة مفتوح؟ أما......يانهار!
- ميار؟
وقفت في مكاني، لا رديت عليه ولا دخلت شقتي وقفلت الباب، ثواني عقبال ما عقلي استوعب، رفعت حاجبي ب شر واتكلمت ببطئ:
- في الشركة وهنا؟
بص للبنت الصغيرة اللي جرت عليه، شالها من على الأرض وركز في عيونها، تعابير وشّه اتغيرت ورجع بصلي:
- انتِ عيطتيها؟
كتفت إيدي قصادي وابتسمت:- المفروض أخاف؟
- اه.
ابتسامتي اتهزت لثواني قبل ما أسأله بتهكّم:
- ده تهديد؟
ضيق عينيه وجاوب بثبات:- بالظبط.
نزلت إيدي واتقدمت منه بإنفعال:
-اسمع يا إنسان يا مستفز انتَ دي آخر مرة تكلمني بالأسلوب ده، إن سمحتلك تكلمني تاني أساسًا، أو...أو.....
نزل البنت من إيده فجرت جوا الشقة، اتعدل في وقفته وهز راسه بإبتسامة:- سامعك، أو ايه؟
- انتَ ازاي تسيب باب الشقة مفتوح وانتَ عندك طفلة في السن ده، افرض وقعت؟اتخطفت؟
- دي أول مرة أنشغل عنها، صاحبي اتصل فرديت عليه وانشغلت، ثانيًا مريم مبتتحركش بعيد عني، آخرها قدام شقتي.
عدلت كلامه :- قدام شقتي أنا تقصد.
مردش فبصيت لإيده ورفعت حاحبي بإستفزاز:
- والمدام تعرف إنك مبتلبسش الدبلة في الشغل وبرا الشقة؟
- ده لإني مش متجوز (سكت ثواني وكمل بعدها بإبتسامة ):- بس ميمنعش إني بفكر.مش هتعصب، هو قاصد يستفزني زي كل مرة بيستفزني فيها في الشغل.
صوتي ارتفع: - احترم سنك وبطل السخافة دي، ثانيًا متخليش البنت الصغيرة قريبتك أو بنتك أو أيًا كانت تقرب من شقتي، أنا مبحبش الأطفال.
- ولا أطفال ولا كبار أشك إنك بتحبي حد أساسًا.
- ميخصكش.
رفع عينيه بملل ورجع لشقته، كان هيقفل الباب بس طلع تاني كإنه افتكر حاجة:
- بعتذر عن التصرف اللي معرفهوش اللي مريم ضايقتك بيه وأتمنى دي تكون آخر مرة تزعّلي مريم فيها لإن المرة الجاية مش هسكت. ( أخد نفس عميق واتكلم بجدية):- أسلوبك وحش مع الناس في الشغل وكذلك العمارة ومتشغلنيش الأسباب، بس السبب اللي يخليكِ تكرهي الاطفال وتكلميهم بالأسلوب ده؟ فإنسانة زيك متستحقش نعمة إنها تبصلهم حتى.
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..