-هو أنا لو حصلتلى حاجه هتكملي معايا؟
الايس كريم وقعت مني وبصيتله -انت بتتكلم كده ليه؟
-جاوبي
-أكيد طبعا ما انت عارف
-حتى لو عرفتى إنى متبقاليش غير شهر أعيشه !
-كفايا إنى هبقى جنبك بس، هشكر العالم لو سابنى أعيشه معاك
إبتسم ومردش
-انت بتسأل ليه؟
-إنتى هبله كده دايما؟
-مش فاهمه
-أى حد يقولك أنا جنبك ومعاكي بتصدقيه، وتخلقيله مكان جواكي،وبيكسرك ،ثم بيرجع يعتزرلك،وانتى زى الهبله بتوافقى،وفاكره إنه مش هيرجع يعيد اللى عمله تاني
-انت جنبى يبقي مخافش من حاجه
ضحك -شوفتى
-انت قولتلى كده
-وعرفتى منين إنى هوفى بكلامى؟إنى مش هسيبك زى الباقى ؟
رديت بسرعه -عشان......(سكت،هو ليه صح بثق في أي حد يقولي أنا جنبك !يمكن عشان بحتاج لحد يبقي جنبي فعلا! لما بيمشوا مبيسمعوش صوت كسرة قلوبنا،محدش بيسمعه إلا أنا وبس!
وزى الهبلة بفرح بـ كترة العدد اللى جنبي، بنفرح بالناس اللي بيركبوا معانا قطر الحياة،وفأول محطة أو موقف هينزل شوية،وتاني محطة هينزل شوية،لحد ما نوصل للنهاية ،مش هنلاقى حد،هنكتشف إننا لوحدنا من البداية،والعدد ده كان زاحم القطر وبس، وكلوا بينزل عند المحطة اللي بتنتهي فيها مصلحته،ومعرفش إن كان ده غباء مننا ولا سوء إختيار الناس!
إتنهدت -عشان مش عارفة،بس أنا واثقة فيك
-فرحنا فاضل عليه3 شهور صح؟
بصيتله ومعرفش ليه حسيت بخوف -هو. انت ممكن تسيبنى فعلا؟
مردش فـ إتكلمت- هيبقى حرام عليك والله،أنا إتعلقت بيك، متسيبنيش بعد ما حبيتك يا سيف،ده أنا .......
-أنا أسيب العالم كله ولا أسيبك،أنا سألت سؤال بس، فبلاش عقلك يروح لبعيد (سكت، شويه وكمل )-انتي خلصتي الرواية بتاعتك؟
أخدت الايس كريم من إيده -أنا خلصتها بس لسه متفقتش مع دار للنشر
ابتسم -تمام هشتري أول نسخة أنا
-طب ماأنا هديلك واحدة هدية
-لأ،هشتري نسخ كتير عشان أبين إن ليكي جمهور
-تفتكر في ناس هتشتريها؟
-هيبقالك جمهور أكبر من لمعة عيونك دي
(ايه الكلام اللي بيقوله ده! كلام حلو! والله أبوظ الدنيا لو رديت)
-شكرا، انت ألمع
ضحك -أنا ألمع! بصي ابقى قوليلي إنك مش هتعرفى تردي أفضل
-قولتلك بلاش تقولي كلام حلو وأنا جعانه
برق -ما انتى لسه اكله!
ضحكت -اه صح نسيت
وقف -يلا نروح،بدل ما تجيبي سبب التأخير فيا زي كل مرة
-مجتش عالتلتاشر،او الأربعتاشر مرة يعني
-تلتاشر! يابنتي لو انتي خريجة محو أمية عرفيني
ماما اتصلت بيا فرديت بسرعة -بصى قبل ما تقولي حاجة هو اللي مأخرني،أنا بقوله يلا نروح من بدري وهو ابدا مش هيحصل،عشان لما أقولك بلاش أخرج معاه متقوليليش عيب والكلام ده
-...........!
-ماشى سلام
بصيتله لقيته متنح ورافع حواجبه ،ضحكت -او الخمستاشر مرة
-مش هتكلم،يلا نروح أحسن
مشي خطوتين فوقفته -استني
-ايه ؟
-هاتلي ايس كريم عشان بتاعتي وقعت
-ما انتي أخدتي بتاعتي
-أيوه بس بتاعتي وقعت
ضحك -ماشي خليكي هنا
روحت البيت،ماما كانت قاعدة عالكنبة مضيقة عينيها،ومكتفة إيدها قدامها وبصالى، نزلت إيدها -اهلا ببنت جوزى
-أخبارك يا مراة أبويا
كشرت عشان متضحكش -يخسارة تربيتي فيكي،بقا كل الوقت ده بره البيت!
إتكلمت بسرعة -هعملك أحلي كوباية شاي
إبتسمت -ماهو بردو مكنش ينفع تتأخري
رفعت حواجبي وضحكت -شوفي إزاي! ياااه ياست الكل على طيبتك ياااه
قربت مني وخبطتني فـ كتفى-وحجة أن سيف اللي أخرك والكلام ده،شوفي غيره
-انتي دايما قفشاني كده
-أدخلي غيري هدومك عقبال ماأحط الأكل
وصلت لباب الأوضه ومعرفش الدنيا ضلمت ليه والبرودة إتسربت ليا بدون إنذار،محستش حصل إيه بعدها غير إني صحيت فأوضة غير أوضتى، متوصلة بأجهزة وأسلاك كتير،إيه اللي بيحصل!
باب الأوضة إتفتح،دخلت أمى،كان باين عليها العياط
قعدت جنبي ومسكت إيدي -انتي بخير؟
-حصل ايه؟
إبتسمت -تعبتى شوية بس
-طيب عايزة أروح
جيت أقوم فرجعتني تاني عالسرير -مش دلوقتي
-ليه؟
-هتقعدي هنا شهرين،عقبال ما تتحسني
-شهرين! في إيه يا أمى؟ بصيلي فى ايه؟
ضحكت -الدكتور قال كده،وبطلي أسئله كتير بدل ما يطردونا من هنا (سكتت شوية وكملت )- هروح أنادي سيف،مستنى بره من بدرى
طلعت ودخل سيف،كان فإيده كياس للأكل،قرب منى وقعد عالكرسى اللى جنبى -الست هانم اللى لسه صاحية
-هو إيه اللى حصل؟
-كل ده عشان جيبتلك أكل! متحسسنيش إنى مجوعك
مضحكتش -أنا فيا إيه؟ متكدبش عليا
رد بهدوء -الدكتور قال إنك تعبانه وهتقعدى شهرين هنا، المفروض تفرحي مش هترتبي البيت ولا هتـ....
-سيف!
وقف -أنا رايح أجيبلك عصير، عالله تاكلى قبل ما آجي
إبتسمت -ماشى
هو بيخبي على مين؟ فاكرنى مش هعرف إن كان مخبى عليا حاجه ولا لأ ! عينيه فضحاه دايما
دخلت الممرضة -حاسه إنك بخير النهاردة؟
-أنا بخير (سكت شوية وكملت) -لو سمحتى أنا هنا ليه؟
بصيتلى - انتى متعرفيش؟ محدش قالك؟
-أكيد لو حد قالي مكنتش هسأل
إتنهدت -انتي عندك الكانسر،بس لسه فالمراحل الاو......
شهقت -إيه؟
-اهدي،فى ملايين الحالات اللي زيك، وفى الأسوء كمان،انتي مؤمنه وده قضاء......
زعقت -خلاص
-لو سمحتي اهدي مينـ......
زعقت اكتر -اطلعي وسيبيني لوحدي
طلعت وقفلت الباب، بعدها ب10دقائق سيف دخل وفإيده عصير -وادى عصير بالجوافة زي ما بتـ......
عيطت -سيف أنا عندى الكانسر؟
العصير وقع من إيده وبصلى -مين قالك؟
-رد عليا
فضل باصصلى ومردش
-سيف هو أنا هموت؟
قعد جنبى ومسك إيدى - اوعى تقولى كده،هتبقي بخير وهنتجوز فالميعاد اللى إتفقنا عليه، وهيبقي معاكى أطفال كتير شبهك
-أنا خايفه
-أنا جنبك متخافيش
إبتسمت- وهعرف منين إنك هتوفى بكلامك ده؟ مش هتسيبنى زى الباقي؟
ضحك -عشان بتثقى فيا
شهر فالمستشفى، بقيت بتعالج بالكيماوي،الكيماوي بيموت بالبطئ،كنت بدعى لمرضي الكانسر ومعرفش إنهم بيعانوا بالشكل ده،معرفش إنه بياخد جزء من روحهم فى كل مرة بيتعالجوا بيه
سيف أهمل شغله ومستقبله بسببى،عشان يقضى معايا وقت أطول
كان واقف مع الدكتور عن باب الأوضة بيتكلموا، سمعت الدكتور وهو بيقوله إن مفيش تقدم،إن الحالة بتسوء أكتر،هز راسه للدكتور ودخل قعد جنبى عالكرسى
عملت نفسي مسمعتش -مالك؟
-مفيش حاجه
-الدكتور قالك إيه؟
إبتسم -قالى إنك بخير،وقربتي تخرجى،يعني ممكن تخرجي قبل الفرح كمان
-بتكذب عليا؟
-انتي بخير؟ فى حاجه وجعاكي؟
غمضت عينى -لأ
-مخبية عني وجعك؟
حطيت وشى بين إيديا وعيطت -إمشي
-فاكره لما سألتك لو فاضلى شهر أعيشه،هتمشى ولا لأ ؟فاكره إيجابتك؟
-هشكر العالم لو سابنى أعيشه جنبك
-وأنا بشكر العالم إنك بتتنفسى وبخير وبتكلمينى دلوقتى
-أنا بخير
-انتى خايفه
أنا فعلا خايفه،خايفه عشان ممكن مشوفهوش تانى،عشان مش هسمع صوت ضحكته تانى،عشان شايفه مستقبله بيتهد قدامى وبسببى، أنا وعدته إنى مش هكون سبب ف حزنه ،وكل ما بشوفه الحزن بيرحب بيا من عينيه،رغم إنه بيحاول يداريه لما بيبتسم أو يضحك !
-إحنا هنسيب بعض
-نعم !
قلعت الخاتم وحطيته فإيده -أنا مش عيزاك
-عملتلك إيه أنا؟
-إمشى
- مش براحتك
-مش عيزاك إمشى
-بصيلى
ديرت وشي الناحية التانية وعيطت أكتر -لو سمحت اطلع بره
-هيبقى حرام عليكى لو سيبتيني
زعقت -إمشى بقولك
وقف وطلع،شهد دخلت بعد شوية -حصل إيه؟ سيف ماله؟ بتعيطى ليه؟
حطيت إيدى على قلبى وعيطت بصوت عالى
هزتني جامد -مالك؟ في ايه؟
-سيف مشى
إبتسمت -ماهو أكيد هييجي بكره
-مش هيرجع،مشى ومش هييجي تانى
-انتى عملتي إيه؟
-نهيت كل حاجه
برقت -إييييه!
-كده افضل
-انتى أنانية اوى
-والله ما هيلاقى حد يحبه زيى،هبقى أنانية لو كملنا مع بعض،شايفه كل حاجه هو حلم بيها بتدمر قدام عينيه وساكت عشان محسش إنه مقصر معايا
-طب إهدى
-إطلعى يا شهد مش عايزه أشوف حد
-إسمعينى بـ.....
صرخت -مش عايزة أشوف حد قولت
هزت راسها وطلعت بسرعة وقفلت الباب
عدى أسبوع كله عياط، طول الليل بعيط،أول مرة أعرف إن الليل طويل، أو مرة أعرف إنه كئيب كده، أكيد سيف لو كان هنا مكنتش هعيط،أكيد لو كان هنا كان هيكلمني بليل ونفضل نضحك، ويقول نكت بايخة ونضحك عليها،أكيد لو كان هنا مكنتش هبقى موجوعة كده،أكيد لو كان هنا........هو ليه مش هنا؟،مكنتش عامله حساب الأيام اللى هقضيها عياط ووجع،العالم من غيره بشع،حقيقى بشع
بشوفه فكل شخص بيدخل الأوضه هنا،بشم ريحه البرفيوم بتاعه رغم إنه مش موجود،بفتكر كلامه وضحكه وزعيقه وحركة إيده وتعبيرات وشه فكل حد بيتكلم قدامي،بفرح لما بييجى ميعاد نومي عشان بشوفه فالحلم!
-حرام عليكى نفسك،مش كل يوم عياط،مترجعيش تندمى على قرار أخدتيه،كملى حياتك
-حياتي! والله مابقت فارقة معايا
مبقتش فارقة معايا حياتى،شايفه روحي بتتمرجح علي طرف حفره الموت ولأول مرة أحس بالبرود ده،أنا ميته من اول دقيقه سبت فيها سيف،لما بصحى وبفتح عينى، بستني بفارغ الصبر إن اليوم يخلص وييجى اللى بعده،الأيام كلها بقت بلون واحد،شعري بقا يقع ورموشى كلها وقعت،مبقتش أحب أبص فالمراية زى كل يوم،أنا كرهتنى،وكرهت حياتى،مكنتش أعرف إن فى تعب غير تعب الجسم،طلع فى تعب الروح (التعب النفسى)وده بيوجع أضعاف التعب الجسدى،ده بيموت تقريبا!
كنت قاعدة عالكرسى جنب الشباك اللى فالأوضة،مسكت النوت وكتبت لمحمود درويش "وليس لنا فى الحنين يد،وفى البعد كان لنا ألف يد...سلام عليك، إفتقدتُك جدًا،وعليّ السلام فيما إفتقدت "
حد خبط عالباب رغم إنه مفتوح،وإتكلم -أدخل؟
النوت وقعت من إيدى،وقلبى دق جامد، محاولتش حتي إنى أشوف مين،عشان عارفه إن كل مرة بيطلع مش هو
مردتش فـ اتكلم تانى -حيث كده أدخل بقا
قعد عالكرسى اللى جنبى وإبتسم
عيطت -أنا بيتهيألى صح ؟
هز راسه بـ لأ وضحك، مسكت النوت من عالأرض وحطها فإيدى
-انت رجعت تانى؟
وقف وحط إيده فجيب البنطلون -عدت 3شهور، وحسب الميعاد اللى كنا متفقين عليه أنا وانتى،فالنهاردة جوازنا
-سيف أنا......
شاورلى بإيده عشان أسكت وكمل- عشان كده جيت النهاردة أعمل القرار الوحيد والصح اللى فحياتى وهو إنى أتجوزك
(النوت وقعت من إيدى تانى وتنحت)
ضحك -ماهو مش كل شوية طالع نازل أجيب النوت
-إنت واعي بتعمل إيه؟
ابتسم -وأنا بكامل قواى العقلية كمان
-بس..بس أنا شكلي بقا.......
-أنا حابب شكلك كده،حبيه عشان بحبه،أو ممكن أخليكى تحبيه وإحنا مع بعض
-بس شعرى ورموشى ..........
-والله قمر،حتى هتوفريلنا تمن السامكرا
-ماسكرا
-بالظبط هى دى
ضحكت وسط دموعي -عرفت إسمها من عالنت صح ؟
-فضلت أحفظ فيها طول الطريق عشان أشوفك بتضحكى، عارف إنك عارفه إنى مش عارف أسامى الحاجات دى فحفظتها عشانك
-عارف إنك عارفه فمش عارف ......انت بتقول إيه؟
-متشغليش بالك،أنا غلطان إنى حفظت إسمها من الأول
(بصيتله وضحكت،هو ازاى أنا كنت بالغباء ده عشان أفكر أسيبه! ،لو كان مشى نهائى ومرجعش،حياتى كانت هتدمر،ومكنش عندى مانع أشوفها بتدمر فمقابل إنى أحافظله على حياته ومستقبله)
-بالمناسبة صح ،إتفقتلك مع دار للنشر عشان روايتك،هبقى أعتذرلك بعدين عشان دخلت أوضتك وأخدت الرواية،وبلاش أشوف فعينك دموع تانى،مكانك جوايا مش جوه العالم
-أنا ضعيفه أوى ياسيف
-أنا بستقوى بيكى،فخليكى قوية عشانى
-سيف أنا بحـ....
الباب خبط وشهد دخلت براسها -خلصتوا؟
قام وهو متعصب -بتدخلى ليه دلوقتى
فتحت الباب وحطت إيدها فوسطها -ومدخلش ليه ؟كنتوا بتقولوا إيه؟
بصلى وضحك -إنتي مصحباها ليه؟
هزيت كتافى وضحكت
-أنا طالع شويه وجاى
-تمام
شهد قربت مني وضيقت عينيها -هعديها بمزاجى
إبتسمت -فى ايه؟
طلعت بره،شوية ودخلت ماسكة فستان -قومى
-ماتقولى فى ايه؟
-على حسب اللى فهمته إن النهاردة يوم جوازكم،والمأذون جاى كمان شوية والمفروض تجهزى
نطيت من عالسرير بفرحة وضحكت -إحلفي!
-ايه يابت السعادة والبهجة دى! أما الميتم اللى معبشانا فيه راح فين
إبتسمت -اخرسى
معرفش إزاى يوم واحد نسانى 3شهور عياط ووجع، يوم واحد بس خلاني أتشعلق فالحياة من جديد،أوقات حياتنا بتقف على جملة،على كلمة من شخص معين عشان نقف تانى،هزمت الكانسر بعد سنة من العلاج،مضيت عقد الرواية الأولى، إشتراها عدد كبير، مكنتش أتخيله ابدا، ربنا رزقنا بـ مكة وريان
سندت القلم عالكتاب ورجعت بضهرى لورا
سند القهوة عالمكتب وقعد جنبى -خلصتى؟
هزيت راسى بـ ايوه وإبتسمت -مش مصدقة إنى خلصت روايتى التانية
-تفتكرى فى حد هيشتريها
-هيبقالى جمهور أكبر من لمعة عيونك دلوقتى
-كلام حلو أهو!
-بحبك
ما دمنا بنتنفس والحياة ماشية،نثق تماما إن لسه فى أمل
"رأيتك ضوء فى نهاية نفق مظلم "
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Krótkie Opowiadaniaقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..