٤٤

1.7K 77 3
                                    

(وحشني صوتك ، والكلام اللي كان بيفرحني بس لإنه منك ، غيبت كتير أوي وأنا متعودش إنك تبعد ، ممكن ترجعلي؟)
أنا عارفة إنه مش هيشوفها ولا الرسالة هتتبعت لإني زي كل مرة بمسحها
-تفتكري هيرجع بكره؟
- أفتكر إنه نساكي
( اللي بينا ميتنساش ، مأظنش إن ذكريات عيشنا نبني فيها ٥ سنين تتنسي ، لا أنا ولا هو هننساها ، هو ازاى سايبني كده بسال نفسي كل يوم بقالي سنتين ليه سابني؟ طب يقولي سبب اللي انا فيه ده ! يعني تسيبني قبل كتب الكتاب بأسبوع! )
- متعرفيش أى أخبار عنه يا ماما؟
سابت السكينة من ايدها وحضنتني - حقك عليا
- مش عارفة أنساه
- الغلطة غلطتنا احنا
(طب عيلتي وعيلتك اتخانقوا ذنبنا ايه نتحرم من بعض؟ هعتذرلك عن المشاكل اللي حصلتلك وعن كل حاجة انا ملييش دخل فيها بس متبعدش )
- الأهل السبب
-طب وأنا وهو ياشهد؟
- انتي عارفة لو مكنتوش سيبتوا بعض كان هتحصل مشاكل تانية أد ايه ، وبعدين جدك قال كلمة يبقى هتمشي
- طب بيجبرونا على حاجة مش عايزينها ليه؟ دي حياتنا احنا بيتحكموا فيها على أساس ايه! هو هيرجع
- مأظنش انه هيرجع تاني بعد اللي جدك عمله
- لو بابا هنا مكنش هيحصل ده
- ادعيله
- هو ممكن أكون ضايقته في حاجة عشان كده مشي يا شهد؟ يعني غير موضوع جدو ده
- ممكن يكون حب غيرك وممكن يكون إتجوز ، يعني الحياة مبتقفش على حد
- لا أنا واثقة اخترت مين كويس، أنا واثقة فيه أكتر مما بثق في نفسي
-الحب بيجمل
- تفتكري هو كويس؟ يعني بياكل وينام وبيتفرج على صوري؟ تفتكري انه بيفكر فيا دلوقتي؟
- انسيه والله هيتنسى عادي بس متعلقيش افكارك بيه
- طيب هنام شوية عشان تعبانة
شهد خرجت وقفلت الباب وراها ،طلعت التليفون من تحت الغطا وكتبتله رسالة
( روحت عند دكتور الأسنان النهاردة وإنت عارف إني مبحبش أروحلهم لإني بروح معيطة وبرجع معيطة ، روحت ورجعت تاني وقولت لماما إنه قافل ، كدبت عليها بس هبقى أقولها الحقيقة بعدين وهدعي ربنا يسامحني ، معنديش حد أحكيله الهبل ده غيرك ف قولت أحكيلك يعني ، إنت غبي مش كده؟ عارف إني بحبك ومشيت ، في حد  بيسيب حد بيحبه ، مش مسمحاك..او أقولك مسمحاك عقبال ما ترجع وبعدين مش هسامحك )
غمضت عيني وافتكرت اخر يوم شوفته فيه
فاكرة اليوم ده وفاكرة الناس الكتير اللي كانت موجودة في البيت وصوت سيف وهو بيزعق وبيقول
" مش هسيبها ، احنا ملناش ذنب "
بعدها جدو طلع وأخد الدبلة من ايدي بالعافية وإدهاله
-هات الدبلة يا جدي
- كلمة تاني وهدفنك مكانك
زعقت وأنا ماسكة في ايده بحاول آخد الدبلة منها
- مش هسيبه أنا
مسك ايدي ودخلني جوا الأوضة وقفل عليا من بره ، أنا فاكرة إني من كتر ما كنت بعيط أو بصرخ إن حد يفتحلي جسمي اتهد ونمت مكاني ، أنا كنت سامعة عياط ماما وصوتها بره وهى بتزعق
"دي حياتهم ، مش من حقك تتدخل فيها "
سيف جه بعديها بيوم وجدي فرج عليه الشارع كله تقريبا
فتحت عيني وبعتله رسالة تاني
"رفضت عريس من ٥ شهور لإني وعدتك إني مش هكون لغيرك أو أنا مش عارفة أبص لغيرك ، أنا عارفة إن هييجي يوم وهنبقى لبعض مش كده؟"
مسحت الرسالة وكتبت
"أنا حزينة عليا  وعلى الحاجات اللي خططت نعملها سوا وراحت وعلى الأيام اللي عيشت أحلم فيها بأحلام إتخلقت عشان متتحققش ، أنا حزينة لإنك مش هنا )
مسحتها وقفلت التليفون
طلعت النوت من الدرج وكتبت
" لا أراك ولكنّي ألقاك ،ف رؤية العين رؤية ، ورؤية القلب لقاء." ل/جلال الدين الرومي
طلعت صندوق الرسايل من الدولاب وقرأت الرسايل اللي فيه
" شكلك كان حلو في الفستان بتاع امبارح، عرفتك من بعيد ، أقدر أميزك وأميز صوتك ولو جنبك مليون شخص"
" انتي في بالي طول الوقت ، مكلمتكيش النهاردة بس بعتلك رسالة مع شهد ، انتي مينفعش تتنسي"
" رسالة فاضية"
ضحكت وافتكرت لما قالي وقت ما مبقاش معاكي اكتبي فيها اللي عيزاني أقولهولك في الرسالة دي وكإنها مني
طلعت القلم من الصندوق وكتبت عليها
" هرجعلك ، أنا بخير متقلقيش"
شيلت الصندوق ونمت
(صحيت على صوت شهد ، أظن شهد مخففة عني كتير ، هى صاحبتي اه بس أفضل من أى حد )
- اصحي
- صحيت
- يلا الفطار
-جيتي عالفطار انتي هه
- يا ستي قومي
غسلت وشي ورفعت شعري لفوق وقعدت معاهم على الترابيزة ، بقالي سنتين بقعد مكشرة ومبقولهمش صباح الخير لإن مفيش خير
جدو ساب المعلقة وإتكلم - وحشتني صباح الخير اللي بتقوليها وضحكك عالصبح
كملت أكل ومتكلمتش
( طب ما هو كمان وحشني !، والثواني اللي بتعدي وأنا لوحدي مخيفة ، يعني مطلوب مني أضحك طول الوقت وانتوا تخربوا في حياتي عادي وأضحك بردو ؟)
وقفت وبغدت الكرسي شوية - أكلت
ماما إتكلمت - مأكلتيش
- أنا جوا في الأوضة لو عوزتي حاجة
دخلت وقفلت باب الأوضة جامد
ماما دخلت بعدها ب ٥ دقائق وقعدت جنبي على السرير
- ياريته كان بإيدي ، والله حاولت ولحد قريب كنت بحاول ، أنا مستعدة أخسر الدنيا كلها عشانك
حطيت راسي على رجلها وبصيت للسقف
- أنا عايزة أعرف بس إن كان بخير ولا لأ
-بخير والله
- نعم!
قومت بسرعة ووقفت -عرفتي ازاى؟ شوفتيه؟ قابلتيه؟ قالك ايه؟
إبتسمت ووصلت لحد باب الأوضة
- هو بخير وخلاص
ماما طلعت وقفلت الباب ، مسكت التليفون وبعتله رسالة
"سهرت النهاردة وشربت قهوة من غير سكر ، وقرأت الرسايل بتاعتك ،سهرت عشان أقرأها زى كل يوم كإنك موجود "
وكالعادة مسحتها
(عدى شهرين كمان ، كان مفروض أبقى أنا وهو في بيت واحد من زمان ، هو ايه اللي لخبط الخريطة كده)
بعتله رسالة وأنا بعيط
( أنا زهقت ! هو إنت مشيت ومش هترجع تاني زى ما بيقولوا ؟ )
أخدت صندوق الرسايل وطلعت فوق السطح حرقتهم ، بقرأ كل رسالة قبل ما أحرقها ، سيبت آخر رسالة بس اللي مكتوب عليها رسالة فاضية ونزلت
شهد وماما كانوا قاعدين في الصالة ، دخلت أوضتي
وشهد دخلت ورايا
-هتموتي من غيره يعني ، ياستي ما خلاص
- لا هعيش عادي بس همشي طول الطريق ناقصة حاجة او جوايا هيبقى فاضي ، هعيش من غير روح يمكن (سكت شوية وكملت)- أنا مش عايزة أنساه ياشهد
(كان مفروض أسيب جزء من طاقتي ليا ، يعني أحبه اه بس مدهوش كل طاقتي ،عشان وقت ما الكل يسيبوني أتبقالي أنا وأعرف أقوم تاني )
طلعت بره وأنا بعيط لما سمعت صوت جدي
- عملت كده ليه؟
شهد شدتني عشان أدخل الأوضة تاني ف زقيت ايدها وكملت
- مبسوط؟ حاسس بإنتصار لما مشيت كلامك وضيعتني؟ أنا عملتلك ايه؟ ليه خربت كل حاجة حلوة اتبقتلي؟
ماما كانت هتتكلم ف مسك ايدها عشان متتكلمش
شاورت بإيدي على صباعي اللي كان فيه الدبلة
- مش هسامحك ابدا على اللي عملته ده ولا عمري هنساه ، مهما عملت ف مش هنساه وهفضل أحبه

(دخلت اوضتي وقفلتها من جوا قبل ما حد يدخل)
المرة دي اتصلت بيه بس كان مغلق
بعتله رسالة
"أنا يأست ، وزهقت ومش عارفة أكمل لوحدي ، لو حد بس يشيلك من تفكيري هرتاح والله ، نفسي أنسى إني حبيتك"
نمت ونسيت أحذف الرسالة ، صحيت بالليل ،فتحت باب الأوضة وطلعت ، ماما شافتني فقامت بسرعة ووقفت قدامي
- انتي بخير؟
هزيت راسي ب لأ وحضنتها
- أنا تعبانة
-هوريكي حاجة
شدتني من ايدي ودخلت أوضة النوم وقفلت الباب بالمفتاح ، طلعت من دولابها صندوق فيه رسايل كتير تشبه اللي حرقتها
قلبي إتنفض وقت ما شميت ريحة الرسايل ، أنا أقدر أميز البرفيوم ده ولو كان فين
طلعت رسالة بتاريخ عدى من يومين
" أنا بحبك وهفضل أحبك ومش هنساكي "
" متيأسيش أنا مش هتخلي عنك"
" الدنيا ألوانها باهتة من بعدك ، تعرفي إني بشوفك كل يوم وانتي واقفة في البلكونة؟ تعرفي اني حبيتك لدرجة إني مخلتش مساحة ليا عشان أحب نفسي!"
" أنا عارف إنك منسيتنيش"
" النهاردة اترقيت في شغلي ، معنديش حد احتفل معاه غيرك ف قولت أقولك"
" عيد ميلادك النهاردة ، كل سنة وانتي طيبة "
رسايل كتير تانية بتواريخ مختلفة
ضحكت ومعرفش ايه لازمة دموعي دلوقتي - هو بيكلمك؟
- بيبعت الرسايل مع شهد بس حلفتها متقولكيش عشان تنسيه ، وانتي منسيتهوش ، اتصل يطمن عليكي من أسبوع وغير تليفونه
وقفت بسرعة وجيت امشي ف ماما مسكت ايدي
- رايحة فين؟
-هروحله
- هتودي نفسك في داهية
-طب هكلمه ، أكلمه بس
هزت راسي ب ماسي ومسكت التليفون واتصلت بيه
سمعت صوته - حصلت حاجة ؟ انتو بخير؟
أخدت التليفون ومكنتش سامعة غير صوت نفس كانه بينهج
- سيف
-..........
- انت كويس؟ فينك؟
- .......
التليفون قفل ف بصيت لماما
-هو متكلمش ليه؟
إبتسمت - هو عارف بيعمل ايه كويس
( بعدها بأسبوع جه البيت ، قعد مع جدي بس مكنتش سامعة حاجة لإني في الأوضة ، فتحت بس باب الأوضة أبص عليه وقفلته تاني)
اخر حاجة فكراها في الموضوع وأنا بلبس فستان اخترناه سوا وبمضي على عقد كتب الكتاب
وقفت قدام رسالة متبروزة في بيتنا أنا وهو ،مكتوب عليها "رسالة فاضية "
وقف جنبي وهو شايل بنتنا "شروق" وابتسم
- لسه فاكرة؟
- مش هنسى
- انتي عارفة إني مكنتش هسيبك
- متأكدة من ده

"رأيتك ضوء في نهاية نفق مظلم"

يومًا ما سنلتقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن