رصيت الكتب عالرف وبصيتله -كده تمام ؟
بص عالرف وشاور لشهد وزعق -الكتب دى تنزل، وتترص من الأول
نزلت من عالسلم ووقفت قدامه -كتب ايه دى معلش؟
مردش عليا وبص لشهد وعلا صوته أكتر
-انا قولت قبل كده الكتب دى مكانها مش هنا
هزت راسها ووقفت جنبى -تمام هنرصها تانى
رفعت حواجبى -بص أنا مش هرتبها تانى
إتكلم بهدوء -مبحبش اللى يخالف القواعد هنا
-بس ترتيب الكتب أخدت منى يوم بحاله
-أظن دى مشكلتك
-بس.......
-مبحبش أعيد كلامى مرتين
-إنت فاكر نفسك......
شهد ضغطت على إيدى عشان مكملش، وإتكلمت هى
-هنرصها حاضر
هز راسه ب(ماشى )ومشى
حطيت إيدى فجنبى وبصيتلها -ايه اللى حاضر ده ! مزعقتيش ليه؟
-وانتى مزعقتيش ليه؟
-عشان....عشان......
-ها!عشان ايه؟
زقيتها من كتفها وطلعت عالسلم -طب وسعى عشان نرتب الكتب تانى
ضحكت -ما أنا بقول كده بردو
لفيت وبصيتلها -شهد متعصبنيش
-ايوه..ما انتى مش فالحة غير عليا
رفعت حاجبى -بت!
-بهزر! ايه مبتهزرش يا رمضان ؟
٤شهور بشتغل معاه فالمكتبة أنا وشهد ، إخترت المكان ده عشان بحب القراءة والكتب ، معرفش إنى كنت هحبه هو ، ومعرفتش أمنع نفسى من إنى أحبه ، ومكنش عندى الشجاعة الكافية فإنى أسيب المكان،٤شهور شغالة معاه وأول مرة يزعق أو يقولى عيدى ترتيب حاجة تانى
-تفتكرى الترتيب الغلط للكتب يخليه يتعصب كده؟
-مش عارفة
-تفتكرى إنه متضايق دلوقتى ؟
-مش عارفة
شهقت -يلاهوى ياشهد ليطردنا
-مش عارفة
إتعصبت -وانتى من إمتى بتعرفى حاجة اصلا !
-أنا جعانة وعقلى واقف، آكل بس وعقلى هيشتغل وأربط الأحداث ببعض وأجيبهولك فشوال
-أنا لو كنت مصاحبة خيال مآتة (فزاعة )كان هيبقى نافع عنك
-طب إبقى شوفى مين تلقطلك الكلام وهو طاير
-بهزر معاكى ياشهد
ضحكت -لازم أزعق يعنى
ضحكت وكملنا الطريق للبيت
ببقى مبسوطة بالشعور اللى بحسه وقتها، أو بالشخصية اللى بقيت عليها لما حبيته، عارفة إن الفرحة مش هتدوم ، بس أفرح النهاردة ومشيلش هم بكره.
روحت البيت وطلعت النوت من الدرج وكتبت
"كل لحظة من ساعة الحب السعيدة، تستحق عمرًا من الحياة الرتيبة والعادية " ل أفرا بن
قلبت الصفحة وكتبت "متى ينضج هذا العالم ليحاكم كل من أقفل قلبه دون الحب ؟، ويجعل شروط الحاكم أن يكون الحاكم عاشقًا" ل غادة السمان
معرفش ازاى نمت ، لما صحيت لقيت ٦مكالمات فائتة من شهد ، إتأخرت عالشغل نص ساعة ، لبست بسرعة وإتصلت بشهد عشان نمشى.
مين اللى هتطرد من الشغل ناو؟
-تفتكرى هيزعق؟
-معرفش يا شهد
-طب هو ممكن يطردنا؟
-اه.....لأ
-فى مليون مكتبة غيرها ، مش.......
-شهد!
-طب انتى بتحبيه ، أنا ذنبى ايه؟
-إنك صاحبتى من ١٠ سنين ، ودايما بعمل مصايب، مالك مستغربة المرة دى ليه؟
-إسكتى طب وصلنا
فتحنا الباب ودخلنا، كان قاعد عالمكتب بيقرأ كتاب
شهد قربت منى ووطت صوتها
-هو مأخدش باله إننا جينا؟
-............
-انتى بتضحكى ليه؟
إبتسمت -شيفاه حلو ازاى؟
إتعصبت -هنتطرد هنتطرد
حبيته عشان بيحب القراءة والكتب، ومتبعاه عالفيس بوك وبقرأ كل حاجة بيكتبها ، وكنت أول واحدة أشترى الكتاب بتاعه
شاورت بإيدها قدامى - يابت!
-طب تعالى نكمل ترتيب الكتب ، ويكإننا جايين من بدرى
-فكره بردو
سندت الشنطة وطلعت عالسلم
-ناولينى الكتب ياشهد
هزت راسها -طيب
مكونتش عارفة أركز، كل شوية أبص عالكتاب اللى بيقرأه
-يابنتى ركزى إرحمينى
-شهد ، هو بيقرأ كتاب ايه؟
-كتاب خالتى
-طب إتلمى
-وأنا ايه اللى هيعرفنى !
-ماله مندمج أوى كده ليه؟
-ياولى الصابرين !
-ده مأخدش باله مننا
-الحمدلله، نعمة
-ده بيقرأ فيه بقاله شهرين
-وإحنا مالنا المهم منترفدش
كملنا ترتيب الكتب ،قلع النضارة وسندها عالكتاب
-نص ساعة تأخير
الكتب وقعت من إيدى وبصيتله -نعم؟
وقف وقرب عشان يلم الكتب وهو وشهد
-حاسبى
نزلت من عالسلم عشان ألم الكتب معاهم -آسفه
إبتسم -متعتذريش، الموقف مش مستحق
لحظة! هو بيبتسم وبيضحك زينا كده عادى ! يعنى كنت ناقص جمال فوق جمالك عشان أحبك أكتر ! معرفش ليه قلبى وجعنى؟
سيبت الكتب من إيدى وقومت ، قعدت عالكرسى اللى عند المكتب ، كنت محتاجة إنى أعيط أو أبعد عن المكان اللى هو فيه
وقف قدامى -انتى بخير؟
-عادى
-تقدرى تروحى لو تعبانة
-مش مهم
-فى حاجة حصلت
-لأ
هز راسة ومشى خطوتين فوقفته
-هو ينفع نحب من غير وجع؟
لف وبصلى ، بعدين قعد عالمكتب اللى جنبى
-لأ
-ليه؟
-مش هتحسى بقيمة الحب إلا لما تجربى الوجع
-هو مش الحب بيبقى بجناحات ويطير بالحزن بعيد؟
ضحك -لأ، ده كلام روايات
-نحوله لحقيقه
-انتى أنقى من إنك تفهمى العالم ، اللى هيحبك بجد هو اللى هيخاف على زعلك ، مش هتتوجعى منه ، هتتوجعى بس من أسباب تانية (سكت شوية وكمل )- العالم الأبيض أبو عصافير ده جواكى انتى
-ينفع أقول للشخص اللى بحبه إنى.....
-لأ
إتنهدت -ليه؟
-ساعتها هتخلص اللعبة ، ومش هتضمنى إن كنتى هتخسرى ولا لأ؟
-هو الحب لعبة؟
-متاهه..الحب متاهه
-مش فاهمه؟
-مش بتبقى عارفة هتخرجى منه وينتهى إمتى؟ ولا هتفضلى تلفى وأبواب المتاهه تقفل وساعتها مش هتخرجى ابدا
-طب والكلام اللى......
-فى كلام مبيتحكيش، فى كلام مخلوق عشان يتكتم جوانا ، نموت ونتدفن بيه
-طب و........
-نتكلم بكره، الوقت إتأخر
هزيت راسى ب(ماشى) مشيت أنا وشهد
-متزعليش
-آخر يوم هاجى فيه المكتبة هيبقة بكره
برقت -ايييه؟
-كل ما بقعد أكتر كل ما بحبه أكتر وبعلق نفسى بيه ، قلبى بيوجعنى كل ما بيتكلم وببقى عاجزة عن إنى أقوله بحبك، عشان مينفعش ، أنا همشى وهنساه ومش هفكر فيه تانى
-وبتحبى ليه لما انتى عارفة إنك هتتوجعى؟
-عشان سبب عمرك ما هتعرفيه إلا لما تجربى
أفهمها ازاى وأنا مش فاهمه اللى بعمله !مش فاهمه ازاى بنحب ونتوجع ، أو بنرحب بالحزن لو كان من شخص معين مثلا ! يمكن وقتها عشان العالم بيتلخص ف كف إيده بس ، ف مش بنلاقى ملجأ غيره ! أو عشان بنيت أحلامى على شخص ف مش بالساهل أسيبه ، فبرحب بأى حاجة تحصل لإنه كان قرارى من الأول!
الحب مش بيخبط عالأبواب ولا ليه عمر ، الحب بيختار الشخص لما بيلاقيه فحاجة ليه أو عشان يخلى لحياته
معنى.
معرفتش أنام فاليوم ده من العياط ، طلعت النوت وكتبت
" أصعب شئ أن تُجبر نفسك على تجاهل شخص، كان يعنى لك العالم بأكمله " ل مجهول
قلبت الصفحة وكتبت
"نحن نفشل فى النسيان ، لأننا فى الواقع لا نريد أن ننسى ، رغم كل ما يحمله التذكار من وجع" ل مجهول
كنت بفكر فحاجة واحدة بس ، ليه الحزن إختارنى أنا ؟أنا كنت أضعف من إنى أرفض الحب، الحب بييجى زى نغزة فالقلب ، وأنا قلبى بيترعش بمجرد ما بشوفه، إيدى بتلّج والعالم بيبقى هادى لما بسمع صوته ، شبه حلاوة البحر فى إسكندرية ففصل الشتا .
فكرت فكلام كتير أقولهوله لما أقابله ، مكنش فيه غير الحل ده
لبست وإتصلت بشهد عشان نمشى
وصلنا هناك ، كان بيتكلم فالفون
وقفت قدامه -عايزة أقولك حاجة
شاور بإيده إننا نقعد نستناه
شهد راحت تكمل ترتيب الكتب الجديدة، وأنا قعدت عالكرسى
وقف قدامى -ها ، عايزة تقولى ايه؟
-عايزة أقول.....
هز راسه -سامعك
-عايزة أقول إنى......
معرفش الكلام اللى كنت بفكر فيه راح فين ، المشكلة إن بيبقى فيه كلام كتير عايزة أقوله وفيه عياط وفيه ضحك وحاجات كتير بتختفى لما الشخص اللى عايزة أقوله الكلام بيظهر، كإن الكلمات بتتخبط فيه فبتتبعتر منى.
مجرد كلمة بس قادرة تغيرلى حياتى!
ضحك -طب أبدأ أنا بالكلام؟
كنت عايزة أقوله إن بكلمه منه بفضل أضحك طول اليوم وبضحكه منه العالم بيضحكلى ،لو يعرف بس بحبه اد ايه!
إن أنا أحتفظ بالحب جوايا أفضل من إنى أبينه للعالم وأتكسر بسبب رد فعل مكنش ف بالى ، أو عشم فالشخص ده إنه هيكون بيحبنى زى ما بحبه ، وفالآخر يطلع وهم !
-أتكلم ولا تتكلمى
تلفونه رن ، بص للفون وبعدين بصلى
-دقيقة هرد وجاى
طلع بره المكتبة عشان يرد، الكتاب اللى بيقرأ فيه دايما كان موجود عالمكتب ، معرفش ليه فتحته رغم إنه مش من حقى أفتحه إلا بإذن منه
الكتاب كان كله ورق أبيض، معادا ٣ ورقات
ورقة كاتب فيها بخط إيده
"أخاف الأشياء التى تلامس قلبى لذا أهرب منها دائمًا ، كما أهرب منكِ" ل فرانس كافكا
والورقة التانية مكتوب فيها
"أنتِ متواجدة معى ، مثلما أنا هنا ، إن وجودك مؤكد أكثر من وجودى ، إنكِ تكونين حيث أكون ، وجودك ك وجودى ...وأكثر كثيرًا من وجودى" ل مجهول
وكان موجود فالكتاب وردة لونها أبيض بس متحنطة ، شبه الورد اللى جيبته تانى يوم شغل ليا عشان نزين بيه المكتب،
إيدى إترعشت والكتاب وقع منى لما شوفت الصفحة التالتة ، كان راسمنى وأنا برتب فى الكتب وبضحك
أخدت الشنطة وشديت شهد من إيدها ومشيت
قعدت عالبحر من غير ما أتكلم
-مجرجرانى وراكى من غير ماتقولى حصل ايه!
-محصلش
-طب مش هنروح؟
-شوية
-قوليلى مالك؟
-مفيش ياشهد
مكنتش عارفة أتكلم ولا أروح ، ولا كنت عارفة ايه اللى بيحصلى ده !
طلعت النوت وكتبت
"أصعب شئ فى الدنيا أن تجلس مع نفسك فلا تجدها " ل مجهول
-مامتك بتتصل يلا نروح
إتنهدت -طيب
وصلت لباب البيت وبصيت لشهد
-انتى مش هتروحى؟
-لأ
-هتطلعى معايا
-اه
-ماشى
فتحت باب الشقة بالمفتاح ، العالم ضاق وإتلخص فالمسافة اللى ما بينى وما بين الصالون ، لما لقيته قاعد مع أمى
بصيت لشهد وضيقت عينى
قربت منى وإتكلمت بصوت واطى -هو طلب رقم الحاج وأنا أدتهوله
ماما بصيتلى وضحكت -إدخلى مش هتفضلى واقفة
ضربت شهد ف جنبها ، ومشيت وقفت قدامه
-ايه اللى جايبك هنا ؟ مش هشتغل تانى أنا ....
ماما قربت ووقفت جنبى -رحبى بالضيوف عيب كده
بعدين شاورت لشاهد بإيدها ودخلوا جوه
إبتسم -جاى أعمل الصح
قعدت عالكرسى اللى قدامه وزعقت -مبحبش الألغاز
-وأنا مبحبش اللى هتكون مراتى تعلى صوتها
-أعلى صوتى ب......(سكت شوية وكملت)- ايه؟
-محبتش أكلمك فى الموضوع غير لما أهلك يعرفوا ، وهتوافقى
وقفت -مش براحتك
إتكلم بهدوء -أقعدى
-ها؟
-مانتى هتوافقى يعنى هتوافقى ، أقسم بالله ما هتجوز غيرك ، فوافقى
إبتسمت-ليه؟
-عشان الراجل مبيحبش إلا مرة واحدة بس، ومينفعش أضيع الفرصة دى
ضحكت -لا ده كلام روايات
-نحوله لحقيقة ؟
-نحوله لحقيقة
"رأيتك ضوء فى نهاية نفقٍ مظلم!"
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..