- مش فاكر حاجة خالص؟أيّ حاجة؟
رفع راسه ليا بدون ما ينطق، رجع ضهره لورا وكتف إيديه قدامه:
- أهلًا.
قعدت جنبه على الكنبة ورددت بيأس:- أهلًا ايه بس، انت عارفني؟
- ميار صح؟
- يا خبر! أنا ميار مراتك، أقصد يعني اللي كانت مراتك.
- اه قولتيلي الكلام ده هناك في المستشفى...(ضيق عينيه وسأل بابتسامة متناقضة مع سؤاله):
- اتطلقنا؟
- لأ، بس هتطلقني.مردش على كلامي، قام وقف جنبي، حط إيديه على كتافي ووجهني للمطبخ:
- ايه رأيك تعمليلنا حاجة ناكلها دلوقتي لإني جعان، ووعد هنتكلم في الموضوع ده بعدين، بما إنك الوحيدة اللي أعرفها هنا.
- أنت سمعت حرف من اللي قولته؟ أنا مفيش حاجة هنا تربطني بيك...( سكتت ثانيتين قبل ما أكمل بخفوت):- غير ضميري.
هز راسه بإقتناع لدقيقة قبل ما يصطنع الجدّية وهو بيقول:
- إنسانة بصحيح، أنا اه مش فاكر اتجوزتك امتى وليه وفين، بس حقيقي أحسنت الاختيار...(سكت ثانية وابتسم كإنه بيراضيني بأي كلام):-ممكن بقى تقولي لضميرك يقوم يعملنا أكل؟
- أنت مستفز.
اتنهد بنفاذ صبر وعدّى من جنبي:
- أمري لله، هعمل أنا.رفعت حواجبي بإندهاش لبساطته في الكلام، جزء مني مرتاح إن سيف هنا قدامي، حتى لو مش هنكون لبعض بس يكفي إنه هنا، وقت ما سمعت إنه عمل حادثة نسيت زعلنا وكنت أول واحدة جنبه هناك، ووقت ما عقلي اشتغل تاني وركنت قلبي حسيت إني لازم أبعد لإن وجودنا مع بعض مبقاش مناسب لينا.
رجلي مشت تلقائيًا وراه للمطبخ، وقفت عند عتبته وكتفت إيدي، ميلت براسي على الحيطة وابتسمت وقت ما لقيته واقف محتار قدام الخضار اللي طلعه من الفريزر والبطاطس، زي كل مرة كان بيحاول يعمل أكل ويفاجئني وبينتهي اليوم بإننا بنطلب أكل جاهز، كانت حياة هادية، راضية فيها ومبسوطة، فجأة بقت حياة الكل..في الوقت اللي أنا وهو كنا شبه منهارين وبنعدّي اليوم بالعافية بدأ الأهل يتدخلوا وبقينا نصدق كلام غريب، تفكيره بدأ يتغير ويعارضني في حاجات تعبنا عشان نوصلها سوا، وبدأت أسمع لأهلي إنه مكنش مناسب من الأول وأنا اللي وقفت قصادهم واختارته، طاقتي خلصت ومحاولاته في إنه يعتذر مرة بعد مرة مبقتش قادرة تهدم الحاجز ما بيننا فاختارنا إننا ننفصل.
حواجز مخيفة اتبنت ومسافة بلاد فجأة بقت بيننا بعد ما جمعنا طريق واحد، بابا مكنش موافق على سيف من الأول وباباه مكنش عايزني زوجة لابنه عشان أنا- بنت الراجل اللي بينهم عداوه- مامته الوحيدة اللي بتحبني هنا..هما كانوا صح؟بعد ما زعلنا مع بعض أنا وبابا شهر عشانه، هو صح؟- بعرف أعمل بيض بلانشون تاكلي؟
انتبهتله، هزيت راسي وضحكت، هيحرق الطاسة زي كل مرة ويحاول يداريها عشان مشوفهاش، الحقيقة إني كنت بحب محاولاته عشان يخليني مبسوطة، محولاته الفاشلة في إنه يبين فهمه ودرايته التامة في الألوان وقت ما كنت بنختار هدوم، في أكله المحروق، في الوقت اللي بيفضيه في اليوم عشان نقعد نتكلم بالليل، في الكام دقيقة اللي بنتمشاهضم سوا في الشارع، فجأة نسينا كل ده وسلمنا نفسنا لأهلنا مع إن محدش فيهم عاش اللي بيننا عشان بس يعرف أد ايه كنا بنحب بعض..كنا!
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..