(٢٧)

2.2K 103 2
                                    

-خير اللهم إجعله خير ، حلمت إن أنا إتجوزت أخوك ياض يا أحمد
- سيف؟
- إنت عندك أخ غيره؟
-لأ!
-يبقى بلاش غباوة
- طب عادى ، دى أحلام يقظة
- دى أحلام مفروض تتحول لحقيقة يا عديم الذوق
- انتى عارفة إنه هيخطب
- مسمهاش هيخطب ، اسمها هيغلط.. لما يروح يخطب واحدة غيري يبقى ده اسمه غلط
- انتى صح
-وفكرك أصلا إنه شاغلنى وكده؟ ولا يهمني
- طبعا
- وعمري ما هسأل عنه تاني ، ولا هجيب سيرته
-أوماال
-ولا هكلمه ، وهخليه زيه زى الغريب
- يعني ميمشيش معاكي إننا قرايبك؟
- لأ نهائى، ومش عايزة أعرف عنه حاجة بعد النهاردة فاهم؟
- عايزة تعرفي عنه ايه وأنا أجاوبك ، بدل ما انتى بتلفي وتدورى وشغل أمينة رزق ده
-هو فين دلوقتي؟
- أيوة كده إدخلى فى الموضوع علاطول
- هتجاوب ولا أنادي على ماما من بره ، وأقولها على....
- لا وعلى ايه هجاوب أفضل
- إنجز
- هو فى البيت ومفروض ينزلوا يجيبوا الشبكة النهاردة
(مفروض أبقى أنا مكانها ، أنا اللى حبيته قبلها  وأنا اللى عارفة كل حاجة عنه )
- هى أصلا مش بتحبه
- عارف
-هى .....
جرس البيت رن ، ماما فتحت وكان هو ، دخل وقعد جنب أحمد
- ايه يا ملوك الخراب الكلام على ايه؟
- رايح فين؟
- هو انتى كنتي مراتي وأنا معرفش
رغم إنه كان بيهزر بس إتعصبت
-إنت أصلا تطول إنك تتجوزنى
-والنبى والنبى إتجوزينى ، هموت من غيرك
- بتتريق كمان ! إنت أصلا متشغلنيش أصلا أصلا
ضحك -انتى مبتعرفيش تسكتي ابدا؟
كتفت إيدي قدامي وزعقت - هو أنت مش مفروض تنزل تجيب الحاجة النهاردة ؟  جاي ليه؟
سند إيده على رجله و رد بهدوء - أولا اسمها شبكة، ثانيا أنا باجي علاطول ، ثالثا عرفتي منين إننا هنجيبها النهاردة؟
- عرفت من أ...
أحمد حدف المخدة ف وشي وضحك - أهاهاها هتعرف منين يعني، أكيد سمعتكم ، أنا عارفها بتسمع بسرعة وبتودى غيرها ف داهية ، حسبي الله
سيف وقف وعدل ياقة قميصه وبص لأحمد
- هتيجي معانا؟
- لأ روح إنت
- تمام
طلع وقفل الباب وراه
- هتفضحينا والله هتفضحينا وطردى من البيت هيبقى على إيدك
عيني دمعت وبصيت الناحية التانية - قوله ميجيش هنا تاني يا أحمد
-اه وماله عشان يحدفني من فوق ويفتحلي محضر
- إلهي كلاب السكك تتلم عليهم ما تخلي فيه غير قلبه ، عشان أعلقه فى العمارة كده ويكون عبره لغيره
-ده أخويا هه
وقفت وسقفت بإيدي - عندى فكره
- خير؟
-إنت تقوله إنكم لقيتوه فى الملجأ ، أو قدام جامع وربيتوه على أساس إنه أخوك ، وتصدمه بالحقيقة ف هو يتصدم فعلا ويفركش خطوبته
- بصي انتى تلمي أفكارك دي وتحطيها فى شوال وتحدفيه من فوق أو تولعي فيه ، بحيث العدوى متنتشرش
- هنضحك حاضر ..إنت سمج ليه كده يالا
ضحك -يابنتى إرحمينى ومتشغليش عقلك تاني ، وبعدين ترضيها ليكي حد يبوظلك فرحك ، وبعدين هو خطوبته الأسبوع الجاي ف أنا هتكرم وأنقيلك فستان على ذوقي
- إمشي غور من هنا ،هو أنا جيباك عشان تصحيلي ضميري ، وذوق ايه وهباب ايه؟ إنت عندك ذوق أصلا!
(أنا بعيط وقلبي بيوجعني عادى بس دى أكتر مرة حسيت بالوجع فيها ، ياريت الزمن يرجع وأشيلها خالص من طريقه ، هى متنفعلهوش ، أنا اللى أنفعله ، أنا أكتر واحدة حبيته ف ليه يبقى ل غيري؟)
-هتروحي الخطوبة وانتى مكشرة؟
- وشي وأنا حرة فيه يا ماما ، مش عايزة أروح أصلا !انتى عرفاني مبحبش الأفراح
- انتى مبتحبيش الأفراح؟ انتى بتكلمي حد غريب ولا أمك ، هو لو كان عايزك كان إتقدملك ، هو شايفك أخته ، ف إفردي وشك ده الناس هتقول علينا ايه
-مبيهمنيش كلام الناس وانتى عارفة
- ٥ دقايق وإطلعي ، هستناكي بره
المفروض أنا اللى أشاركه فرحته دلوقتي مش حد تاني ،وأنا اللى أبقى خطيبته وأنا .... أنا وجودي هنا غلط، إستنيت اليوم يخلص بسرعة ، مش عارفة أفرحلهم وأنا مبحبش أحقد على حد وأول مرة أجرب الشعور ده ، هى معملتش حاجة ليا بس غصب عني كرهتها ، أخدت أحلامي وكل حاجة حلوة تخيلتها ، أحلامي إتحققت بس ليها هى
لما روحت ، دخلت قعدت فى البلكونة عندنا ، لما بتخنق بحب أقعد فى مكان ضلمة وأقعد أعيط ، بكره النور وقت الحزن معرفش ليه ومعرفش ايه العلاقة ما بينهم أصلا
- ميار
- لو سمحت يا أحمد مش عايزة أسمع صوت ، محدش حاسس بيا ، أنا هفكر فى الانتحار وهموت
- لو نفسك تموتي ف ممكن تموتي فيا عادي
- وحشك التهزيئ صح يالاا ؟عايز تتهزأ مش كده؟
جاب كرسي وقعد قدامي - طب والله لو ماكنتي بتعيطي ، كنت رديت عليكي
- أنا قعدت مع نفسى وفكرت إنى مش هحب أخوك
- هو ده الكلام الصح ، أخيرا عقلتى
- لأ بس مش هنفذ ، أنا فكرت بس
- انتي بتهزرى ولا زعلانة ولا ايه بالظبط؟عشان أعرف أحدد
- مش عارفة ، أنا متلخبطة ومش عارفة أفكر ، حاسه أنى مخنوقة أو عايزة أعيط بصوت عالي أو... أيا كان اللى حساه دلوقتي ف هو مش خير
-  بكره تحبي غيره ، هو كان آخر راجل يعني!
بصيتله وزعقت وصوت عياطي بقى عالي - اه آخر راجل ، سيف مش شبه حد ولا هييجي اللي يشبهه ،مش عارفة أبطل أحبه ، حاولت والله بس معرفتش ، قولي أعمل ايه عشان أبطل عياط ويخف وجع قلبي شوية ، قولي ازاى أعرف أنام ، أنا عملت كل حاجة عشان يحبني  ومحبنيش ، وعملت كل حاجة  عشان أنساه  ومعرفتش، كل ما بنساه بفتكر إنى نسيته ف بفتكره ؛كلامي ملخبط و....
-اهدى ، والله هو ميستحقش زعلك عليه دلوقتي ،مع الوقت هتنسيه ، متفكريش نفسك بيه كل شوية وهتنسيه ، أروح أفرشكلهم فرحتهم دلوقتي يعنى ولا تبطلي عياط؟
- فى حاجات بتفضل جوانا ومبتتنسيش ، بنحاول نتجاهلها ونعدي وناخد خطوة بعدها ، بس بتفضل موجودة ، تجاهلها أصعب من وجودها
(هو ليه الحب مش سهل؟ يعنى أقول للشخص اللي بحبه إنى بحبه وهو كمان يحبني ونتجوز وخلاص كده ، ليه الخيال ميبقاش هو الواقع؟ وإن العالم ده يبقى موجود عشان نحقق أحلامنا  )
- هييجي اللى يحبك ويقدرك و.....
- وليه ميكونش هو الشخص ده؟هو محبنيش ليه؟ عملت ايه عشان ميحبنيش؟ طب ليه هى وأنا لأ؟ هى مكنتش معاه لما خسر شغله وقام تانى،ومكنتش جنبه لما الدنيا كلها ضاقت عليه ، هى كانت معاه عالحلو بس
- هو أخد نصيبه
-طب وأنا ؟ أنا فين من كل ده ؟هو ليه مش جنبى دلوقتي؟ زى ما كل مرة وقفت فيها جنبه !
(أنا مش زعلانة منه والله ، أنا زعلانة مني عشان عشمت نفسي بحاجة كنت عارفة أنها مش هتحصل ، كارهه نفسي لإنى بفكر فيه لحد دلوقتي رغم إنه مش من حقي ، أنا عارفة أنه غلط وإن اللى بعمله ده مش هيزيدنى إلا وجع وتعب قلب ، بس مبعرفش أتحكم فى مشاعرى أو إنى أقول مش هحب الشخص ده ف محبهوش ،الحب بيموت أكتر ما بيحيي والله!
بعد ٦ شهور أحمد قالي إن سيف مبقاش يحبها زي الأول ، وإن بتحصل بينهم مشاكل كتير  ، وإنها قالتله أن أهلها اجبروها تتخطبله
- أحمد خليهم يتصالحوا ، هقولك تعمل ايه
- انتى المفروض تستغلي ده وتقربي أكتر ، هو مبقاش يحبها
- وأنا أرضى لنفسي كده؟ أنا مبحبهاش اه بس مش للدرجة دى ، وبعدين هو زعلان ف حاول تهديه وهما هيرجعوا لبعض زى كل مرة
- انتى مبتفهميش صح؟ بقولك هى مش بتحبه وأهلها أجبروها عليه وهو مبقاش يحبها ناقص ايه؟
- ناقص تدخل إنت وتصلح ما بينهم
- لا دى هبت منك عالآخر
- حرام عليك صالحهم ، أنا ملييش إنى أتدخل
- عايزة تقنعيني أنك مبقيتيش تحبيه؟
- هو مش من نصيبي ومتفتحش معايا الموضوع ده تانى ابدا !
بعد شهر فركشوا الخطوبة ، أنا كنت عارفة إن ده هيحصل بس كنت بدعيلهم يكملوا ، من بعد ما فركشوا وانا مش بشوفه ، عدت سنة وأنا مبسمعش أخباره غير من أحمد ، طب هو بيفكر فيها دلوقتي ولا نساها ؟ ايه ده لحظة كده ! هو ميشغلنيش أصلا
- الحمدلله فركشوا
- إنت السبب صح؟
ضحك ورفع حواجبه - هو أنا سمعتي بقت وحشة للدرجة دى؟
- متهزرش كتير مع الأكبر منك !
- انتى اكبر مني ب ٣ سنين بس ، ف لمي الدور عشان...
- ما علينا ! المفروض أعمل ايه؟
-  خدي مني الرصاصة اللى فيها الخلاصة
-ياعم أقعد بقى إنت مش مرتبط أصلا وشغال تدينى ف دروس ، أقعد خيبة تاخدنى وتاخدك ، وايه رصاصة وخلاصة وشغل السرسجة ده!
-  ده انتى شبه القطط بصحيح تاكلى وتنكري
- وإنت شبه ال.....
- خلاااص خلاص مش جاي عشان أتخانق معاكي
- أومال؟ عايز تاكل إطلع عند ماما بره ومتصدعنيش
ضحك - أنا مفجوع اه بس مش للدرجادي
- إخلص عايز ايه؟
- كنت جاي أقولك سيف...
إتكلمت بسرعة -ماله؟هو فين؟
-أول مرة أشوفه كئيب كده ، هو في البيت
- هو مش كئيب .. ، هو بس تايه ومحتاجني جنبه و...(سكتت ومكملتش ، طب ما أنا كنت محتاجاه بردو ، كنت تايهه وهو مكنش هنا ،مفيش مبرر لتصرفاتي دي غير إني...إني... مش لاقيالي وصف والله)
طلعت خبطت على الشقة بتاعتهم ،أخدت نفس وطلعته بالبطئ ، لما مامته فتحتلي الباب ، مترددتش إنى أسألها عن مكانه
- هو فين؟
شاورتلي بإيدها على الأوضة - في البلكونة
مشيت خطوتين ووقفت لما نادت عليا
-ميار
إتكلمت من غير ما أبص- نعم؟
-شكرا لإنك هنا
هزيت راسى وخبط على الأوضة ودخلت وسيبت الباب مفتوح
شهقت وقربت منه ، شعره كان منعكش والورد اللى في البلكونة دبلان والكتب متبعترة وورق كتير متقطع
قعدت على الكرسي اللى قدامه وإبتسمت - ايه ده؟ ده إنت ناقص تكح تراب
مردش فإتكلمت تاني
- طب مش هنضحك على أحزاننا ولا ايه؟
-..........!
-مش هترد يعنى؟
-...........
-طب أنا كده عملت اللى عليا وأى نكد هيحصل بعد ٣ ثوانى ،بالظبط أنا مش مسؤولة عنه
إتنهد - أنا عارف إني غلطت في حقك
-ملهوش لازمة الكلام ده دل....
- معرفش كنت بفكر ازاى وقتها ، أنا غلطت غلط كبير أوى وقت ما إخترت غيرك ، لو بس الزمن يرجع والله هختار صح وقتها ، أنا عارف إنها مكنتش هى دى اللى مفروض تكمل معايا بس كنت بعاند ،مش عارف ازاى بكلمك دلوقتي ، ومش عارف ازاى مخترتكيش
-أنا مش مثالية وفى بنات  أحلى منى ، وبغلط كتير وفيا عيوب أكتر  ، ومتسرعة ، وبتصرف من غير  ما أفكر ،بس مكنتش هتلاقى زيى تحبك ، تسندك وقت ما تميل ، وتكون راجل مكانك وقت ما تغيب
- كنت مغفل لدرجة إنى إفتكرت إنها تشبهك
-أنا مبتعوضش يا سيف ، مفيش واحدة تقدر تسد مكاني
- انا آسف
- أهو الناس تفضل تغلط تغلط وتكسر في غيرها وفي الآخر تتأسف..طب ما إنت اللى سيبتنى وإنت اللى إخترت ده بترجع تندم ليه دلوقتي؟
-أنا مسيبتكيش ..أنا خسرتك ، انتى متتسابيش يا ميار
وقفت -أظن إنك بخير؟
- أنا بخير وانتى هنا
- عن إذنك
هو فاكر يعني إنه لما يعرف غلطه ف أنا هسامحه وخلاص على كده؟ لأ ده انا هطلع السنة اللى فاتت دى عليه، انا في طريقي الآن إلى أحمد
- علفكره دي تاني مرة يتقدملك وترفضيه
- وأرفضه تالت ورابع كمان ايه هتيجي معاه ولا ايه؟
- وأنا أقدر؟ بس متفتريش أوى
- وقوله أني هرفضه المرة الجاية كمان
-الأنثى القوية موجودة؟
هو فاكرني عشان قولت إني بحبه ، هقبل بيه علاطول؟ أنا عمري عمري ما هقبل ابدا ابدا ابدا
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
أحمد طلع وسابني أنا وسيف فى الأوضة
- انتى حلوة اوي كده ليه النهاردة
- على أساس إنى مش حلوة بقية الأيام؟ هنقول ايه! البعيد أعمى
ضحك - أنا كان في مخيلتي إن الكباية هتقع من إيدك وننزل نجيبها مع بعض وتبدأ.....
- تبدأ ايه؟ فوق يا موهوم انا مراتك
-بحبك
وقفت وبعدين قعدت تاني - ما أنا عارفة ... أقصد مش عارفة بس..هو... يلاهوى!
عدل ياقة القميص بتاعه وبص بطرف عينه -ما تحن يا جن
ضحكت - السرسجة بتجري ف دمكوا والله ، ما في ايه يا سيف مش أسلوب ده!
-تعرفي إني بحبك أكتر من أى حاجة؟
- اه عارفة ، ما إنت لسه قايلها من شوية ، مش حكاية هى عشان بدأت أتوتر وهبوظ الدنيا والله
وقف وضحك -أروح أنا أنتحر بقى
أحمد فتح الباب وضحك - انا لسه ممشيتش والمأذون لسه بره ف هتهدوا كده ولا أدخل المأذون تاني ويشوف شغله
بصيت لسيف وضيقت عيني - الولا ده عايز يتربى من الأول
بعدين بصيت لأحمد انا وسيف وإتكلمنا في صوت واحد -  غلطت وإحنا مستنيينك تغلط

" رأيتك ضوء في نهاية نفق مظلم "

يومًا ما سنلتقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن