يومًا ما سنلتقى

٦٧

- هو إحنا كان لازم يعني نعزل ونروح المكان ده ؟
- المكان حلو ،  في بحر زى ما كنتِ عايزة وفي عائلتنا هنا
-طب ما إحنا كان عندنا ترعة صغيرة و القرية كلها على بعضها عائلة ، أما دول تحسيهم ماشيين أوتوماتيك ، متصنعين ..في حاجة فيهم مش صح
ضحكت وفتحت البلكونة - بعد ما أبوكِ مات مبقاش لينا حد هناك
- الناس اللي هنا فاكرين إنهم حاجة مدهشة ! جيت مع بابا قبل كدا ومحبتهمش

في القرية  متعرفش تفرق بين واحد والتاني ، كل واحد بطبيعته وفي ملكوته ، لا حد بيتريق على شكل التاني ولا ده غني وده فقير ، في هناك رزق ، يا في مال يا في أولاد يا في صحة ، الناس اللي هنا بتبص لفوق وتدوس على اللي تحتيها ، بتبص على اللي في إيد غيرها وتنسى إنها معاها حاجات أهم وإن ربنا مكفيهم وزيادة ، الطمع بيعمي الإنسان عن كل حاجة في إيده ، لحد ما يخسر ويبتدي يفوق بعد ما قطر الوقت يعدي عليه
أنا مش مستريحة هنا. حتى لنظرات عمتي اللي بتبصهالي من وقت ما نزلت تقعد معانا
- البنات الهادية مبتعملش دوشة وسط الناس الكبار
ديرت وشي ونفخت بصوت عالي من تحكماتها الزايدة عن الحد والقوانين اللي صدعت بسبب سمعاها ، بصيتلها
- هو في بنات هادية وبنات مش هادية؟ انتوا هتصنفوا البنات على مزاجكم؟ هو جنس بنات مش أكتر
- البنات المؤدبة مبتتكلمش بالأسلوب ده مع الأكبر منها

حلو غلطت وأنا مستنياها تغلط ، هي يعني فاكرة إن لما ماما تدخل تحضرلهم حاجة يشربوها ف هيستفردوا بيا ومش هعرف أرد؟ مش قرمط اللي حد يغلبه في الكلام
- والستات الكبيرة في السن مبيجوش يتحكموا في  الناس في قلب بيتهم .
رفعت حاجبها وصوتها ارتفع - ستات كبيرة! ايه الأسلوب ده؟
ماما جت بسرعة وسألت - في ايه؟ ايه اللي حصل؟
- لأ مفيش يا ماما..دي عمتي تلاقيها تعبانة ولا حاجة ف مش هاخد على كلامها
- ما تحترمي نفسك يا بنت انتِ !
اتقدمت منها خطوة وزعقت - أنا محترمة غصب عن أى حد
ماما وقفت ما بينا وبصيتلي -ادخلي جوا
- وأسيبك مع دول؟
- ااادخلي جوا

دخلت أوضتي وقعدت في البلكونة ، طبعًا طبعًا هيقولوا كلامهم المعتاد ، إن تربيتي غلط ، أسلوبي غلط..كلامي غلط ،أنا عبارة عن غلط ، المشكلة إنهم مش بيحبونا لا أنا ولا ماما ف كلامهم وانتقادهم مش طالع لغرض النصيحة ، طالع لمجرد إنهم يثبتوا إننا غلط وهما صح ، إننا عمرنا ما هنوصل لمكانهم فوق ابدًا ، هاين عليا اا.......ايه ده لحظة مين دي؟
بصيت للبنت اللي بتشاورلي من البلكونة اللي قصادي وبتضحك بحماس
- اهلا
مردتش عليها ولا ابتسمت حتى ف كملت هي
- أنا شهد ، انتوا جيراننا الجداد صح؟ كنت مستنية أشوفك اوي لما عرفت إن هتيجي بنت في سني تسكن هنا

ديرت راسي واتنهدت ، كارثة جديدة كمان؟ حلو
- انتي اسمك ايه هه؟
- أنا طلبت منك تتكلمي معايا؟
هزت راسها ب لأ - لأ
- خلاص يبقى متتكلميش مع حد متعرفهوش
- بس إحنا ممكن نبقى صحاب
- لأ مش ممكن ، سهلة أهي