- انتي الأسيستنت الجديدة؟
- إنت شايف ايه عشان مش ناقصة غباء؟
-نعم؟
- اللي سمعته ، وبلاش تكتر معايا في الكلام عشان بتقفل بسرعة
لأ ما أنا مجيش المكان ده غصب عني عشان أتعرف على ناس ! سينتر للدروس ده ولا جروب أبو نواف للتعارف؟
طلعت التليفون من الشنطة وكلمت شهد
-وصلتي؟
-اه وصلت ياشهد ، ياكش تكوني إستريحتي انتي وماما
-إحنا عايزينك تغيري الجو الكئيب اللي انتي فيه ده ، ومع الناس حواليكي هت.....
-مبحبش الناس ، بتوتر لما بلاقي حد غريب قدامي ، ما بالك الجيش ده كله اللي هنا!
- هو انتي لوحدك اللي هناك؟
-إستعبطي بقى وإعملي إنك مش عارفة الكائن السمج اللي معايا وانتوا اللي لبستوني ف الشغلانة الزفت دي
- طب ايه رأيك؟
- المكان حلو يا شهد بس النا....
-مكان ايه وناس ايه! أنا أقصد على سيف الأسيستنت اللي معاكي
- لولا إني ف مكان محترم كنت رديت عليكي
-لا مقصدش اللي فهمتيه ،أنا أقصد.....
قفلت ومستنتهاش تكمل كلامها ، أنا متأكدة تماما إن هى وماما جابوني المكان ده عشان أتعرف على ناس وأخرج بره القوقعة اللي عايشة فيها ، هما بس مش فاهمين الخوف اللي بحسه بمجرد ما بخرج بره البيت ، كإني طلعت من عالم ودخلت عالم تاني خالص مليان بالكره والحقد وحاجات كتير أنا ف غنى عنها ، مش شايفة عيب فإني أفضل لوحدي ،إني أبقى لوحدي أفضل بكتير من إن يبقى معايا ناس كتير بتتصنع إنها بتحبني وف الحقيقة عكس كده تمامًا
- انتي اللي هتعملي القهوة ، عشان الأسيستنت اللي قبلك هي اللي كانت بتعملها ، أنا مبعرفش
قلعت النضارة وسندتها على الورق اللي على المكتب-طيب
-طب قولي اسمك ، قولي أى حاجة أناديكي بيها
-شوف! أنا جيت المكان ده غصب عني ف بلاش تاخد عليا في الكلام ويكأنك مصاحبني
- أنا مطلبتش غير اسمك
- ميار
-سيف
- مسألتكش
-شكلك مطولة معانا هنا
- أظن كلامي كان واضح يا أستاذ!
- هو انتي كده دايما؟ ولا عشان أول يوم ف مش عارفة تتصرفي ازاي؟
- كده اللي هي ازاي يعني؟
- قفل اوي طول الوقت
-بتسأل ليه؟هتناسبني يعني؟ ما تخليك في حالك يابني
(يا سلام لو الإنسان يسيب أخوه الإنسان في حاله ، هيبطل يحرج نفسه)
- هتراجعي الملخص قبل ما يتصور؟ ولا تصوري الورق ده ؟
-لأ هات الورق أنا هصوره
-متنسيش النسخة الأصلية
-إنت هتعرفني شغلي؟
انا عرفت الأسيستنت اللي قبلي مشت ليه، أكيد بسببه وبسبب تدخله ف كل حاجة ، هو أنا مكبرة الموضوع كده ليه؟
- الورق إتصور أهو ، وبعد كده متقوليش أعمل ايه!
حط إيديه ف جيوب البنطلون وإبتسم
- ايه اللي يضحك؟
-فين النسخة الأصلية
-ما في الورق
-طلعيها
هزيت راسي ب ثقة ومسكت الورق أطلعله النسخة الأصلية
هي النسخة راحت فين؟ أنا متأكدة إنها هنا، هو بيبصلي ويضحك ليه؟ ايه يا كرامتي الكلام على ايه؟ الأرض متشقتش وبلعتني ليه؟ يعني كان لازم أرفع راسي وأتكلم ب ثقة
- ..ااا.. هى كانت هنا
- أيوة وراحت فين
- باين والله أعلم إن الراجل بتاع المكتبة نسى يحطها في الورق
- الراجل اللي نسى؟
- هنزل أجيبها مش حوار يعني
اه نسيت النسخة وهنساها وهفضل أنساها كل مرة ، هو عشاني؟ ماهو عشان الطلاب يصوروها براحتهم من المكتبة ، فخورة وأنا ببرر لنفسي الموقف عشان محرجنيش
طلعت التليفون وإتصلت ب شهد وأنا نازلة
- في ايه؟
-شهد أنا شكلي بقى فنلة أوي ، أطلع أتخانق معاه ولا مع بتاع المكتبة ولا أتخانق مع نفسي؟ولا أهرب؟ اه أنا ألم كرامتي ف شنطة وأجري من المكان ده ، ولا....
زعقت -اهدي ،ااهدييي
- طب أعمل ايه هه أعمل ايه؟
-حصل ايه؟
- بصي أنا عاملة نفسي إني فاهمة في الشغل بس أنا مش فاهمة ، أنا عايزة أمشي
- قضي اليوم بس على خير ولما تروحي نحلها مع بعض
(أنا مش مرتاحة هنا ، مش مرتاحة ف أي مكان بره أوضتي ، شهد صاحبتي الوحيدة ف مبحبش أبعد عنها هى وماما ، أو محاولتش إني أبعد وأخرج وأشوف العالم بقى عامل ازاي دلوقتي)
- النسخة أهي
- مكنش قصدي أزعلك ، معرفش ليه إتضايقتي
-مزعلتش
-طب مفروض بقسم نص الورق معاكي وبنصوره ، ف هديكي الورق وتجيبيه بكره لإنه مش مطلوب النهاردة
-ماشي
( أنا بس عايزة أفكر إني أقنع ماما إني مش صغيرة ، أو إنها متخافش عليا طول الوقت ، أنا بخير وأنا منعزلة عن العالم والله
-طب قوليلي ايه اللي مش عاجبك في المكان؟
- ماما أنا بتخنق بمجرد ما ببقى ف مكان انتي أو شهد مش موجودين فيه
- روحتي النهاردة حد ضايقك؟
- ماما أنا هبقى بخير والله لو بطلتي تحسسيني إن العالم بره حلو ،أنا مرتاحة هنا ليه مش عايزة تفهمي ده؟
- كل مرة بتكلم معاكي مبترضيش تسمعيني
-أنا بسمعك بس مبقتنعش ، محدش في العالم ده كله هيقدر يقنعني بحاجة عكس رأيي ، انتي شايفة الدنيا غير ما أنا شيفاها ، يبقى كل واحد حر
زعقت ومسكت إيدي - لأ مش حرة
- تصبحي على خير
أنا معرفش ايه سبب اللي أنا فيه ده دلوقتي ، كبرت على كده ، لقيت المكان المناسب ليا هو العالم بتاعي أنا جوه أوضتي وكتبي ، العالم التاني ده ليهم هما ميناسبش اللي زيي ، أنا معرفش أتصنع الحب زيهم ومعرفش أكسر قلب حد ولا هسمح لحد إنه يكسر قلبي ، ومش فاهمة ايه اللي مزعلهم ف إني أبقى كده ! ل امتى هفضل أنام كل يوم معيطة ؟ لأول مرة بس بركن عقلي وبمشي ورا كلام ماما وشهد
نمت ولما صحيت لبست وروحت السينتر
-صباح الخير
( إخنقنا بقى إخنقنا ، هو أنا كنت نقصاك عالصبح إنت كمان !)
إبتسمت ومردتش
-صورتي الورق؟
ضربت بإيدي على راسي ونفخت بصوت عالي -نسيت
- و انتي بتفتكري ايه اصلا؟
-وإنت مالك ، إنت هتصاحبني ولا ايه؟
وقف ٥ دقائق يبص عليا من غير ما يتكلم
-ما تيجي تاخدني قلمين يالا! باصصلي كده ليه؟ مبتعرفش تسكت ؟
- انتي عدم الرد عليكي أفضل
دخل القاعة التانية ف إتكلمت بصوت واطي - في داهية ،ال يعني هتكلم مع القمر
طول اليوم مبيتكلمش معايا ، حتى الورق مسألش عليه
، كده أفضل ، أنا مرتاحة كده
عدى شهرين وهو مبيتكلمش غير نادرا لما بنقسم الورق ما بينا ونصوره
أنا قولتله متتكلمش اه بس مش معنى كده إنه ميتكلمش فعلا ، يعني يتكلم بس أقوله متتكلمش على أساس إني مبحبش أسمعه وأبان إني تقيلة وهادية وكده ،بس أنا بحب أسمعه يتكلم ،مش بضايق يعني، هو بيسمع كلامي ليه؟ من امتي بيسمع الكلام أصلا؟
-سيف
-ها؟
- أصور الورق في المكتبة اللي تحت ولا المكتبة التانية ؟
-مين اللي بيصور ورق الإمتحانات كل مرة؟
-أنا
- هل في مرة جيتي وسألتيني السؤال ده؟
-لأ
-يبقى تقولي عايزة ايه بعيدا عن موضوع الورق عشان مش لايق مع الحوار بصراحة
- لأ أقصد تصوير المكتبة دي بيفرق عن دي ، بتطلع الورق واضح يعني، أكمل ولا باين إني بحور؟
- إدخلي في الموضوع علاطول
- متزعلش عشان كلمتك بأسلوب مش كويس
- هو انتي بتتكلمي بأسلوب كويس اصلا؟ يعني عندك بديل عن الهباب اللي بتحدفيه كل ما بتنطقي
- لأ ما أنا مقعدش أتحايل على نفسي وأقنعها عشان آجي أقولك متزعلش ف إنت تتريق ، ما تزعل ولا تتفلق أنا غلطانة أصلا
( أهو روحت أعتذرله عكيت الموضوع خالص ياكش أكون مبسوطة دلوقتي)
- ايه ده ياسيف؟
-في ايه؟
-الحبر اللي في الورق لونه إسود مسخسخ ليه؟
( ايه اللي بقوله ده ! ياريتني ما صالحته)
-حصل خير
- آسفة متزعلش
- مش زعلان ياعم
عم! هو بيكلم صاحبه عالقهوة ، بتجرجروني لطريق السرسجة وأنا بحبه والله
هو أنا إهتميت ليه إنه يتكلم ولا ميتكلمش ، أنا مش حابه الشعور ده ، مش حابه أمشي ف طريق نهايته مجهولة ، أنا كنت خايفة أطلع بره العالم بتاعي عشان مفتحش عيني وأتعلق ب حد ، ولما سمعت كلام حد غيري ،حصل اللي كنت خايفة منه
-ماما
سندت السكينة على الطبق وبصيتلي - نعم؟
أخدت نفس وطلعته بالبطئ - عايزة أسيب السينتر
-ليه حد زعلك؟
-لأ طبعا
-اتخانقتي مع سيف تاني؟
- يا ماما لأ بس هروح بكره عشان يبقى الشهر خلص وأقولهم يجيبوا حد بدالي
- انتي كنتي مبسوطة ب وجودك فيه ايه اللي حصل؟
- هو لازم يكون في سببب يعني؟ أنا مش حابه المكان وخلاص مش لازم نتخانق زي كل مرة
- أنا مبتخانقش معاكي أنا بناقشك ، انتي اللي بتهربي دايما
-يبقى مجتش عالمرة دي
دخلت الأوضة وقفلت الباب وإتصلت ب شهد
- إقنعي ماما إني أسيب المكان
-حصل حاجة؟
- انتي قولتي وقت ما أقرر إني هسيب المكان هتقفي ف صفي
- أقف في صفك لما يكون معاكي سبب ، أو يكون القرار صح ، بس انتي مبسوطة
-أنا مخنوقة مش مبسوطة ، هتكلميها ولا لا؟
- هكلمها وهجيلك بكره أعرف ايه حصل
-بكره أنا رايحة السينتر ، تعالي متأخر شوية
-تمام ،طب أجيلك دلوقتي؟
-لا ، تعالي بكره
بحلم أنام مرتاحة ل يوم واحد بس بدون ما أفكر كتير ، مش عايزة أشيل هم بكره ، أو ايه هيحصل فيه
- انتي هتمشي فعلا؟
بصيتله وبعدين بصيت للورق اللي قدامي - أيوة
- ليه؟
- من غير سبب
-حد زعلك؟
-لأ
- أومال؟
-مش مرتاحة ، حاسه إني ف مكان غير المكان اللي مفروض أبقى فيه ، إني أفتح عيني على حياة مش زي الحياة اللي حلمت بيها ومش هقدر أغيرها ده شعور مؤذي
- وايه اللي يجبرك تعيشي حياة مش حباها؟
-لإن قرار تغييرها مش ف إيدي
-انتي خايفة تحاولي ، القرار ف إيدك دايما
-مش هينفع
-ليه؟
- عشان مش عارفة
- حاولي حتى لو معرفتيش تحوليها للحياة اللي عيزاها ،بس حاولي ، محاولتك ذات نفسها تغيير
-معنديش إستعداد ل ده
- معندكيش إستعداد إنك تواجهي خوفك
-أنا كده مرتاحة
- لو مرتاحة مكنتيش إتكلمتي ، ومكنتيش هتبقي متلخبطة كده
- أنا قررت خلاص
- بس خليكي مسؤولة عن قرارك ده
أنا أقرر اه لكن مبقاش مسؤولة عن اللي هيحصل بعد القرار ده
- مبسوطة كده؟
-لأ ولا مرتاحة
أنا مش مرتاحة ، طول الوقت بعيط ومبخرجش بره الأوضة إلا قليل ،مكنش ينفع إني أخرج بره العالم بتاعي ، مكنش ينفع أركن عقلي ، أنا كنت عارفة من الأول إني هتعب ومع ذلك قررت أكمل
ماما دخلت قعدت جنبي وكتفت إيدها وبصتلي ب طرف عنيها
( القاعدة والبصة دي وراهم حاجة ، ست الحبايب متجيليش هنا في الوقت ده إلا وفي حاجة كبيرة
إتنهدت وبصت للسقف ويكأنها بتبص للسما - إمتى الفرح هيدخل بيتنا يارب ؟
سندت التليفون جنبي وضحكت -ما تجيبي الموضوع من الآخر يا نبع الحنان
نزلت إيديها وضيقت عينها وقربت مني- يعني مقولتليش إن سيف أخد رقم أبوكي وكلمه
-سيف مين؟
-بت ! متستغبيش هو في غيره؟
- سيف سيف؟
-هو
- والله ما عطيته حاجة ؛ده نهاره إسود ، ياخد رقم بابا يعمل بيه ايه؟
-هيكلمه بعد ١٢ مثلا
ضحكت - ماما أنا بتكلم جد
-عايز يفرحنا
- طب وانتي جيالي ليه؟ ما تفرحوا وهو أنا حاجبة عنكم الفرح؟
- أنا مش عارفة هيستحمل كتلة الغباء دي ازاي
- انتي لو شرياني من سوق عكاظ هتعامليني معاملة أفضل من كده
- انتي عارفة هو إتصل ليه ، ف ها؟
- لا عارفة بس بستهبل يعني أنا إتفاجئت .. هو كويس وطيب..بس يعني...
وقفت بصت في الأرض ويكأنها حزينة - أبوكي قالي شوفي رأيها هطلع أقوله إنك مش مواقفة
مسكت إيدها ورديت بسرعة - لا استني أنا موافقة
- يابت مش على ماما
-موافقة إني أقعد معاه ، مش موافقة إللي هو وافقت عليه ، عشان العشم مياخدكيش بعيد
أنا كنت بخير وهو جنبي ، مكنش ناقصني حاجة و كنت مرتاحة ف نديله فرصة
- هو أنا مفروض أعرفك على نفسي تاني وكده؟
- هو أنا كنت أعرفك أولاني عشان أعرفك تاني؟ مش معنى إنهم سابوا الأوضة عشان نتكلم ف هنهزر!
- بت!
- ولا ولا إتعدل يالا
- شكلنا مطولين مع بعض
ضحكت - وماله ياعم
-عم! انتي هتصاحبيني؟
- وليه لأ؟
-حيث كده بقى تديني فرصة؟
-نديلك فرصة"رأيتك ضوء في نهاية نفق مظلم"
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..