يومًا ما سنلتقى

اسكريبت(١٤)

-هنذاكر من ايه دلوقت؟
-رفضتى الملخصات لما عرضها علينا،قوليلى بأنهو عين هنروح نطلبها منه
-ونطلبها ليه؟
-عشان نعملها طيارات،أو قراطيس ونلف فيها خيبتنا
-طب متتعصبيش
-هنذاكر من ايه قوليلى؟
-شهد!ماهو سيف قريبك
-مش معنى إنه قريبى،إنى يبقى معنديش كرامة
-انتى هتروحى تجيبى المُلخصات مش لأجلى لأ،لأجل الإمتحانات اللى بعد أسبوع
-طب إسكتى هو جاى علينا
بربشت -جاى ازاى يعنى؟
-جاى بقطر يدوسنى عشان أستريح من غبائك،..هيكون جاى ازاى يعنى!
-طب أتصرف ازاى هه؟، أتقل عليه وكده ،ولا أقول ايه هه!
-إهدى هتلفتى النظر
وقف قدام شهد -شهد بقولك......
قاطعته -بس يا أستاذ اسمك ايه إنت،مش عايزين ملخصات،وبلاش تخاف على مستقبلى،ده مستقبلى أنا هه،فبلاش الحركات دى
رفع حاجبه -انتى مين أصلا؟
كرامتى المهروسة تحت القطر هناك دى؟باين هى
-وأخاف على مستقبلك بصفتك مين؟
-بصفتى إنك بتكراش ع........
شهد ضربتنى فجنبى -تقصد بتكراش اللى هو بيطلعلها كرش فحبت تشألك عن جيم وكده يعنى
بصيتلها -لأ أنا قصدى العيا.....
-قصدك العيانين،المرضى!كانت بتلملهم تبرعات
-يابنتى العيال
-اه العيال الغلابة والمساكين ؟أد ايه انتى إنسانة خلوقة
رفع إيده -شششش،وأنا مالى بالكلام ده،مش فاضية كنتى تقولى،سلام
-سلام،هتصل بيك بليل
سحبتها من إيدها وزعقت -تتصلى بيه ليه انتى؟
نفخت بصوت عالى -عشان أنا قريبته وانتى واحدة مجنونة،وكنتى هتودينا فداهية
إتنهدت -ياشهد بحبه والله
-انتى أى دبانة بتعدى من قدامك بتكراشى عليها!
-الله ياخد عيلتك كلها ياشهد ،عشان سيف يبقى وحيد ويحتاجلى ويحس بيا ويحبنى
-ماتروحى تقوليله أحسن
-لا ياعم أستغفر الله
-أنا همشى
-إستنى طب جاية معاكى
مين قاله يسكن فالعمارة بتاعتنا من سنتين،ملقاش غير العمارة دى ويسكن فيها !، لو مكنش جه مكنتش هحبه،ولا أستنى دخوله من باب الجامعة ،ولا أسهر للفجر وأبص عليه من البلكونه من فوق وأشوف نور الأوضة بتاعته شغال ولا مطفى،مكنتش هكتب الرسايل دى كلها وأرميها فدرج المكتب أو أقطعها وأنا بعيط، طيب إمتى هقوله إنى بحبه؟إمتى هكلمه من غير ما أتلخبط وأرتبك والكتب تقع من إيدى؟
طلعت النوت وكتبت "ليس كل مافى القلب يقال،لذلك خلق الله التنهيدة ،الدموع،النوم الطويل،الإبتسامة الباردة ورجف اليدين"نزار قبانى
إبتسمت لما  إفتكرت إنه كلمنى النهاردة،حرجت نفسى وإتكلمت معرفش ليه؟بس الشعور اللى بحسه بمجرد ما أبصله بيربكنى، الكلمات مبتركبش على بعضها ،ولا الجمل بتبقى متناسقة
سندت على سور البلكونة وكتبت فالنوت "بمجرد أن أكتب لك ، يهدأ قلبى " لفرانس كافكا
ماما نادت عليا،فإيدى إترعشت والنوت وقعت على سور البلكونة عنده
دخلت بسرعة لما لقيته دخل فالبلكونة
مين اللى هتتفضح ناو مين؟
لأ لحظه كده !النوت دى مش بتاعتى ولا أعرف حاجه عنها ،حلو الإنكار بردو
-بتعملى ايه عندك؟
ضحكت -كنت بكتب فالنوت ،بس يلا الحمدلله
-شهد مستنياكى تحت
-طب ماتطلع
-بتقولى رايحة تشترى حاجات،فإلبسى أى حاجة وكلميها
هزيت راسى -تمام
لبست ونزلت عالسلالم بسرعة،وقفت لما لقيته طالع مالشقة بتاعتهم، لأ ما هو مش طبيعى اللى بيحصل لقلبى كل ما أشوفك ده !،رددت "أنت هدوء قلبى وصخبهُ فى آنٍ واحد" لفرانس كافكا
أعمل نفسى مشوفتهوش؟ هعمل نفسى مشوفتهوش
نزلت باقى السلالم،ووقفت تانى لما نادى عليا
-يارا
لفيت وبصيتله -نعم
-فى نوت وقعت فالبلكونة عندى،بتاعتك؟ولا تبع الشقة اللى فوق؟
-نوت ايه! مش بتاعتى طبعا ،نهائى،أصلا أنا مبكتبش، إوعى تفكر إنها بتاعتى وإنى كتبالك اللى جواها إوعى
-أنا سألتك سؤال،مكنش ليه لازمة كل ده
-طب هتعمل فيها ايه؟
-هشوف الشقة اللى فوق
إتكلمت بسرعة -لأ،وتشوفهم ليه؟محدش فوق اصلا
-هخليها عندى لحد ما صاحبها يسأل
-بس إوعى تقرأها،بلاش هه!
-وانتى مالك أقرأها ولا لأ،هى مش بتاعتك
-مينفعش تقرأها والله ماينفع،ومتقطعش الإستيكر اللى عليها
ضيق عينيه -انتى ايه عرفك إنها مكتوب فيها أصلا؟
رفعت حواجبى -ايه!
-وايه عرفك إن اللى عليها إستيكر
زعقت -بخمن... بخمن يا أخى فى ايه؟إنت بتسأل أسئلة غير منطقية،لا إله إلا الله عالصبح،سلام
ضحك -وطى صوتك أحسنلك،وعلفكره إحنا بليل،سبحان الله مسافة ما طلعت السلالم الصبح طلع
(بيحبنى وبيغير عليا،معروفة يعنى)
-طب سلام
إبتسم -سلام
نزلت وشهد كانت واقفة عند باب العمارة
وقفت قدامها -إتشليتى ومش قادرة تطلعيلى فوق
-أنا رايحة أجيب حاجات لماما
-فى ايه؟
-أنا هغيب بكره ومش رايحة الجامعة
-بكره يوم مهم ياشهد ومينفعش نغيب
-نغيب !أنا متكلمتش بصيغة الجمع ،أنا بقول أغيب ،يعنى أنا لوحدى..وانتى تروحى تكتبى المحاضرات
إتعصبت -متستعبطيش،مبعرفش أروح من الجامعة لوحدى
-سهله والله،بصى! شارع الجامعة خديه طوالى،بعدين إحودى يمين وإمشى شوية،وثالث شارع هيقابلك إحودى شمال فيه وإمشى شوية هتلاقى المواصلات
-متهزريش!
ضحكت -والله قرايبنا جايين بكره،ومش هينفع أسيب ماما تعمل البيت لوحدها
-وانتى من إمتى بتساعدى مامتك يا شهد؟
-من النهاردة
زعقت -طب إمشى من وشى أحسنلك
طلعت فوق ومستنتهاش تكمل كلامها ،ال أروح من الجامعة لوحدى ال،ده أنا بعرف أروحها بالعافية وهى معايا،طلعت الشقة ودخلت أوضتى ونمت،عشان مفكرش كتير،وبنام لما بحب أهرب مالواقع
صحيت الصبح ،لبست وروحت الجامعة،أخدت المحاضرات ومشيت،وقفت قدام باب الجامعة
-قالتلى شارع الجامعة طوالى،وبعدين شمال وأمشى ويمين ،..لأ لأ هى قالت يمين وأمشى شمال
طلعت الفون عشان أتصل بيها،لقيته فاصل،ومش من عادتى أحفظ الأرقام عشان أتصل بيها من أى حد
نفخت بصوت عالى -كان وقته ده
مشيت لآخر الشارع،طب أسأل الناس ؟لأ هيفتكرونى تايهه وملييش أهل ويمشوا ورايا ويخطفونى،وياخدوا الدهب بتاعى
لحظه!ايه اللى بقوله ده!أنا مش لابسه دهب أصلا!
همشى شمال وبعدين يمين
بصيت للسما -إوعى تمطرى
الوقت إتأخر والسما كانت مغيمة أوى،بخاف أبقى لوحدى لما الدنيا تمطر،وبخاف أبقى لوحدى فالضلمة،وبخاف أبقى لوحدى عمومًا
دخلت فشوارع كتير،ومش عايزة توصلنى للمواصلات
قعدت عالرصيف وعيطت -أنا توهت،انتى توهتى يا يارا ،هيبيعونى وهياخدوا الدهب
الدنيا مطرت جامد،حطيت وشى بين إيديا وكملت عياط
-بتعملى ايه هنا؟مروحتيش ليه؟
قومت بسرعة وبصيتله -أنا بيتهيألى دلوقتى؟
مد إيده بالشمسية اللى معاه -إمسكى،الدنيا بتمطر جامد
-لأ مينفعش ياسيف،وإنت؟
رفع حاجبه -بقولك إمسكى
هزيت راسى وأخدتها منه -شكرا
-إمشى ورايا
-إنت جيت هنا ازاى؟
-لما لقيتك داخلة فالشارع المقطوع ده ،مشيت وراكى عشان محدش يضايقك،وبعدين الشارع ده محدش ساكن فيه أصلا
-شكرا ليك اوى،والله أنا كنت تايهه
مشى شوية وإتكلم -شهد قالتلى إنك رفضتى عريس الشهر اللى فات ومامتك زعلانة
-ماما مع الوقت هتنسى،لكن أنا متجوزش واحد عشان فلوسه ولا عشان معاه عربية،ولا شقة بتزحف على رجلها بليل،وحاجه وااو يعنى وهنبهر وكده
ضحك -أومال؟
-أنا أتجوز اللى يحبنى ويحترمنى وميتجوزش عليا مهما حصل ويخاف ربنا فيا ،ومعنديش مشكلة إننا نعيش ولو فأوضة حتى!
لف وبصلى وإبتسم،وكمل مشى
-طب يلا عشان الوقت إتأخر جدا
كان ناقصنا صوت فيروز، وإنى أمسك ورد وأحقق حلمى والله،أو أعترفله إنى بحبه،بخاف أقول لحد إنى بحبه عشان ميتغيرش،الحب مش بيبقى فصالحنا دايما !
أصعب حاجة إنى أحب حد ومعرفش أتقرب منه، أو أتكلم معاه دايما،عارفة لو إتكلم تانى هحبه أكتر وأتعلق بيه أكتر،معقولة كل ده ومش عارف إنى بحبه!
روحت البيت ودخلت الأوضة وأنا بضحك زى الهبله
فتحت الدرج عشان أطلع النوت بس إفتكرت إنها معاه،إبتسمت وجبت ورقة،لحد ما أشترى نوت جديدة بكره،كتبت "لتتخلص من خوفك،إفعل  أكثر ما يثير رعبك"لمارك توين
ماما خبطت ودخلت
كتفت إيديها قدامها -عارفة الساعة كام دلوقتى؟
-والله يا أمى أنا خرجت من الجامعة وتوهت
قعدت جنبى عالسرير بسرعة،وشهقت -ايييه!انتى كويسه؟حد ضايقك؟حد زعلك؟فى......
إبتسمت ومسكت إيدها -والله ماتقلقى ياأمى،محصلش حاجة،سيف أصلا وصلنى لهنا
-وصلك ليه؟
-عشان توهت
-شكرتيه؟
-أكيد
-طب عندك جامعة بكره؟
-لأ،بكره أجازة
-طب نامى،ولا أجيبلك تاكلى؟
-لأ هنام
صحيت الصبح عملت قهوة وقعدت فالبلكونة،باب الشقة خبط جامد
ماما فتحت ،وكانت شهد
وقفت -لو فاكره إنك جايه تصالحينى وكده......
-إسكتى،جيالك بخبر مهم
-فى ايه؟
-بعد ما الضيوف مشت من  عندنا إمبارح ،روحت عند خالتى أم سيف إمبارح بليل،وسمعته وهو بيقولها إنه هيخطب
الكوباية وقعت من إيدى -نعم!
-والله ده اللى سمعته
-طب وأنا؟
-وهو ايه اللى عرفه إنك بتحبيه
لأول مرة احس بالخوف ده،إمبارح كنت ماسكة العالم بكف إيدى،ودلوقتى حسيت إنى وقعت من إيد العالم
أنا فاشلة فإنى أحب حد،أو أعترفله ب ده ،وفاشلة فإنى أبين حبى لحد،أو مش عارفه ايه هى الطريقة المثالية للحب،قعدت عالسرير وطلعت الورقة وكتبت "آسفة لأننى سيئة بالحب، لكننى أحببتُك بكل ما أملك من سوء" لدوستوفيسكى
-مش وقت كتابة ده علفكره
-روحى ياشهد وسيبينى فحالى
-طب بالله عليكى ماتزعلى
زعقت -روحى
طلعت بره الأوضة،وبعدها بشوية ماما دخلت
-شهد زعلانة ليه؟ومشت بسرعة ومرضتش تقعد لما مسكت فيها؟
-مش مهم
-وصوتك كان عالى ليه؟،ده انتى أغلى حاجة عند شهد، ده انتى بتحكيلها كل حاجة
مردتش وسكت
-يابنتى بصيلى مالك؟
حطيت إيدى على قلبى وعيطت
-قلبى واجعنى اوى ياأمى
قعدت جنبى عالسرير وبرقت -بتعيطى ليه؟شهد قالتلك ايه؟
-كل حاجة كانت بتفرحنى راحت
-يابنتى قوليلى فى ايه؟
-مفيش يا ماما سيبينى دلوقتى
-لو مش عايزة تحكيلى قومى صلى وإحكى لربنا هيسمعك أحسن مننا كلنا
صليت ودخلت وقفت فالبلكونة وكلمت شهد عشان متزعلش،ماما دخلت وقفت جنبى
-مفيش ملح فالبيت
-طب هنزل أجيبلك أناا
-لا خلاص هكلم أى حد يجيب
-وعلى ايه يا ماما هنزل أنا أجيب
لبست ونزلت،كان سيف طالع من باب شقته،عملت نفسى مشوفتهوش وكملت
-يارا
مرضتش أرد وكملت
-يابت
فضل ينادى عليا وأنا مردتش،كل الغضب اللى فالعالم إتجمع قدامى دلوقتى ،جيبت الملح وطلعت
كان لسه واقف مستنينى عالسلم
مسكنى من إيدى -مش بتردى عليا ليه؟
شديت إيدى -إيدك ده متلمسنيش تانى عشان متتقطعش
-مالك؟ما انتى كنتى كويسة إمبارح
مردتش فإتكلم
-وشك إتنفخ ليه وشوية وهتفرقعى؟ليه طب؟ماتردى
-إنت أصلا خسارة إنى أرد عليك
طلعت سلمتين وبعدين نزلت ووقفت قدامه
-تعرف!أنا مش عايزة أعرفك تانى، إبقى خلى الهانم تنفعك
طلعت عالشقة فوق وكان جاى ورايا،لفيت وبصيتله
-ايه البجاحة دى !إنزل تحت (سكت شوية وكملت )- علفكره إنت ولا تفرق معايا
ضحك -والله انتى ما طبيعية
-إنسان مستفز
دخلت الشقة وقفلت الباب ف وشه ،سندت عالباب وحطيت إيدى على قلبى،حاجة خبطت فرجلى من تحت باب الشقة،بصيت لقيت النوت بتاعى
مسكتها،كان حد بيشدها مالناحية التانية ،شديتها جامد،دخلت أوضتى وقفلتها
قعدت عالسرير ونسيت إنى كنت زعلانة أصلا،وفرحت إن النوت رجعت
لحظه!النوت مكنتش ضايعه أصلا،النوت كانت معاه
فتحتها بسرعة،وقلبت فيها عشان متكونش ناقصة ورق،كان مكتوب تحت آخر جملة كتبتها ،عبارة تانية بس مش بخطى أنا،مكتوب "أحبِك بكل ما فيكِ من إنهيار وتشتت وإرتباك" لفرانس كافكا
فالوقت ده قلبى طلعله جناحين ،جريت بسرعة فتحت باب الشقة،كان هو لسه واقف
تنحت وقفلت الباب،وبعدين فتحته
ضحك -ناديلى مامتك
جريت على أمى فالمطبخ وشديتها من إيدها ووقفتها قدامه من غير ما أتكلم
إتكلمت -سيف!فى ايه يا إبنى
-بصى! أنا هتجوز بنتك يعنى هتجوزها، فأمى تطلع دلوقتى ولا إمتى؟
عنيف أوى،خد قلبى أهو،والله ماهو راجع
ضحكت -فى أى وقت ياابنى
نزل سلمتين فناديت عليه
-إستنى هنا!تعالالى كده
بصلى وضحك -ها؟
-أخدت رأيى الأول أصلا!
-ردك كان موجود فكل كلمة فالنوت
"رأيتك ضوء فى نهلية نفقٍ مظلم!"