- شكله نضيف أوي، ده جه منين ده؟
- وطي صوتك .
- أسلوبه وطريقة كلامه مش زي الناس اللي هنا، بقى ده هيساعدنا إحنا في الصندوق اللي شاغلين فيه ده؟
كتفت إيدي ورفعت حواجبي بغرور :
- هو اللي محتاج الفلوس مش إحنا.
- طب كنت حابة أنبهك على حاجة كده.ميلت براسي ناحيتها وأنا موجهة نظري ليه برا الدُكان:- ايه هي؟
- مفيش فلوس أصلًا عشان نديهاله.
بصيتلها بطرف عيني وسألتها بتردد:- خالص؟
- خالص.
نزلت إيدي وهمست :- يلهوي!فكرت دقيقتين وخرجت برا المحل أنا وشهد، وقفت قدامه ورفعت راسي بتكبر مصطنع:
- اسمع يااا.....
اتقدم خطوة وابتسم:- سيف، اسمي سيف مش صعب تنسيه.شهد رفعت إيدها وابتسمت بسذاجة:
- وأنا شهد، مديرة المكان هنا، هو مش مكان أوي بس ماشي حاله.
وزعت نظراتي ما بينهم واتكلمت بنفاذ صبر:
- حاليًا الشغل واقف لإن إحنا في غنى عن الفلوس.
ابتسامة شهد اختفت فجأة وسألتني بعدم فهم:- إحنا مين؟
برقت وضغطت على إيدها عشان تسكت :- أنا وانتِ.سكتت دقيقة تستوعب كلامي ورجعت بصيتله وهزت راسه بحركة مستمرة :- اه أنا وهي، أنا وهي موقفين شغل لإننا في غنى عن الفلوس، إحنا معانا فلوس كتير أوي لعلمك، بس ميمنعش إننا مش في غنى عنك.
ضربتها في جنبها وبصيتلها بتحذير ورجعت بصيتله:
- المكان ده بيجيبلنا فلوس كتير أوي علفكرة.بص للمحل اللي أشبه بالمكان المهجور وهز راسه بعدم تصديق وضحك، فكملت بعصبية :
- لو حابب تشتغل معانا ممكن أوفرلك مكان تسكن فيه مقابل أول شهر، سمعتك بتسأل عن مكان تبات فيه برا، ولو المحل كسب من تاني شهر هتاخد مبلغ بسيط جنب المكان، لو مش عايز.....
رد بعدم إهتمام :- موافق.
رفعت حواجبي بإندهاش من رده السريع وسألته:
- مش عايز تعرف هتسكن فين؟
رمى الجاكيت على كتفه ومسك شنطته بإيده التانية، رد بلامبالاة:
- مش فارق، نبدأ شغل من دلوقتي؟هزيت راسي ببطئ وسيبت شهد تعرفه الشغل، ده بايع الدنيا ومش هامه حاجة! شكله حتى مش هربان ولا وراه مصيبة، ده زي ما يكون... مش مهم، المهم إننا لقينا حد يشتغل معانا، يا الله! شغل؟ هنشتغل تاني ونكسب فلوس؟
رفعت راسي للسما وضحكت بخفوت، همست بإمتنان وأنا مازلت مش مستوعبة إنه وافق يشتغل معانا:
- شكرًا، أنا كنت فقدت الأمل خلاص.
مسكت تليفوني واترددت قبل ما أبعت لرقم ما رسالة، فرحتي قتلت كل ذرة تردد جوايا فكتبت بسعادة:
" عُمر أنا لقيت واحد هيشتغل في دُكان بابا، بالشكل ده هعرف أكمل دراستي"من شهور وأنا عارفة إن بمجرد ما الفلوس اللي معايا تخلص العالم هينتهي، كنت تايهة، بصحى وبنام خايفة من الوقت اللي بيجري بسرعة، هجيب علاج ماما ازاي؟ همشي حياتنا ازاي؟ حتى المحل والورشة اللي بابا سابهملي معرفتش أشغلهم من بعده، أنا بس مكنتش عاملة حساب إنه هيمشي من الدنيا فجأة والحِمل هيترمى عليا أنا..مكنتش بعمل حاجة غير إني أدعي ربنا وأدور على شغل أنا وشهد، اترفضنا، اتطردنا، أنا وهي مبنعمّرش في مكان أكتر من شهرين.
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..