طلعت برا العمارة ومشيت في الشارع وفردت العصا قدامي
- واحد إثنين ثلاثة أربعة ، وأحود يمين ، مفيش صوت عربيات يبقى أنا ماشية صح
لفيت ناحية اليمين ومشيت وأنا بتكلم - واحد ، إثنين ، ثلا......( خبطت في حد قدامي ف وقفت) - آسفه والله يا عم عبده
-......
- عم أحمد طب؟ ( همست )- بعد ٤ خطوات من اليمين ساكن عم عبده ! يلاهوي لأكون مشيت غلط
- مش عم عبده للأسف
"لأ ويت كدا! مش صوت عم عبده ده"
- هو مش ده اليمين ؟
- يمين ايه؟
- شارع الزهراء ده وأنا ماشية من الناحية اليمين صح؟
- انتِ شايفة ايه؟
- سوري أصل النور قاطع عندي ف تلاقيني في تحديد الشوارع مش أد كدا ، (سكت شوية وكملت)- واحدة ماشية بعصايا بتخبط بيها قدامها هتكون ايه؟
- آسف والله ما أقصد ، ايوة انتِ ماشية ناحية اليمين وشارع الزهراء
ابتسمت - شكرًا
- طب عايزة تروحي مكان أوديكِ عنده؟
- لأ ماهو مش معنى إني سألتك يمين ولا شمال هتصاحبني! قولت شكرًا وخلاص( زمان في اللحظة اللي زى كدا ، ماما كانت بتقولي مترديش على حد وكملي طريقك، لإنه يا حرامي وهيخطفني يا تاجر أعضاء وهيخطفني بردو ، اللي يقولك تعالى أوديك عن بابا نقوله ايه؟ هو فاكرني هبلة يعني ولا هبلة)
- كابتن كابتن
مسمعتش صوت ف ناديت بصوت أعلى - إنت يا كابتن(على ما أعتقد بردو إن في عشروميت كابتن في الشارع! لإننا ك مصريين بننادي أى ولد منعرفهوش ب كابتن عادي ، ف كون إنه هيرجع تاني ده تفكير غبي مني)
- خير؟(ايه ده رجع؟ أما إنسان محترم بصحيح ، ولا إنت طلعت بني ادم زينا عادي ومش حرامي يالا ولا ايه؟)
- هو في محل هنا بيبيع ورد؟
الصوت اختفى وبعدها اتكلم - اه بس قافل
- ده بتاع عم عبده صح؟
- وأنا ايه هيعرفني، أنا هناسبه!
همست - ايه الرد الهباب ده!
- بتقولي حاجة؟
ابتسمت - بقولك شكرًا عالجواب ، الجواب على سؤالي يعني ، عن إذنك بقىأنا بحب أتمشى في الشارع لحد ما أوصل للبحر وأقعد شوية وأرجع ، من سنة كنت بروح مع ماما ، وبعد الخطوات كل يوم عشان أعرف أروح لوحدي بعد كدا ، بعد ما حفظت خطوات الطريق بقيت أروح لوحدي ، تقريبًا الناس اللي في الشارع كلها عرفاني ، معرفش مين المستفز دا!
- ميار ميار
وقفت وابتسمت لإني عارفة صاحبة الصوت الصغير ده
- بسمة؟
- ايوة ، ممكن تعديني من القطة اللي هناك؟
- هناك فين؟
- تعالي
مسكتني من إيدي ف مشيت وراها
- شكرا كدا خلاص
- كدا ايه ؟ أنا فين اصلا؟ بسمة...يا بسمة
صوتها اختفى ، قلبي دق جامد واتنفست بسرعة ، وبقيت أمشي وأنا بخبط بالعصايا على الأرض وأنا مش عارفة أنا رايحة فين
بطبعي بخاف من الأماكن اللي معرفهاش ، دلوقتي مبقيتش أعرفها ولا شايفاها حتى! أنا عندي فوبيا من مخالطة الناس الغريبة وإني أبقى لوحدي في مكان مجهول
مشيت لوقت كبير مفكرتش أسأل حد ، هو كان لازم أعند مع ماما وأسيب تليفوني في البيت؟
- إنتِ تايهه؟ ولا جاية تقلبي الناس وشغالة تلفي من الصبح؟
انتبهت للصوت واتكلمت بلهفة - إنت..إنت، أنا فين؟
- أنا أعرف الناس وقت ما بيتقابلوا بيسألوا اسمك ايه؟ ساكن فين؟ رقم تليفونك كام؟
- أنا فين؟
- اسمي سيف
- إنت يا كابتن تقريبًا حضرتك اللي قابلتني الصبح
- ايه ده بجد؟ غريبة مكنتش أعرف! شكرًا على المعلومة اللي من غيرها مكنتش هتنفس
- لو سمحت أنا عايزة أروح الشارع اللي كنا فيه ، عارفه؟
- ايوة تعالي
- اجي فين ؟
- استغفر الله ، يابنتي هروحك يابنتي ، ارفعي العصايا اللي معاكي دي وأنا همسك طرفها وإنتِ طرفها تمام؟
- اوكي
- ها.......
- استنى استنى
- ايه تاني؟
- إنت بتراقبني؟
- أنا لسه جاى امبارح في المكان ده ف أكيد مش هراقبك بقى وشغل الافلام ده
- أما عرفت مكاني ازاى؟
- لقيتك بتلفي من الصبح ف قولت يمكن تايهه
- ف مشيت ورايا؟
- هو حاجة زى كدا ب.....ثانية كدا! إنتِ مفروض تشكريني اصلا!
- طب آخر سؤال
- والله همشي !
- إنت حرامي؟
- على أساس إني لو حرامي ف هقولك ايوة أنا حرامي بكامل الصدق والأمانة وأبقى حرامي جدع، يا جدعان انتوا بتفكروا ازاى ؟ أنا ايه اللي خلاني أسكن في المنطقة دي
- طب قول والله أنا مش حرامي ولا تاجر أعضاء
- والله ما حرامي يا ستي
ضحكت ومديت إيدي - حيث كدا امسك طرف العصايا بقى
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..