(٢٤)

2.2K 106 1
                                    

العالم بقى ضلمة من وقت ما بابا إتوفى ، ولإن المجتمع اللى عايشين فيه بشع ف بيحط البنت تحت ميكرسكوب ، أقل فعل أو كلمة بتعملها بتتعرض لنقض وإهانة وكلام ملهوش لازمة
شهد قالتلى على كافيه بتشتغل فيه ومرتبه كويس ، بالنسبالى كانت أفضل فرصة ليا لإن الفلوس اللى مع ماما متكفيش ناكل بيها حتى لشهرين ، لإن  المرتب اللى بابا كان بياخده يدوب بيكفينا الشهر
طلعت من الجامعة بس معايا كتب كتير بحب أقرأ فيها ، فى البريك بتاع الشغل كنت بقعد أقرأ فيه
-ميار
قفلت الكتاب وبصيتلها-ايوة يا شهد
-هو انتى مش ندمانة إنك سيبتى الجامعة؟
- لأ طبعا ، ولو الزمن رجع هختار إنى أسيبها ، يكفى بس إنى شايفة إخواتى بيتعلموا ، الحِمل زاد على ماما أوى وأكيد مكنش ينفع أنا أزوده أكتر
- ليه حق أبوكى لما قال إنه خلف راجل مش بنت
-بابا لو كان موجود مكنش هيرضى ابدا  إنى أتخلى عن تعليمى وأحلامى ولا كان هيسمح إنه يشوفنى هنا  اصلا
بابا رغم مرتبه الصغير إلا إنى كنت بحس إنى مالكه العالم وهو جنبى ،مش محتاجة حاجة غير ضحكته كل يوم لما يرجع من الشغل ويقعد يهزر معانا ، أكتر وقت كنت بحبه هو وقت ما بيقعد معانا ، إحنا ساكنين جواه هو وماما مش جوه بيت بأربع حيطان ، لازمته ايه البيت من غيرهم؟أد ايه نفسى أروح أعيط فحضنه وأسمع صوته ،أشوفه مرة واحدة بس وأنا هبقى فرحانة والله
شاورلت بإيدها قدام عينى -يابنتى
-ايوة
- فى أوردر عند ترابيزة رقم ٥
- تمام
نفس الروتين اليومى الممل ، أصحى أروح الكافيه وأبتسم ف وش ناس معرفهاش وأروح من الشغل أنام عشان أصحى للشغل تانى
ترابيزة ٥ كان قاعد عليها شخص أول مرة أشوفه هنا ، ماسك كتاب بيقرأ فيه وقدامه كتاب تانى غير اللى ماسكه
وقفت قدامه وإبتسمت - تطلب ايه يافندم؟
-قهوة تركية
(هيفضل يخترعلى بقى وقهوة تركية وقهوة فرنسية ، هى إسمها قهوة وبس ، ما تشربوا وإنتوا ساكتين زى بقية الخلق ده إنتوا ناس غريبة)
قفل الكتاب وبصلى - فى مشكلة؟
مشكلة! وجودى هنا مشكلة..إبتسامتى دى مشكلة ، حياتى دلوقتى مشكلة ، أنا كنت صاحية وناوية أتخانق وأطلع طاقة الغضب اللى جوايا بس أكيد مش فى الكافيه يعنى ، بتجرجرنى لطريق الخناق وأنا بحبه بصراحة)
إبتسمت - لا يافندم ، تطلب حاجة تانى؟
-لو عايز أطلب كنت طلبت، ف شوفى شغلك
مسكت النوت اللى بكتب فيها الطلبات ورزعتها على التربيزة وشاورت بالقلم فى وشه-شوف ! أنا مبصحاش كل يوم وآجى نفس المكان البائس وأضطر أبتسم فى وشك عشان تتكلم بالأسلوب  المقرف ده! تحترمنى وتحترم المكان أفضلك عشان نبقى لطاف مع بعضينا ، أنا مش شغالة عندك
معرفش ايه اللى هببته ده ومعرفش ازاى إتكلمت معاه كده ، محستش بنفسى غير لما لقيته رجع بالكرسى ل ورا وكتف إيده قدامه ومبتسم
مين اللى هتنطرد من الشغل ناو؟
-خلصتى؟
مسكت النوت بسرعة ورجعت خطوتين ل ورا وبصيت فى الأرض -  دقايق والأوردر هيكون جاهز
قلبى إترجف لما لفيت ولقيت صاحب الكافية بيبص عليا بصة اللى هى نهارك مش هيعدى النهاردة ، شاورلى بأيده  ودخل المكتب
مشيت وراه ، خبطت على الباب ولما سمعت صوته دخلت وسيبت الباب مفتوح
- حضرتك عايز حاجة؟
-انتى عارفة كويس أنا جايبك هنا ليه!
-مكنتش.....
- ولا كلمة زيادة ، مخصوملك ٣ أيام وهتطلعى تعتذريله
- يافندم ٣ أيام كتير أنا مغلطتش
-إحنا مبنهزرش! كلمة كمان وهقولك ملكيش مكان هنا
هزيت راسى ب ماشى وطلعت
أظن اللى زيهم مش هيفرق معاهم سواء إحنا عايشين ولا لأ ، صاحب الكافيه بالنسباله سهل جدا يخصم ٣ أيام بس بالنسبالى عذاب ، أنا بستنى آخد الكام قرش من هنا عشان أصرف على أمى وتعليم إخواتى ، أظن بردو مش هيحس بإنى أوقات مش بنام لما أختى بتطلب منى إنها تجيب فستان جديد وأنا الفلوس اللى باخدها من هنا بصرفها عالبيت وعلى تعليمهم، الحياة بتحط الفقير فى مفرمة ..تفضل تعجز فيه تعجز فيه لحد مايستلم قدامها ، أنا كنت فاكرة العالم أبيض والأحلام موجودة عشان تتحقق
قعدت على كرسى على جنب وعيطت ،  حطيت إيدى على قلبى وبصيت للسما - آسفه عشان خذلتك يا بابا ، أنا مش قوية زى ما كنت فاكرة ، يمكن كنت قوية وإنت جنبى ،كرامتى بتتهان عشان منمدش إيدنا
للناس ،بالنسبالى الموت كان أفضل من إن واحد يقولى ملكيش مكان هنا ، الطريق صعب أوى يابابا ، تعالى خدلى حقى
مسحت دموعى لما شهد نادتلى بإن الأوردر جاهز وعطتنى القهوة
سندت القهوة على الترابيزة قدامه وإبتسمت
- ب....
-الموضوع مش محتاج إعتذار
-يافندم......
أنا غلطت وانتى غلطتى كده متعادلين ، وبعدين أنا اللى بدأت ف آسف
-كده متعادلين
-بالمناسبة أنا سيف
- طيب
- هو ايه اللى طيب ؟،مفروض لما أقولك اسمى ف تقوليلى إسمك
-ماما قالتلى متتكلميش مع حد غريب
-انتى محبوسة فى مرحلة أولى إبتدائى ومخرجتيش منها باين ، (سكت شوية وبعدين قلد صوت الأمهات)- متتكلميش مع حد غريب ، إوعى تقولى لحد فى الشارع عايزة ماما ليخطفك ، الناس غدارين وبيبقى وسطهم فى عمو حرامى
-علفكره إنت  مش مضحك ومتخالفش إرادة ربنا وتحاول تضحكنى لإنك لو فاكر باللى بتعمله ده إنى هضحك وهنسى اللى حصل من شوية ، ف معاك حق أنا نسيت وهضحك والله
- كده نيتى بانت سليمة وإنى مش هخطفك وأبيع الدهب اللى معاكى ؟
- أنا ميار
-حلو
(ده إنت اللى حلو وقميصك حلو ،فيسكوز ده؟)
شئ غريب إن شخص يجيلى ك طوق نجاة من الغرق فى الحزن ، أنا حكيت لماما عنه وقولتلها إنه بيشبه بابا كتير فى تصرفاته ، سيف بييجى الكافيه من ٤شهور ومعرفش ليه حكيتله كل حاجة عنى يمكن عشان كنت محتاجة أحكى وإن الحزن لما بيتقسم بيبقى أخف شوية
- أنا واثق إن أبوكى فخور بيكى دلوقتى
-أنا بعمل جزء صغير من اللى كان بيعمله
-كفاية إنك بتحاولى
-سيف ممكن أسألك سؤال
-إتفضلى
-لو فى مشكلة هتحكم قلبك ولا عقلك؟
-أكيد العقل
-ليه؟
-غالبا بيطلع هو القرار الصح ، لإنك بتركنى مشاعرك على جنب وبتشوفى ايه الصح ليكى..إنما القلب ده هيوديكى ف داهية دايما ، كل قراراته غلط مش معظمها حتى
-تفتكر أنا أخدت القرار الصح؟
-كان ممكن تشتغلى وتكملى تعليم
-هقصر فى حق حاجة من الإتنين وأنا مش هسمح ب ده
-مترددتيش للحظة واحدة قبل ما تعملى كده؟
سندت إيدى على التربيزة ووطيت صوتى -يمكن إنت أول واحد أقوله كده .. بس حاجة مخيفة إنى أتخلى عن أحلامى وأخسر بابا ف يوم وليلة ،  إن بنت زيى تشيل هموم فوق كتافها!          
-فى أحلام بتضطرى إنك تسيبيها عشان تعيشى
-فى أحلام مكنش ينفع نحلمها من الأول
-أقولك على حاجة؟
-قول
-إكتشفت إن فى حاجات كتير أوى تستاهل إنك تبدأى حلم جديد عشانها
-زى ايه؟
-زيك كده
هو الشخص الوحيد اللى بحس معاه بالأمان بعد بابا ، لما بروح البيت بستنى الوقت يعدى وييجى تانى يوم عشان أشوفه ، لما عرف إنى بحب القراءة بقى يجيبلى كل مرة كتاب جديد أو رواية ، بيجيبلى كتب عن الطب وعن الفنون وقصص وعن كل حاجة
- بحترمك عشان بتحبى القراءة وكرامتك أهم من أى شئ ، وإنك بتتعبى جدا عشان تعليم إخواتك ، البنت اللى تعرف تسند أفضل من ألف راجل مسنود على غيره.
معرفش فى المواقف دى بيقولوا فيها ايه ،ملقتش حاجة غير أنى أشكره -شكرا
-أنا لما جيت هنا كنت بشوفك دايما بتقرأى طول اليوم
-أيوه
-ليه متمسكة بالكتب للدرجة دى؟
-بابا كان بيجيبلى كل أسبوع كتاب معاه ، لما بخلصه بحكيهوله لإنه مكنش بيعرف يقرأ ،إتعودت على القراءة وبقيت بشترى الكتب بكل الفلوس اللى معايا
ضحك -أنا وفرتلك كل ده
-بشكرك على كمية الكتب اللى بتجيبهالى
-قرأتى الكتاب اللى عطيتهولك أول أمبارح؟
-شميت ريحة الحزن بتفوح من الكتاب من أول صفحة فتحتها
سند الفنجان على الترابيزة -عجبك؟
-ده أسوأ كتاب قرأته
-ليه؟
- الولد كان قادر يغير نهايته ، مكنش لازم يقف قدام الدنيا ويستسلم بكل سهوله
إبتسم -بس ده كان إختياره
- أوقات بنختار قرارت غلط عشان مش لاقيين اللى يمديلنا إيده ويقومنا ، بنلاقى الطريق طويل فبنختصر ونستسلم، كل القرارات الغلط دى مكنتش هتبقى غلط لو فى شخص واحد بس جنبنا ، متخيل إن حياة إنسان ممكن تقف على شخص وممكن تنتهى بكلمة!
-دى رواية!
-فى ناس بتاخد الأمل من بين السطور
- النهايات السعيدة فى خيالنا بس ومش بتخرج بره،بنقرأها عشان نهرب من الواقع
-إنت مصدق اللى بتقوله؟
مسك فنجان القهوة وشرب منه وبعدين سنده وضحك - لأ طبعا
-ليه؟
- الخيال هو أجزاء من الواقع غيرت ألوانها ، وفصلتها على مقاس أحلامى
سندت وشى على أيدى وإبتسمت -  بابا كان بيقولى إنى بشبه العصافير ، عايزة أطير وأبقى حرة دايما ، ممشيش ورا حاجة غير أحلامى
-بتشبهى أغنية فى فيلم قديم
-وهو فى بنت بتخرج بره فيلم؟
إبتسم -بنفس الموسيقى الهادية
كنت عايزة أقوله إن العالم بيعزف موسيقى بنفس جمال عيونه السودا ، إن الدنيا لما صالحتنى صالحتنى بيه هو ،ماما بتقولى دايما متتكلميش مع حد غريب والبنت مفروض تبص فى الأرض وهى ماشية ، طول حياتى بسمع كلامها ووقت ما رفعت عينى من على الأرض شوفته هو ف حبيته ، ماما كانت تعرف منين إنه هيطلعلى ف حياتى؟
لما مشى دخلت لشهد عشان أشوف بقيت شغلى
-المدير إشتكى منك
-ليه؟
-بقيتى تهملى الشغل وده مش كويس
إبتسمت -هيطردنا يعنى؟
-أنا مبهزرش! انتى وعدتينى إنك مش هتنتظمى هنا ، أثبتى نفسك من أول أسبوع جيتى فيه ، ومعرفش ايه اللى غيرك
-أنا فعلا أهملته بس حقيقى هحاول أصلح اللى عملته
-إوعى تحبى!
-الحياة لما بتكسرنا وبعدين تصالحنا بتهدينا الحب يا شهد
- انتى مخرجتيش برة القوقعة بتاعتك لسه ، مشوفتيش الوش التانى للناس
- ومش عايزة أشوفه ، أنا بعد موت بابا وأنا خايفة دايما ، خايفة أتكلم وخايفة أعمل أى حاجة ، ما صدقت إنى خرجت بره البيت وإتعاملت مع الناس والدنيا مدتلى إيدها تانى ، أرفضها ليه؟
زعقت بصوت عالى -عشان متتوجعيش تانى
معرفش ايه اللى يستدعى إنها تزعق أو تعلى صوتها
-أنا عاملة حدود لكل حاجة متقلقيش
- فكرانى مش عارفة إنك بتحبيه؟
إيدى إترعشت والطبق وقع ؛ معرفش الحب بيبقى عبارة عن ايه أو أعرف منين إنى حبيت ، بس أنا بحب أحكى معاه زى ما كنت بحكى مع بابا ، بحس بالأمان فى الكام دقيقة اللى بيقعدهم فى الكافيه ، معرفش يعنى ايه حب بس فى حاجات كتير أهم منه ، زى الإحترام والأمان والراحة النفسية ، أنا وعدت بابا قبل ما يموت أنى هكون الحيطة اللى يتسند عليها إخواتى ، هكون قوية ..وشهد قالتلى إن الحب ضعف ،مكنش ينفع  أحب من الأول  لإن الحب لما بييجى مينفعش يترفض
- وهو اللى زينا مينفعش يحبوا؟
- إحلمى على أدك ، بلاش تمشى فى طريق متعرفيش آخره ايه ، ده واحد عنده أحلام وطموحات (سكتت وبصت فى الأرض ومكملتش)
-وأنا منفعلهوش صح؟ عشان مستوايا مش زيه مثلا؟
بصيتلى وقربت خطتين منى-مش قصدى
- وهو أنا مكنش عندى أحلام ياشهد؟ أنا اللى إخترت أبقى هنا ؟
-أنا ما صدقت رجعتى زى الأول ، مش هسمح لأى حد يحاول .....
-هو غير الكل يا شهد
-انتى مشوفتيش الكل عشان تعرفى إن كان هو منهم ولا لأ
- لو كان عايز يمشى كان مشى من الأول
- وإفرضى بيلعب بيكى؟
-بس هو وعدنى إنه هيفضل جنبى
برقت - ايييه؟ هو مجنون عشان يقولك كده؟
-هو كده غلط؟
مردتش عليا وراحت تكمل شغلها ، بعدها ب شوية نادت عليا وقالتلى إن شغلنا خلص
أخدت شنطتى وطلعت إستنيتها بره
لما طلعت مشت جنبى من غير ما تتكلم
- هو شغلنا خلص بدرى النهاردة ليه؟
-لأن مفيش شغل هنا تانى
- أكيد بكره اليوم هيبقى مليان
-لا بكره ولا بعده
- مش فاهمة؟
-يعنى سيبنا الشغل ، هنروح  أى حاجة غير هنا
وقفت قدامها ورفعت حواجبى - بتهزرى صح؟
-لأ
-انتى أخدتى رأيى عشان تعملى كده
-بردو لأ
-أنا هرجع تانى من بكره
-مفيش شغل هنا تاتى وياريت تفهمى ده
مكنش ينفع أقعد من غير شغل ، من حسن حظى كان فى مكتبة بتفتح جديد وكانوا طالبين أى حد يشتغل فيها ، روحت إشتغلت فيها بعد أسبوعين وأنا حابه المكان ، على الأقل أنا هنا لوحدى محدش هيضايقنى ، وهشغل نفسى ومش هفكر فى حد ، هو أكيد مش هيفكر فيا زى ما أنا مش هفكر فيه ، أنا مش مسامخة شهد على اللى عملته ،ماما قالتلى الحب قوة زى ما هى كانت مستقوية ب بابا ف ليه شهد تقولى ضعف ، آخر رواية عطهالى ملحقتش أرجعهاله لإنى مشيت ، باخدها معايا كل يوم المكتبة وبقرأها ، كل ما اخلص بعيدها تانى ،طلعت النوت وكتبت :
"بداخلي عقل لا يجيد إلا التفكير بِك، وقلب لا يتقن سوى اشتياقك" ل مجهول
قلبت الصفحة وكتبت :
"لا تطِل سُكوتك، وأنتَ تعلَم أنّك أكثرُ شخصٍ أشتَاقُ لكلامِه."
- عندكم روايات هنا البطلة بتاعتها بتاخد الكتب ومبترجعهاش؟
قفلت النوت بسرعة وبصيتله - ايه اللى جابك؟..مقصدش كده...أقصد يعنى..
-مامتك بتعمل شاى مظبوط والكيك بتاعتها حلوة
- وإنت عرفت بيتى ازاى؟ وطلعت لماما ليه؟
إبتسم -أنا بقول عليكى زكية ف بلاش تستغبى
شاورت بالقلم قدام عينه وإبتسمت - رد عدل أنا مش شغالة عندك
-اللى أعرفه إن أى واحدة بتاخد من حد كتاب ومبترجعهوش ف لازم تتجوزه
-ده فى قانون مين ده؟
ضحك -فى قانونى أنا
مردتش عليه ف إتكلم تانى
-بتشبهى أغنية فى فيلم قديم
-وهو فى بنت بتخرج بره فيلم؟
-بنفس الموسيقى الهادية

"رأيتك ضوء فى نهاية نفق مظلم "

يومًا ما سنلتقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن