-مصاحبتيش ليه؟
-ملقتش نفسي وسطهم
أنا مصاحبتش لدرجة إني أحكي لصاحبتي تفاصيل حياتي ، أنا بس بعرفهم اللي عيزاهم يعرفوه مش أكتر ، آخر صاحبة كانت معايا من ٥ سنين ومفكرتش إني أصاحب بعدها ، أو يمكن معرفتش أصاحبها عشان كده سابتني ، بندم إني معرفتش أصاحب وفي نفس الوقت عارفة إني لو صاحبت كنت هتأذى ،جوايا متلخبط ومتكركب ، ومش أى حد هيعرف يرتبني ، يحافظ عليا..ويمسك بإيدي للطريق اللي مفروض نمشيه سوا للآخر
-قابلتي سيف؟
- ما انتي عارفة يا ماما
-ها؟
- عادي
-كلمتيه ب نفس الأسلوب بردو؟
-مش فاهمة انتي وهو بتحاولوا على ايه ؟ قولتلك إرفضيه وقولتيلي إديله فرصة، وروحت وقولتله مش عيزاك وقالي إنه عايزني وحاجة آخر ثقالة بصراحة
وقفت قدامي وضيقت عنيها -مش عيزاه ؟طب عيني ف عينك كده
-يا ماما بطلي اللي بتعمليه ده
-طب بتبصي في الأرض وتضحكي ليه؟
-عشان بنقف الوقفة دي كل يوم ومبنطلعش ب نتيجة
سيف متقدملي من سنة ،هو جاري بس ملييش اختلاط مع الجيران ف نادرا لما بشوفهم ، رفضته مرتين وجه تاني ، آخر مرة عطيتله فرصة عشان الذنب اللي بحس بيه ف كل مرة بييجي فيها ، هو يتحب والله و يستحق خير كتير اوي ، بس أنا صعب إني أحب أو أثق في الشخص اللي قدامي ف أبينله إني بحبه ، سبق ووثقت في ناس كتير مطلعوش أد الثقة دي ، ف معنديش إستعداد إني أخسر تاني
- هتنامي؟
- مش دلوقتي يا ماما
- سيف إتصل من شوية وطلب إنكم تخرجوا بكره ف ها ؟
- مش فارقة
- مع الوقت هيزهق من تصرفاتك دي ! ف بلاش تزوديها
- امتى هيزهق يا ماما؟ مستنية الوقت ده والله
- وبعد الوقت ما ييجي؟
- معرفش! مفكرتش في ده ، بس أنا مش حابة وجود حد ،مش حابة يبقالي نقطة ضعف وأرجع أتكسر تاني، ليه أسمح ب ده لما أنا أقدر أمنعه في الأول ؟
- ليه أخداه نقطة ضعف ليكي ؟ انتي ليه محسساني إنه عدو ليكي؟
- اللي يكونلي نقطة ضعف يكونلي عدو يا ماما ، أنا بحاول أتقدم وخايفة أرجع للنقطة اللي إبتديت منها
-انتي متحركتيش أصلا ، انتي لا بتتقدمي ولا حتى في نفس نقطة البداية ، انتي بتإذي نفسك بخوفك من كل حاجة
-المهم إني بخير دلوقتي ، إرتاحي انتي بس
أنا خايفة إنه يمشي بس بقنع نفسي إنه هيمشي عشان متصدمش تاني ، عيزاه يمشي دلوقتي قبل ماييجي بكره وأتعلق بيه ،مش بإرادتي أختار امتى أحب وامتى لأ !،عيزاه يمشي بس هخاف من بعده..أنا مريضة بالخوف
- تعرف يا سيف !
-ايه؟
- إمبارح النوت بتاعي ضاع ومعرفش ليه عيطت عليه ، أنا مكنتش شايفة سبب يستدعي العياط ، وكنت بحب النوت ده لإنه أول حاجة أشتريها وأكتب فيه ،بس أنا متضايقة يعني
- طب دوري عليه كويس أو إشتري واحد نفس الشكل مثلا !
-إنت شايف إن الموضوع يستحق ده كله؟
- طالما ضايقك يبقى يستحق ؛ أنا مش مكانك عشان أحس اللي انتي حساة ف بالتالي ملييش أى حق إني أحكم، ممكن الموضوع اللي أنا شايفة صغير انتي شيفاه كبير ، بصي..مفيش سبب بنعيط عشانه إلا وهو حاجة كبيرة حتى لو غيري مش شايفه كده فهمتي؟
( أنا بحكيله رغم إن السبب ميستحقش إنه يتذكر ، وفرحانة إنه عاطي للموضوع الصغير ده أهمية كبيرة ، ومضحكش زي ما أى واحد مكانه كان ممكن يضحك أو يستخف بالموضوع ، بكره إن حد يقلل من حجم الموضوع اللي بتكلم فيه حتى لو صغير جدا )
-ولا مرة ندمتي إنك مصاحبتيش؟ طب مفكرتيش حتى تصاحبي؟
-فكرت بس مقررتش
الأصحاب معظمهم هيئذوك والإخوات مش كلهم سند ، العالم مش عادل كفاية إنه يفرحك أكتر مما يكسرك
-هتمشي؟
-هبقالك
معرفش ايه السبب اللي يخليه يتمسك بيا! أنا مش باقية على حد وعندي إستعداد تام إني أخسر العالم كله دلوقتي رغم إنه هيكسرني بس معنديش مانع ،أنا مش متمسكة بنفسي أصلا عشان غيري يتمسك بيا ، أنا عارفة إنه هيمشي ؛ عارفة إن ده مشهد وهيخلص لإني عارفة النهاية المملة كويس أوي ،يعتبر حفظاها
- أنا بخاف من البرق
-بتخافي من الشتا؟
- السما بتبكي زينا ف أظن إن مش من حقنا نعترض
(أوقات بحس إن الرعد ده صوت السما وهي بتصرخ ، والشتا ده دموع كتير ، ومعرفش إن كانت السما بتبكي علينا ولا على اللي بنعمله في بعض؟ بخاف أبقى لوحدي لما تشتي)
-خوفتي تبقي لوحدك تاني لما هى مشت؟
- ما أنا لوحدي دايمًا ، مش عارفة ليه مستغربة إنها سابتني هي كمان! يمكن عشان مكنتش عاملة حساب إني هبقى لوحدي تاني ف عشان كده إتأذيت؟
- وإتصرفتي ازاي وقتها؟
- نسيت ، معرفش ازاي إتصرفت في الوقت ده أو ازاي كان فيا عقل أصلا! بس كل ما بفتكر بضحك
- الموضوع ميضحكش!
- أوقات كتير بضحك عشان معيطش ، عشان عارفة إني مهما عيطت مش هلاقي حد يفهمني ، ف بضحك على اللي أنا فيه ، مش بضحك عشان فرحانة ! زي ما ببان قدامهم دايمًا
( مش فاهمة على أى أساس الناس بتحكم على حياتي؟ هما بصوا للجزء الصغير الأبيض اللي فيها ، بهزر وبضحك معاهم ومبشتكيش من حاجة يبقى حياتي مثالية ، طب حد شافني وأنا بعيط ؟مفكرتوش إني مبحبش أشتكي لحد؟ ..الناس اللي مبتحكيش وبتكتم الكلام جواها دي بتبقى أضعف من ورقة الشجر و بتعيط من أقل كلمة )
-شئ مخيف إنك متلاقيش حد يفهمك ويفهم كلامك الملخبط وقت الزعل ، أو إنك تبقى لوحدك رغم وجود العدد ده كله حواليك
- أوقات شخص واحد بس بيغنيكي عن العدد ده كله ، مش شرط إنك مش شبههم أو مش شبه تفكيرهم إنك انتي اللي غلط ، ممكن يكونوا كلهم غلط وانتي بس اللي ماشية في الطريق الصح
- أنا مش بالصورة اللي إنت فاكرها ، أنا جوايا متاهه ، جوايا ضلمة ، أنا بتعصب بسرعة ومش ببقى هادية دايما ، أنا مش حلوة عشان تفضل هنا
- كل حاجة حلوة إتلخصت عشان تبقالك ف ليه مش شايفة ده؟
- يمكن عشان إنت بس اللي شايف كده
- هعمل اللي أقدر عليه عشان أفرحك ، هجيبلك الدنيا لحد عندك وانتي تختاري منها ، هجيبلك نجمة من السما لو حابة
-هاتلي نجمة من السما وأنا هحبك
أنا بظلمه جدا لإني منفعلهوش من الأول ، اللي تناسبه واحدة بروح صافية ،بقلب سليم وعيون متشوفش إلا هو ، ببقى عايزة أعيط وأقوله أنا مش حابة أبقى كده والله ، في كل مرة باجي أحكيله فيها ،الخوف بيكتمني
- ايه اللي عيزاه انتي؟
- أنا محتاجة شخص وقت ما الدنيا تزعلني أروحله هو ف يراضيني ، أبقى واثقة تماما إنه مش هيسمح إني أنام معيطة ، ياخد التقل اللي بحس بيه فوق قلبي ، انا محتاجة أعيط وأحكي بصوت عالي جدا كإني بتخانق أو بصرخ ، أنا بس محتاجة حد يسمعني
- وأنا هنا وهفضل جنبك ، ليه خايفة؟
( عشان كل يوم بستناه يتصل بيا ويقولي يلا نخرج ، بحب أسمع رده على كلامي ورد فعله على تصرفاتي الغريبة ، بحب أحترامه لأقل حاجة بعملها ، لما بنام ببقى عارفة إن بكره مش هيبقى زي إمبارح لإنه معايا ، خايفة كل حاجة تروح مني بعد ما حاربت نفسي كتير عشان أوصل للنقطة اللي أنا فيها دلوقتي)
عدى شهرين وكل يوم بيثبتلي إنه أد المكان اللي عطيتهوله ، إنه يستاهل إني أديله أكتر من فرصة ، بقاله يومين متصلش
دخلت المطبخ لماما ، أخدت طبق ورجعته مكانه تاني ، وبعدين طلعت من الطبخ ورجعت لماما
سابت السكينة من إيدها وضحكت - عايزة ايه؟
- هو.. هو متصلش بيكي؟
-لأ ، اتصلي بيه
-أتصل أقول ايه يا ماما ، يعني....معرفش بس...
- يمكن يكون مشغول أو .....
-هتصل بيه
لأول مرة أتصل بيه بعد ما إتخطبنا ، معرفش أبدأ الكلام ازاي لإنه هو كل مرة اللي بيبدأ
-إنت بخير؟
- اه بخير ، كنت مشغول جدا ف متصلتش بيكي ، كنت هتصل بيكي النهاردة.....
- حتى لو مشغول إتصل وقولي إنك بخير ، أنا قلقت عليك والله
-.........
- إنت بارد ومستفز وعارف إنت عندي ايه ف بطل اللي بتعمله ، مستفز والله مستفز
قفلت ومستنهوش يتكلم ، أنا بضحك ليه دلوقتي ؟
كنت عايزة أقوله :ينفع تفضل هنا دايما؟ ممكن تبقى معايا؟ أو إني فرحانة بوجوده ،إني متأكدة تماما المرة دي إني هلاقيه في بداية الطريق ماددلي إيده عشان نكمل سوا ، وإننا نقدر نغير النهاية لو معانا شخص يساعدنا على ده
التليفون رن بعد ٥ دقائق ، كنت عارفة إنه هيتصل تاني
-طب إستني أجمع الكلام وأرد مش تقفلي كده علاطول ، ده أنا حتى ملحقتش أستوعب اللي قولتيه
- ما مكنش ينفع تستوعب
- انتي بتضحكي؟ والله لو أعرف إنك هتضحكي كنت متصلتش عليكي يومين و.....
- ينفع نخرج النهاردة؟
إتكلم بسرعة قبل ما أقفل - متقفليش!
ضحكت -مش هقفل
- عيدي كده اللي قولتيه تاني!
- لأ أنا كده هقفل
- ١٠ دقائق وهكون عندك
إكتشفت إن صوته بس أمان ، إن كلمة( أنا جنبك متخافيش) دي أبيع الدنيا كلها عشانها ، إن يكون في شخص ف حياتي أقدر أعتمد عليه ،أقدر أحكيله وأعيطله ده ميتشراش ب تمن ..ده يتشرى ب عُمر ، أنا ملقيتنيش وسط الناس ، بس لقيتني فيه هو
- ايه الدقة اللي عندك دي ياعم ؟ ١٠ دقائق بالظبط!
- مبحبش أتأخر عن مواعيدي
طلع علبة من جيبه ومد إيده بيها - خدي
-ايه ده!
-نجمة ، نجوم السما كانوا مشغولين شوية ف قولت أتصرف وأجيبلك سلسلة، عجبتك ولا باين إني بحور؟
- دي حلوة أوي..فرحتني جدا
( الهدية مش ب تمنها زي ما ناس كتير بتفتكر كده ،يكفي بس إنها تكون هدية ؛ أو إنه فكر يفرحني ، حتى لو كتبلي رسالة على ورقة ف دي عندي بالعالم والله )
- إنت طيب أوي
- فرق إني أكون طيب وإني أكون بحبك
- تقدر تشيل الكراكيب اللي جوايا؟
- هقدر أحافظ عليكي
-هتعرف تسمعني وتستوعب الكلام الملخبط اللي بقوله؟
-هعرف أفهمك
-هتمشي؟
-هبقالك"رأيتك ضوء في نهاية نفق مظلم"
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..