- قولتيلي طريقة البسكوت ايه؟
الشنطة وقعت مني وقفلت باب الشقة بفزع ، مش هتخانق معاه زي كل يوم ، لأ مش هتخانق .
وقفت مكاني وغمضت عيني وهمست :
- متتعصبيش ، اهدي ، اهدي .
- ايه نسيتِ الطريقة؟
فتحت عيني ورديت بإنفعال :
- أنا مش قولتلك متقفش على السلم هنا كل يوم وتستناني تحت؟
- نسيت أقولك حاجتين مهمين
- ايه؟
- أنا بقف في المكان اللي يعجبني ، وبقول الكلام اللي يعجبني في الوقت اللي يعجبني .
- وأنا ........
- ثاني حاجة ، مبحبش الصوت العالي
- خوفت أنا كده؟
- انتِ مستحملة نفسك ازاي بجد؟
نزلت على السلم ومردتش ، سمعاه وهو نازل ورايا وبيصفر ، هو بيعمل ايه في حياته غير إنه يستفزني؟
وقفت فجأة ولفيتله ، رفعت صباعي بتحذير واتكلمت بعصبية :
- انتَ ، اسمعني
- سيف ، اسمي سيف .
- أنا وافقت نكتب الكتاب عشان المكان اللي بشتغل فيه بعيد وبابا مكنش راضي أروح لوحدي وبعدها هنسافر ، وانت وافقت ، ف إياك إياك تفتكر إني وافقت عشان بحبك مثلًا ولا مبقدرش أتنفس من غيرك !
ضرب كف بكف ورفع حواجبه :
- حُب؟ ايه الأفكار ال استغفر الله العظيم دي ! تفكيرك بقى بيروح لحاجات غريبة ، الواحدة دلوقتي بقت تحب جوزها عادي كده ! ضاعت أخلاقنا .
(وقفت مكاني ومأخدتش بالي إنه مشى ، أنا بضحك على ايه ؟ أنكر إني بحب الوقت اللي بشوفه فيه ؟ وإني بحب استفزازه ليا عشان نتكلم ! )
- بما إننا بنضطر نروح نفس المكان ف ايه رأيك نبطل خناق؟
بصلي بطرف عينه بسخرية : - ده ايه ده؟
مديتله إيدي بسلام وابتسمت :
- معاهدة سلام عالضيق كده .
ضيق عينيه ومتحركش من مكانه ، ف اتكلمت أنا :
- مش مخبيالك حاجة في إيدي يعني !
مد لي إيده وابتسم :
- ماشي
حط إيده في جيب البنطلون ومشى جنبي :
- ها قوليلي ، بتحبي ايه في حياتك المطفية دي؟
همست - بدأنا
- غيري طبعًا .
- بُص مين عايز يستفز التاني الأول ! بُص !
- تقريبًا انتِ المادة الخام اللي بيستخلصوا منها النكد .
- مش هرد .
- بعيدًا عن الهزار ، بتحبي ايه في حياتك؟
- مش عارفة ، بس بحبها
- سؤال تاني ، بتحبي تعملي ايه في حياتك؟
- مش عارفة
- أنا قربت انطفي ، سؤال ثالث ، عملتِ ايه من اللي قررتِ تعمليه قبل كده؟
هزيت كتفي ورديت بإحباط :
- حقيقي مش عارفة
- أنا أوشكت على الانطفاء خلاص ، محتاجة ايه في حياتك؟
رددت جوايا
( محتاجة حد يسأل عني ، عن حالي التعبان مش الحال اللي دايمًا بخير , حد يسحب الكلام مني لإني عمري ما هتجرأ وأحكي من نفسي , يحس بزعلي اللي مبعرفش أحكيه , يفهمني ومبقاش مضطرة أبرر كل كلمة بحكيها , حد يطمني إنه هيفضل جنبي لآخر الطريق , يجبرني أخرج من الدايرة اللي واقفة فيها ونشوف الدنيا مع بعض)
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..
