٩٨

451 21 0
                                    

- تعرف قصة حياتي؟
- أنا؟
- هو في غيرك قاعد على الترابيزة؟
- نعم ؟
- تعرف ايه اللي حصل معايا النهاردة ؟
- ا...........
- هقولك..بُص ، أنا طلعت من الشغل بدري النهاردة تمام؟ طلعت بدري أوي ومهمنيش أي حد
- أيوة نعم بردو ؟
- عارف الراجل الخنيق اللي معايا في الشغل ؟
- لا والله، ولا أعرفك حتى
- ده مديري في الشركة، بدون ذكر أسماء يعني.. ممدوح السيد أحمد عبد الرحمن.

ركز في الاسم اللي قولته وسكت دقيقة، رجع بضهره لـورا وسألني:
- دوري ايه أنا مش فاهم ؟

فتحت الشنطة وطلعت ملفات ورميتها على الترابيزة:
- عايزني أراجع الملفات دي كلها لحد بُكرا بس عشان المدير الجديد جاي فمفروض أخلص كل حاجة قبل ما ييجي، راجل رجع من برا فجأة فحـب يمسك الفرع ده أنا مالي بقى؟مش ده شغله؟ ما يخلصه بنفسه، أنا عندي شغل بردو..( سندت راسي على إيدي وهمست لنفسي):- أنا قدمت في الشركة وكان في بالي إني هقعد على كرسي قدام مكتب في أوضة مُكيفة، ايه دخلني في الحوارات دي كلها، منه لله هو والمدير الجديد، وأنا مالي بيهم؟ كان كتب كتاب أختي هو؟

رفعت راسي ليه لما افتكرت إني قاعدة مع شخص، ابتسمت لما بص بطرف عينه يمين وشمال ورجع ركز في الملفات المقفولة قدامه،  فاكرها الكاميرا الخفية؟ أنا بس حاولت أجرب فكرة إني أحكي لأي حد اللي عايزاه، قولت لنفسي أول حد هقابله هحكيله..وهو أول واحد.
أنا هحكيله بسرعة وأسيبه وأمشي ، الساعة لسه ٥ يعني مش هتأخر

- المشروع بتاع القاهرة ده بقى محتاج عالأقل شهر ! وهو عايزه بُكرا بردو، أقوله يا أستاذ ممدوح مش هينفع، يقولي بُكرا، أقوله مش فاهمة حاجة يقولي بُكرا، طب هستقيل..بردو بُكرا، أجيبهاله يمين..شمال، بُكرا بُكرا.
- وايه اللي جابرك على ده؟
- إني مش لاقية شغل غيره مثلًا ! لأ ركز معايا كده عشان بتخنق بسرعة.
ديّر وشّه ومسح بإيده على شعره وهمس:
- اليوم كان باين من أوله.
- تعرف صحابي؟
- لأ.
-  ولا أنا، معنديش صحاب أصلًا، لما حد بيسألني عن السبب بقول إن الإنسان لوحده أفضل عشان أبقى إنسانة قوية قادرة على تحدي العالم والسير في طرق الصعاب بمفردها، وأنا أصلًا بخاف أمشي لوحدي وأنا رايحة الشركة الصبح فـبركب تاكسي..دخول حياة الأغنياء رغمًا عنك وعن مرتبك دي حاجة صعبة.

هز راسه ببطئ فضيقت عيني:
- حاسة إن الناس شايفاني إنسانة مضحكة.
ابتسم:- متحسيش، خليكِ متأكدة من ده.
- بس أنا مش كده ! أنا بزعل زيهم، بتأثر فيا الكلمة وممكن أعيط بسببها اليوم كله، مبقبلش الهزار طول الوقت زي ما هما فاهمين، الموضوع مُتعب أوي وحواراته كتيرة، وكمان محدش فاهمني ابدًا.
- طب ما تفهميهم ده.
- كل ما بحاول أشرح حاجة بعُكّها فبتفهم غلط، هو مش من حقي إني أحكي من غير ما أتفهم غلط؟لازم أبرر وأفسر كل كلمة هقولها؟
- ..........
سندت خدّي على كف إيدي وهمست بإحباط:
- كمان بيقللوا من مجهودي، عارف لما تعمل أقصى ما عندك وتتقابل برد فعل غير اللي اتوقعته؟ زي اللي بيجري لأيام عشان يكسب مسابقة ووقت ما يوصل يقولوله المسابقة خلصت، تعب ومجهود ووقت بيروحوا من غير تقدير، معنديش مشكلة أعيد شغلي ألف مرة، بس عايزة أحس إن في حد عارف إني هتعب فيقابلني برد فعل يليق مع كل حاجة بتعب عشانها، عايزة أحس إن اللي هعمله ده يستحق أو إن ليا دور مهم، حد مستنيني الصبح عشان أنا مُهمة، عشان اليوم هيكون ناقص من غيري..أنا حاسة أغلب الوقت إن في بديل ليا فاهم؟

يومًا ما سنلتقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن