يومًا ما سنلتقى

٩٠

- أخدت رأيي قبل ما تلبس الكرافت على القميص ده؟طبعًا لأ .
- مش لايقة؟
- ولو سألتك أخدت رأيي قبل ما تلبس البنطلون ده عليهم؟ كلنا عارفين إنه لأ، عشان رأيي مبقاش مرغوب فيه، وبقيت إنسانة مُهمشة
- خناقة دي؟
- هي اللي مشتريالك القميص ده صح؟
- هي مين؟
- أهل مراتك التانية بينادوك بأبو آدم ولا أبو أحمد؟
-ابتدينا.
- مخلف بنات ولا ولاد؟
- لأ هي خناقة فعلًا.
ابتسمت:- سيف انتَ رايح فين على الصبح كده ؟
- الشغل مثلًا
قربت منه وعدلته القميص ببطئ:- شغل ؟ مش رايح أي مكان قبله ؟
- هروح فين يعني ؟ لأ مش رايح

" أوريله الرسالة اللي شوفتها بدون قصد وأنا بشحنله التليفون ؟ أقوله إنه كدب عليا وراح قابلها تاني ؟ عارفة إنها بنت خالته وإن اللي كان بينهم زمان اتدفن في وقته ، وعارفة إنه مش هيتعدى حدوده مع أيّ حد ، بس ليه كدب عليا وقال إنه مشفهاش ؟ "

- مش عايز تقولي حاجة؟
- شكلك حلو النهاردة ؟
- انت بتسأل ؟ بعيدًا عن شكلي ف لأ مش دي الحاجة اللي عيزاك تقولها .
ضيق عينيه وقال بحذر:- اه افتكرت، كل سنة وانتِ طيبة.
- بمناسبة ايه يا سيف ؟ بمناسبة ايه يا حبيبي؟
- مش عارف والله بس حاسس إن في مناسبة فقولت أما ألحق نفسي .
كتفت إيدي قدامي ورفعت حاجبي وسكتّ فكمل هو :
- ايه مفيش مناسبة؟ أطلع الفرخة من الفريزر طب؟ ما تقولي عايزة ايه !
- لو عاوز تقولي حاجة، أي حاجة، أنا موجودة اتفقنا؟ بس متدرايش عني حاجة ممكن تبعدنا عن بعض عشان مش هسامحك
-  في ايه ؟
- انتَ وعدتني إنك مش هتسمح لحاجة تفرق بيننا حتى لو هتكون الحاجة دي أنا أو انتَ صح؟ مش وعدتني إننا هنصلح كل حاجة؟
- أنا مش فاهم
- عيزاك تفهم إن في حاجات مبتتصلحش تاني، مبترجعش زي الأول،فبلاش نكون سبب في أذية بعض عشان انتَ الوحيد اللي مش هستحمل الوجع منه
ابتسم - انتِ بتتكلمي بجد ليه كده؟ والله هصدقك .
- إياك تنسى إنك الوحيد اللي وثقت فيه !

" مش هكلمه في الموضوع ، مش هلمحله حتى غير لما ييجي ويحكيلي بنفسه ، لو محكاش هبعد .. هبعد لإنه فضّل واحدة تانية عليا ، هو عارف إني ببعد لما بتحط في مقارنة مع غيري ، عارف وساكت ! أنا ساكتة لحد دلوقتي ازاي؟ "

- أنا جيت

" هو بيحبني؟ أقصد لسه بيحبني زي الأول ؟ هو مستحيل يسيبني أمشي، أكيد مش هيسيب إيدي ويروح لواحدة غيري بعد الوقت ده كله! هو قالي إنه بيحبني, قالي إنه مبيحكيش لحد غيري، كذب عليا في دي كمان؟"

هزيت راسي وهمست بإستنكار :
- لأ ، مستحيل يعني
- قوليلي ايه اللي مستحيل ونخليه ممكن مع بعض .

انتفضت في مكاني وقت ما سمعت صوته، سألته:
- انت جيت امتى؟
- من دقيقتين
قومت من عالكنبة وحاولت اتصنّع ابتسامة:
- غيّر هدومك عقبال ما أجهز السُفرة.
مسك إيدي ووقفني:- في ايه؟
- مفيش حاجة.
- انتِ بخير؟