- بصي للطفل اللي ما بينكم ، هو ده اللي هيتظلم
- هقدر أوفرله كل حاجة هو محتاجها ، بس أنا وسيف وصلنا لطريق مينفعش نرجع منه ابدًا
-ده على أساس إنه هيقولك خديه وخلاص كدا! كل طريق وليه رجعة يابنتي ، ده اختيارك ، انتوا وصلتوا للنقطة دي من اختياركم
- ماما إنتِ محسساني إني أنا اللي غلطت مثلا وهو ملاك بأجنحة!
- انتوا الإتنين غلطانين ( سكتت وشاورت على ريان وهو بيلعب وكملت)- وده اللي هيحاسب على الغلط .
- يووه! هنرجع من الأول تاني! أنا جيالك هنا شوية وماشية ، بالله عليكِ أنا عايزة أريح أعصابيأنا ممكن أبين للناس كلها إن الشخص اللي حبيته مبقاش يفرق معايا وزيه زي أى حد غريب ، ممكن أبينله هو شخصيًا ده ! بس والله بكدب ، أنا مبعرفش أتخلى عن حد بالساهل ، حتى لو قولت مليون مرة إني مبقتش أحبه ، في اللحظة اللي هنعتذر لبعض فيها ببقى عارفة إننا هنرجع ، أنا بحبه ، أكتر مما يتخيل وأكتر من حبي للدنيا كلها ، ولإن جوازنا كان حلمي في يوم واتحقق ، واحدة زيي كان عندها خوف من الجواز مش بالسهل تختار! وأنا وثقت فيه واخترته هو ..ايه اللي وصلناله ده؟ مكنش في خيالي ابدًا ابدًا إني أنا اللي أطلب الطلاق في يوم ، أنا مستبعدة الفكرة دي تمامًا اصلا !وكنت واثقة إن أى مشكلة ليها حل ، أنا حاولت ...حاولت كتير
بصيت في الساعة وقومت - أنا همشي يا ماما
- متتخانقوش قدام الولد ! مش ذنبه حاجة
هزيت راسي وبصيتله - عارفة
ناديت عليه - ريان يلا مروحينطول الطريق بفكر في شكل حياتي من غيره ، أنا مش قدام حد دلوقتي عشان أكدب وأقول مش هينقصني حاجة ! هينقصني صوته ! وجوده ، ذكريات لسه هتتبني ، وأحلام ما بيننا متحققتش ، هو ليه مش عارف إني بحبه؟ أقصد يعني ما يحاول زى ما أنا حاولت ، ما نهدى وناخد استراحة شوية وكل واحد يعترف بغلطه! لا لحظة كدا! إحنا هنقدم لريان في الحضانة وبعدها ننفصل .
دخلت الشقة وقفلت الباب ، ريان جرى على سيف أول ما شافه وهو بيضحك ، بصيت عليهم ودخلت الأوضة بعدها وقعدت على السرير ، المشكلة إنه مش شخص وحش ، في بيننا ذكريات كتير جميلة وأنا منكرهاش ، بيعرف يسمع ويقف جنبي وقت ما أحس إني لوحدي ، هبقى لوحدي تاني؟ أنا زهقت ، غمضت عيني وخبيت وشي بين إيديا وعيطت بصوت واطي .
- إنتِ بخير؟
ديرت وشي الناحية التانية و مسحت دموعي بسرعة ووقفت ، هزيت راسي - اه بخير
وقف قدامي وبص في عيني - بتعيطي ليه؟
- مبعيطش ، ده تراب دخل في عيني بس
إتنهد - ريان جعان وأنا مبعرفش أعمل غير بيض باللانشون وهو مبيحبهوش
- هجهز الأكل أنا
- أساعدك في حاجة ؟
رديت بتلقائية - لأ واضح إنك جاى تعبان النهاردة ف خليكطلعت برا الأوضة بسرعة ودخلت المطبخ ، سندت على الرخامة وإتنفست ببطئ ، أنا بحبه ، ما زلت بحبه وهفضل أحبه بس أنا فاشلة جدًا في التعبير ، مبعرفش أعبر عن حبي للناس وخوفي عليهم ف بيبان عكس اللي أنا حساه
حطيت الأكل على الترابيزة وقعدت جنب ريان
- كُل يا حبيبي
هز راسه ب لأ وبص للأرض
- ريان! أنا مش هعمل أكل تاني ، مش إنت اللي قولت إنك جعان
مردش عليا وجه يحرك إيده ف وقع كوباية العصير على الأرض بالغلط واتكسرت
قومت من على الكرسي وإتكلمت بعصبية -هو إنت كل شوية تدلق حاجة وأنا أمسحها ، تكسر وأنا أشيل؟ قولتلك كام مرة ركز قدامك!
سيف صوته ارتفع - في ايه ده طفل! فهميه غلطه بالراحة!
- طفل يبقى يتعلم ، مش هفضل أكررله كلامي كتير......( سكتّ ورجعت شعري لورا بإيدي وعيطت )- يووه! اتصرفوا مع بعض أنا زهقت
دخلت الأوضة وقفلت الباب ورايا وقعدت على الأرض ، ايه اللي أنا عملته ده؟ مكنتش أقصد أزعقله والله لإنه غصب عنه ، هو ملهوش ذنب في الضغوط والمشاكل بتاعتي ،مفروض أفرق بين كل حاجة مخلطهمش ببعض! إتردد صوت ماما وهى بتقول " ده اللي هيحاسب على الغلط"
سيف خبط الباب ودخل قعد جنبي
- اللي عملتيه غلط
أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
Short Storyقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..