يومًا ما سنلتقى

(٢٨)

بصيت على شعرى فى المراية ،وكشرت -  دى مش ضفيرة ،الضفيرة مبتتعملش كده إفهم
ضحك- طب والله حلوة يا ميار
- شايف معووجة ازاى يا سيف ؟ ومالها طالعة ونازلة و... ايه العك ده!
- تعالى طب
قعدت قدامه على الكنبة ونفخت بصوت عالى - إعملها شبه بتاعة ماما
مسك الفرشة وضحك تانى- أتصل ب حماتى أقولها ايه يا شربينى ؟ ألو مبعرفش أعمل ضفاير!
- مبتعرفش تتكلم ١٠ دقايق جد ؟ ٥ دقايق طب ، أى حاجة
نعكش شعرى - انتى بتشحتى؟ طب أهو..أهو مفيش ضفاير خالص
وقفت وأخدت الفرشة منه - تسريحاتك كلها وحشة
- أنا جعان
- الأكل أهم منى؟ ها هترمينى فى الشارع إمتى؟
-  ياسلام لوذكائك كان  أد خيالك كنا عايشين مرتاحين دلوقتى
سرحت شعرى وسندت الفرشة على الترابيزة -مش عايز تعرف عملالك أكل ايه؟
ابتسم - بيتزا؟
رفعت راسى لفوق ويكأنى شيفة - لأ طبخت النهاردة وعملت رز
رد بسرعة-ليه كده حرام عليكى؟
-نعم!
- أقصد ليه كده تعبتى نفسك
-متحكمش قبل ما تدوق
- ما انتى كل مرة تقولى كده
- إنت زهقت منى؟ يابنى لو متجوز عليا قولي
ضحك ودير وشه ومردش
يعنى هو عشان الأكل إتحرق خمستاشر عشرين مرة هيفتكرنى مبعرفش أطبخ ، مش عارفة الإنسان بيحبط أخوه الإنسان ليه ، أنا نهايتى هتبقى فى دار مسنين أو فى ملجأ أنا عارفة
-حلو الأكل؟
-كان ممكن تعملى مكرونة مثلا أو....
- مجاوبتنيش بردو ، حلو الأكل؟
-جميل تسلم إيدك
بصيت على الطبق قدامه ورفعت حواجبى- أومال مأكلتش ليه؟
- ماهو جميل لدرجة إنى شبعت من أول ما دوقته
- علفكره تقدر تقول مش حلو ، لإنى ك ميار اللى طابخة الأكل بقولك مش حلو
- بجد؟
-ايه هتقول مش حلو فعلا وتعترض على أكلى؟  عايز تفهمنى إنى مبعرفش أطبخ ؟
- انتى اللى قولتى
- أنا بقولك كده ويكأنى مش واثقة فى الأكل اللى بعمله ف إنت تقولى لا ده أنا مدوقتش زيه ابدا ده تحفه ، أقوم أنا مبرقة وضاحكة وأقولك بجد إفتكرته وحش ، ونفضل باصين لبعض وييجى هوا يطير شعرى
- إحنا نفتح بخيالك ده مشروع ، والله هنكسب دهب
-ما خلاص بقى !
- طيب
- ماما إتصلت الصبح وعيزانى أروحلها
-تحبى نروح دلوقتى؟
- تمام هلبس ونمشي
لأول مرة ماما تتصل بيا وتطلب منى إنى أروحلها النهاردة ضرورى ،أيا كان الموضوع اللى عايزانى فيه ف هو مش خير
- ايه العربية اللى تحت دى يا ماما؟ وبتنزلى العفش ليه؟
شاورتلى بإيدها على الأوضة - تعالى نتكلم جوه
دخلت وقفلت الباب ورايا
-في ايه ؟
قعدت على السرير وإتنهدت- إحنا بيعنا البيت ده وهنعزل
- تعزلوا تروحوا فين؟
- إشترينا بيت صغير كده عشان نمشى بيه حالنا ،المصاريف كترت والضغط بقى كبير من بعد ما أبوكى طلع على المعاش وتعب
إتكلمت بسرعة - أنا هقول لسيف يتصرف
زعقت -إياكى!، إحنا مش محتاجين ، إياكى تقوليلى إن أهلك محتاجين
- انتى ازاى تبيعى البيت من غير ما تقوليلى؟ جاية تقوليلى دلوقتى؟ مسيبتليش إختيار حتى أو وقت إنى أحاول أتصرف
- عشان مش عيزاكى تتصرفى
- تعالوا عيشوا معانا أو خدونى معاكم أو...
وقفت وقربت منى وحضنتنى - هتبقى بخير
-المكان ده قريب؟
-لأ
عيطت -ليه يا ماما؟ ليه عملتى فيا كده؟
-كده هنتأخر ، مفروض أمشي دلوقتى
-تمشي؟ إستنى أنا ملحقتش.....
- روحى سلمى على أبوكى تحت
-ماما!
-هتوحشينى
أخدت شنطتها وطلعت بره الشقة  ، نزلت على السلالم وهى بتلمس جدران البيت وبتعيط ..أنا عارفة إن البيت ده غالى على ماما جدا ، ماما كانت بتحكيلى إنها هى وبابا اللى بنوا جزء من البيت ده ، هزارنا وزكرياتنا كلها هنا ،وهتفضل مدفونة هنا.
- هما أهلك ...
- متسألنيش لإنى مش فاهمة حاجة
- لو حابة ننزل نتمشى تحت ....
- شوية وهبقى كويسة والله
-أنا قاعد بره
-ماشى
طلع وقفل الباب وراه ،مش متخيلة إن ماما تبعد عنى، أو إنى مشوفهاش كل يوم ونروح نجيب الأكل مع بعض ، أنا مبعرفش أعمل أى حاجة من غيرها ف مكنش ينفع إنها تبعد ،شهد لما سافرت  من ٧سنين قالتلى إننا هنشوف بعض تانى ومن ساعتها وأنا معرفش عنها حاجةومشوفتهاش تانى  ، خايفة إن المسافات تبعدنى عن ماما ومشوفهاش ، ومش عارفة بعيط دلوقتى عشان ماما ولا عشان بيتنا وزكرياتنا اللى إتدفنت هناك ولا عشان شهد،أنا بس بكره شعور إنى أبقى لوحدى
طلعت النوت  من الدرج وكتبت :
"لايهمُّ السبب الذي نبكي من أجله ،فقد كانت قلوبنا تمتلئ بالأحزان لدرجة أن أي شيءٍ يكفي ليكونَ سبباً"
ل /عبد الرحمن منيف
طلعت ل سيف بره ، كان قاعد على الكنبة وماسك التليفون
حطيت راسى على رجله وغمضت عينى
- انتى مش بخير صح؟
هزيت راسى ب أيوة ومتكلمتش ، لو إتكلمت هعيط ولو هزنى هعيط ، ولو.... أنا محتاجة أعيط فعلا
- ايه مزعلك؟
حسيت بدموعى بتقع على جناب وشى  وقت ما جيت أتكلم
-كل حاجة
-طب إحكيلى
- مش هعرف أوصفلك اللى جوايا
الكلام مش بيوصف الوجع ، فى كل مرة باجى أتكلم ..الكلام مش بيطلع زى اللى الكراكيب اللى جوايا أو زى اللى حاسه بيه فى الوقت ده  ، الكلام مبيبقاش ليه لازمه لما مبنعرفش نعبر بيه ، ف بالنسبالى العياط أفضل
- طب إتكلمى قولى أى حاجة
-أنا مش عارفة أتكلم بس بعرف أعيط
- عيطى لو ده هيريحك ، أقولك حاجة ؟
-سمعاك
-مفيش حاجة تستحق إنك توصفيها ب الهَم  أو إنك تعيطى عشانها ، انتى اللى بتدى المشكلة أكبر من حجمها، بتحسى إنك تايهه ف بتعجزى عن حلها ، وتفضل زى التقل فوق قلبك صح؟
فتحت عينى وعيطت أكتر -صح
- انتى متعرفيش ايه هيحصل بكره ! ممكن مشاكلك تتحل ، ممكن ربنا يفتحلك أبواب رزق من آخر مكان انتى تتوقعى إن يجيلك الرزق منه ، ممكن دعواتك كلها تستجاب بكره ، وممكن حياتك كلها تتغير ، الدنيا زى الكتاب ، هتقابلك صفحة تزعلك وصفحة تهدك وصفحة تعيطك ، بس لازم يكون فى صفحة تنور حياتك ، إمسكى فيها ولو فى سطر واحد حتى! تفائلى وإجعلى مصدر سعادتك هو انتى ، إفرحى النهاردة ومتشليش هم بكره ، لما بكره ده ييجى نبقى نشوف هيحصل فيه ايه !
- أنا محتاجاك جنبى ، الدنيا ضاقت أوى
مسحلى دموعى بإيده -أنا هنا متخافيش
-هو الحزن مبيبقاش عارف إنى مش أده عشان ييجى فجأة كده!
- أهو انتى تفضلى تعيطى تعيطى تعيطى ،وبعدين تعيطى تعيطي ، عارفة؟ وبعد كده تعيطي  ، ايه هتعملى عقلك من عقل  حزن صغير؟
إبتسمت - بتهزر بردو!
- غمضى عينك ونامى ، انتى محتاجة ترتاحى
-لا مش عايزة أنام
- نفس البؤ بتاع كل مرة وبتنامي بعد ٥ دقايق
- إنت هتعرفنى أكتر مني يعني؟
- طب أقولك على حاجة ؟
-حاجة زى ايه؟
-مواقف إبتدائي ،كنت مخزنها جوايا بس مش خسارة فيكي
- قول طب
حط إيده على شعري وإبتسم - شوفي يا ستي، لما كنت فى رابعة إبتدائي ، كنت بحب بنت اسمها...
إتعدلت وقعدت جنبه - بتحب بنت؟ هي دى اللى آخداك مني؟ إنت لسه فاكرها؟
- يلاهوي عليا وعلى سنيني السودا ، نسيب إحنا البلد وسفر أهلك وقصصى وأسراري وعصير الجوافة اللى جوه ونمسك فى البنت اللى من رابعة إبتدائي
ضحكت وحطيت راسي على رجله تاني- خلاص هسكت
- هتنطقي بحرف تاني هسيبك لليل بجراحه وناره
-سكتت أهو
- كنت بحب بنت اسمها مريم ، كانت شاطرة جدا وأنا كنت أمين الفصل ، بس كنت حاسس إني رئيس جمهورية ، ما علينا .. المهم حاولت ألفت نظر مريم بأى شكل ، وفعلا مريم جت وكلمتنى ، الفرحة عميتنى ومكنتش شايف إلا مريم وبدون أى تردد صرفت ال٢ جنيه تحويشة عمري عليها عشان أبان إنى روش وغني و حركات الأفلام دي ، وفى الآخر كانت بتكلمنى عشان تاخد مني كراسة الإنجليزي ، والله ما قاهرنى غير ال٢ جنيه دول وفضلت أتلككلها على أقل غلطة وأكتب اسمها على السبورة وأطلعها من نص الطابور ودوقتها أشد أنواع العذاب ......
مسمعتش بقية كلامه لإنى نمت، شكلي بيبقى أد النملة ف كل مرة بقول مش هنام وبنام بعدها ب ٥ دقايق ، لما صحيت مكنش جنبي ، بس سمعت صوت في المطبخ ف عرفت إنه هو
دخلت المطبخ ووقفت وراه - بتعمل ايه؟
خبط بالمعلقة على الحلة وبصلي - تعالي وشوفي الرجالة لما بتطبخ ..تعالي وإتعلمي
- مكرونة؟
- متبصيلهاش كده بس! هى لزقت في بعضها شوية بس مسيرها تفُك
- وايه الإسود اللى جنبها ده؟
- دى لحمة محمرة بس مرهقة شوية
شاورت بإيدى على الحلة التانية ورفعت حاجبي -وايه اللى هناك ده؟
-دى مفروض تبقى صلصة المكرونة ، بس هي مسكت فى الحلة وحالفة ما تسيبها ، بس يعني....
سندت بإيدي على الرخامة وضحكت - سيف!
سند المعلقة على الطبق ورفع حواجبه - تاكلي سلطة؟
- متدخلش المطبخ تاني ماشي؟
- أنا مشيت بالخطوات اللى موجودة فى الكتاب  مش عارف مالها؟
- أنا هعمل الأكل ال......
إتكلم بسرعة - إياكي
- هتاكل عند مراتك التانية صح؟ قول اه اه متتكسفش
-إعملي أكل بس مترجعيش تعيطي إتفقنا؟
هزيت راسي -إتفقنا
ال أعيط ال ، ده أنا هبهره ، هى ماما كانت بتعمل الأكل ازاى؟ أنا ايه اللى خلانى أتحمق أوى كده وأنا بتكلم ، مش كنت سكتت أفضل!
طلعتله بره كان بيقرأ فى  الكتب اللى عطيتهاله
-قرأتى الروايات اللى عطيتهوملى الأسبوع اللى فات؟
- لأ مش كلهم ، ليه ؟
- فى رواية بتقول إن البطل خرج أحشاء البطلة وشقها نصين وطلع القلب لعب بيه يويو ودهسها بالعربية ييجى مرتين تلاتة حاجة فى الرينج ده مش فاكر بصراحة
- ومعملش كبدها بالفلفل؟
إبتسم-لأ مذكرش الحتة دى
-اممم هايل كمل كمل
فتح الكتاب ويكأنه بيقرأ-   إعتذرَ لها عما بدر منه ثم قامت بإحتضانه وهمست له بجانب أذنه: أسامحك عزيزى
-عارف عزيزه دى تبقى مين؟
ضحك -عارف
- أنا غلطانة إنى عطيتك روايات ، إنت بتختار اللى  على مزاجك وتقرأه
سند النضارة على الكتاب وبصلي- مين اللى قالي إقرأ يا سيف ، القراءة غذاء العقل
-أنا
- ياسيف لازم نحافظ على أسرة بتحب القراءة
-أنا اللى قولت كده عارفة
- ومين اللى عطالى الروايات دى؟
-أنا
-ومين إختارها؟
-بردو أنا
-يبقى زعلانة ليه دلوقت؟
- حتى الزعل هتقفلي فيه؟ للدرجادي مش طايقلي كلمة؟
-........!
ضحكت- خلاص بهزر والله
- تيجي نروح لمامتك النهاردة؟
-إحلف؟
-اه والله
- موافقة ، ثوانى وهكون جاهزة
- ثوانى! يبقى هنقعد سنة
دخلت الأوضة  وفتحت الدولاب وناديت عليه
- سيف
دخل ووقف قدامي - وكمان بتقوليلي  سيف؟ فين الألقاب ؟
- إنت جوزي يابني فوق
- إبنك! انتى عيزانا نجرجر بعض عالمحاكم
- لأ إحنا كده هنقطع على بعض ، الخيال والنكد ده ملعبي أنا ، ف ياريت منتعداش حدود بعض
- شوفتي ! دقيقتين ومستحملتيش ، ما بالك أنا بقى في العذاب ده كل يوم؟
- ممكن ربنا يجعلهولك في ميزان حسناتك ،وبعدين إنت اللى قولتلي هتستحمل خيالي الواسع وتافهتي ونكدي حصل ولا محصلش؟
- إخلصي عايزة ايه؟
-أروح بالفستان الكشمير ولا البينك؟
بص على الفستانين وكشر - ايه ده! هما الإتنين مش لون واحد؟
- لأ طبعا ، ها هتختار ايه؟
شاور على الفستان الكشمير - إلبسى البينك ده حلو
-ده كشمير
- ايه هو ده
- بس أنا شايفة البينك أشيك
-اللى تشوفيه
- وأنا منادياك عشان تقولي اللى تشوفيه؟راعي إني بدخلك في إختياراتي وعملاك نمبر وان في حياتي يعني تسيب اللي فإيدك وتختارلي!
مسح بإيده على شعره ونفخ بصوت عالى- يبقى البينك أشيك
بصيت على الفستان التاني- ولا الكشمير؟
- اه الكشمير حلو
- يعني مش البينك؟
- أحلف مش رايحين خالص؟
- خلاص هلبس أى حاجة
برق ووشه إحمر - يعني بعد كل ده هتلبسي أى حاجة ،إنتوا مستحملين حياتكوا ازاى هه؟ راضية عن نفسك كده يعني؟
-طب كمان شوية تعالى عشان تختارلي طرحة
طلع طرحة بيضة من الدولاب - حلوة دى
- لأ مش لايقة
- والله ما هختار غيرها
- متهزرش يا سيف! أنا كنت بكره المدرسة عشان الطرحة البيضة ف أكيد مش هخرج بيها
- وأنا إخترتها خلاص
عطانى الطرحة وخرج بره الأوضة
فاكرني هلبسها يعني عشان إختارها؟ دى لو آخر طرحة فى العالم مش هلبسها خالص خالص
- بس حلوة أهى الطرحة عليكي
- إوعى تفتكر إنى لبستها غصب عني  هه، ف ياريت تطلع الفكرة دى من دماغك ، و بص قدامك وإنت سايق عشان مش مستغنية عن حياتي
- شبه ستي الله يرحمها ، حتى نفس الجملة  اللى قالتها قبل ما تموت
- بطل رخامة ، إنت لو متعمد تستفزني مش هتعمل كده
- انتي حلوة في كل حاجة
(  روحت لماما وقضيت معاها اليوم وروحنا على بيتنا بليل
قعدت عالكنبة وشغلت التليفزيون وناديت على سيف
-تعالى يا بيه ، تعالى شوف الرجالة لما تحب بجد
- قعد جنبي وحط إيده على وشه ب ملل - ده كارتون !
- وإفرض هه وإفرض كارتون ، مين اللي مألفه؟
- عايزة توصلي لإيه؟
- سيف إنت ليه مخونتنيش
- انتي اللي قولتي مبحبش الخيانة وهنسيب بعض لو لمحتك بتبص لغيري ، وإلا الشك وإلا الخيا....
-يعني أنا لو مقولتش كده كنت هتخوني؟ يعني إنت عندك قابلية للخيانة؟ اه ما انتوا قلبكم قلب رمانة يساع من الحبايب ألف
-بتطلعيلي بالنكد من حيث لا أدري
- إحنا حياتنا مش أكشن ليه؟ ايه المثالية الأوفر دي؟ هو إحنا مش هنتخانق بقى ؟ أنا زهقت !
- ولما بنتخانق بتعيطي وتقوليلي إني مُتحكم في كل حاجة في حياتك  وعايز كل حاجة تمشي زي ما أنا عايز و راجل مصطفلطوني ، ايه مصطفلطوني ده أصلا ؟
- ده نسبةً إلي الأخ مصطفى فى العصر الأفلاطوني ، عمره ما نكد على مراته عمره ، كان لما يتعصب منها يروح يغني في البراري هو وأخوه سامح وحماته طنط شكرية الله يمسيها بالخير ويرجع معاه بيتزا عشان يراضيها
رفع حواجبه وإبتسم -بيتزا في العصر الأفلاطوني؟
-يعني إنت سيبت مصطفي وسامح وطنط شكرية وناهد ومسكت في البيتزا؟ إنت مبتركزش ف كلامي ليه؟
- انتي عايزة ايه من الآخر عشان زهقت
- زهقت! عايز تطلقني يعني؟ كل ده عشان طلبت منك بيتزا؟ أما لو قولتلك هاتلي ورد معاها كنت هتجرجرني عالمحاكم؟ مكنوش شوية إهتمام طلبتهم منك!
- لو عندك كلام تاني قوليه كله مرة واحدة
- إنت مش مهتم ليه؟ إهتم بكل حاجة في حياتي زي ما أنا بهتم بيك
- أنا عايز أفهم بتفكري ازاى؟
- عايز تفهم بفكر ازاي وعايزة ايه؟ يعني إنت ك راجل عايز تفهم دماغنا ماشية ازاي؟  أنا شخصيا معرفش عايزة ايه !أنا ف حياتي مشوفتش إنسان بجح كده!
ضحك وغير الموضوع - عايز آكل كنافة
- يا زين ما إخترت
- أنا بقيت أخاف أقول إني جعان عشان عارف إن نفسي هتتسد بعد اللى هاكله
- بص إحنا نعزم أهلنا وأعمل أنا الأكل وأعملك كنافة
- ما بلاااش
-إسمع كلامي بس
- إفتكري إني قولتلك بلاش
- طب روح نام شكلك تعبان
- بجد أروح أنام؟ ومش هتيجي ورايا وتصحيني؟ يعني أنام أنام؟
- اه نام تصبح على خير يا حبيبي
ي قلبي! للدرجادي مش مخلياه يعرف ينام ! أد ايه هو مستحملني! أد ايه حسيت بتأنيب ضمير ، خليه ينام ويتهنى ويحلم أحلام سعيدة
دخل الأوضة ف وقفت و دخلت وراه
- قوم  قوم
- في ايه؟والله ما لحقت أفكر إني أنام حتى
- إنت رايح تنام وسايبني عطشانه؟
-طب ما تروحي تشربي عادي
-أهو الواحد منكم اليومين دول يسيب مراته تنام عطشانه عادي وممكن يسيبها جعانه وممكن ميخليهاش تنكد عليه ، يعني خلاص! مبقاش عندكم ضمير للدرجة!حتى النكد بتعترضوا عليه؟اللي فيه داء مبيغيرهوش ، كلكم مصطفى أبو حجر
- كل ده عشان أقولك مالك وتصدعيني للصبح ومعرفش أنام!هتستريحي كده يعني؟ طيب (قام وإتعدل وزعق)-مالك؟
- مفروض متتقالش ب زعيق عشان معيطلكش والله إنت حر!
ضغط على إيده جامد وإبتسم بنفاذ صبر - مالك؟
- مش عايزة أشغلك بهمومي ومشاكلي
ضحك وهز راسه- جدعة
- طب ايه رأيك إنى هنام فى الأوضة التانية
نام حط المخدة علي راسه - إبقي إقفلي الباب وراكي
-طيب أنا طالعة
- ماشي
قعدت على طرف السرير وبصيت عليه - أنا طالعة بقى ومتجيش ورايا وتفضل تصالحني عشان مش هتصالح
- لا مش هاجي ، أنا عايز أنام
- أصل مش كل مرة تيجي ورايا وأنا مبحبش الحركات دي علفكره
- ماشي وأنا مش جاى قولتلك
وقفت وقعدت عالأرض وبعدين وقفت تاني -أنا طالعة بقى متعيطش
شال المخدة وقعد- لا متقلقيش
رفعت حواجبي -أنا بقولك أنا طالعة ، أنا طاالعة..آخر نداء لطيارة الدوحة
- ماشي توصلي بالسلامة
هزيت كتافي وطلعت بره الأوضة وبعدين دخلت
-نسيت المخدة هاخدها
مسك المخدة ومدلي إيده بيها - نفترض إن الأوضة التانية مفهاش مخدة ، بس خديها مش خسارة فيكي
قربت منه وضيقت عيني- إوعى تفتكر إني جيت هنا عشان تقولي خليكي وتصالحنى والجو ده ، تؤ تؤ خالص ، أنا هنام بره أصلا حتى لو إتحايلت عليا
- خير ما عملتي
أخدت المخدة ومشيت بالبطئ ، هو مش هينادي عليا ولا ايه!
وصلت لباب الأوضة وبصيتله - إنت قولت حاجة؟
رفع حاجبه وهو بيضحك - لأ مقولتش
- راجع نفسك وإفتكر يمكن قولت!
- لأ والله متكلمتش
- أصل أنا سمعتك
-هتموتي وتقعدي هنا ، تعالي تعالي بدل ما تعيطي
إبتسمت وقعدت جنبه -انا جيت عشان إنت حلفت
-  بس أنا محلفتش
- إشعرفك أنت ، نام نام
بعد ٥دقايق إتكلمت
-سيف
إتكلم من تحت المخدة - أنا ايه اللى خلاني أقولك تعالي
-إنت كنت هتسيبني أنام بره فعلا؟
- انتى ليه محسساني إنى هسيبك تنامي بره البيت ، دى الأوضة اللى جنبي ، يعني مافيش بينها وبين الأوضة دي خطوة
شيلت المخدة من على راسه وحدفتها على الأرض - قول إنك مبقتش تحبني زى الأول
وشه أحمر وأخد المخدة وطلع بره ،الله ! هو زعل ولا ايه؟ أنا زودتها المرة دي باين ،أنا مفروض أتعلم من أخطائي ومفضلش أضايقه كل شوية كل شوية كده!ليه حق يزهق ،ما هو مينفعش الأسلوب ده بردو !
طلعت بره وقعدت جنبه - سيف هو إنت مبقتش تحبني؟

"رأيتك ضوء في نهاية نفق مظلم"