٨٦

944 61 5
                                    

- أنا طلبت أوبر وهروح عند بابا
- اه وصل تحت

رفعت راسي بفخر وابتسمت بتحدي ، شيلت الشنطة وعديت من جنبه بثقة ، الشنطة وقعت من إيدي وقت ما قال :
- ومشيته

رجعت خطوتين ووقفت قدامه وسألته بغباء :
- لحظة ! يعني ايه مشيته مش فاهمة ؟
رفع إيده وجاوب ببساطة : - يعني قولتله امشي .
- بلاش هزار !
- وأنا من امتى بهزر معاكِ؟
- فاكرني مش هعرف أمشي من هنا؟ أنا مش محبوسة ، ومش هقعد معاك دقيقة كمان سامعني ؟
- وانتِ بتطبقي الهدوم اللي في الشنطة وبترجعيها مكانها في الدولاب ، متلخبطيش هدومي اتفقنا؟
- انتَ سمعتني أنا قولت ايه؟ مش هقعد معاك هنا !
- هعمل شاي تشربي؟
- مش عايزة حاجة منك ، فاهم؟ أنا مش عايزة منك حاجة
ضم شفايفه بأسف:
- خسارة ، والله بعمل شاي حلو !
- أنا ماشية يا سيف ! وإياك تمنعني لإني همشي .
- اقفلي الباب وراكِ عشان الجو متلج من الشتا

وصلت عند باب الشقة ولفيت ببطئ ، رجعت تاني عند المطبخ وسألته :
- هي بتشتي ؟
هز راسه و حط الشاي في الكوباية : - جامد
- والجو سقعة ؟
- جامد أوي
- محدش في الشارع خالص؟
- لأ في .
اتنهدت ب راحة وهمست : - كويس .
بص لي وسند على الرخام وابتسم :
- قُطاع الطرق والحرامية وتجار الأعضاء ، يعني متقلقيش من حاجة الدنيا تمام .

سكتّ دقيقة وسألته بدون تفكير :
- طب ممكن توصلني ؟

ضحك جامد ورجع راسه ل ورا ، فسألته:
- بتضحك على ايه ؟
- تقصدي يعني إني آخدك بشنطة هدومك وأوصلك بنفسي عند بيت أبوكِ وأقوله أنا جايبلك بنتك في نص الليل ياعمي عشان هي ملهاش مزاج تقعد معانا ؟
- طب أنا هنزل لوحدي ، ايه رأيك بقى !
- انزلي يا ميار ، سبق وقولتلك انزلي أنا لا قافل الباب ولا منبه على الراجل تحت ميطلعكيش من غير ما يقولي زي كل مرة  .
- ده شئ كويس علفكرة ، شئ كويس اوي
- اه فعلًا
- دي حاجة حلوة أوي إني أخيرًا همشي .
- سمعتك المرة الأولى والله

هو مش هيمسك فيا تاني ولا ايه ، ايه الوقاحة دي ! أقوله ازاي أني خايفة أنزل دلوقتي بعد الزفة اللي عملتها من شوية دي ! طب أمسك فيا مرة كمان وأنا والله هسمع كلامك وهقعد .

اتحركت ببطئ وبصيت بطرف عيني :
- أنا همشي .

مسمعتش صوته بينادي عليا فرجعت خطوتين وسألته بسرعة :
- انتَ قولت حاجة؟

هز راسه ب لأ وضحك

طلعت برا المطبخ ووقفت جنب الشنطة ،طب أرجع أقوله هات مفتاح العربية وأنا مبعرفش أسوق؟ هو كان لازم أتحمق أوي كده ! ياه على أفكار الإنسان اللي بتخلي شكله أد النملة في الآخر !

يومًا ما سنلتقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن