- قولتله هشرب مانجا، قام مشوّح بإيده كده وقالي مفيش حد هيطلب حاجة هنا غيري.
رفع حواجبه بإندهاش:- أنا!
مامته بصتلي بصدمة وسألتني:- خرّجك ومشربكيش حاجة؟
- طلب لي فراولة وأنا مبحبهاش.الحقيقية إن أنا اللي طلبت وأنا اللي اخترت المكان ،لما شوفت الفراولة في المينو طلبتها علطول عشان عارفة إنه مبيحبهاش فمنتشاركش حاجة ويفتكر إني بحبه، مش هو عامل نفسه إنه راجل المستحيل قدام بابا عشان لما يمشي محدش يمسك عليه غلط؟ يستحمل بقى.
رفعت عيوني لفوق كمحاولة إني أستحضر أكبر قدر من الدموع قدام مامته وقولت بنبرة أنثى منكسرة:
- دي غلطتي إني مبتكلمش وساكتة؟مبشتكيش لأهلي؟ قولت مشاكلنا تفضل ما بيننا عشان العقد الشرعي اللي مابيننا، لكن مش هسمح إن الوضع ده يستمر.
- عداكِ العيب يا حبيبتي، والله ما تزعلي نفسك.
مسحت أنفي بالمنديل وهزيت راسي برفض:
- لا يا ماما لأ، أنا متمسكة بيه وهو مبيحاولش عشان يفرحني حتى، أكلمه يرد رد بارد، أسأله عن يومه وحياته يتجاهل سؤالي..ومع ذلك؟ بردو ما زلت معاه على أمل إنه يتغير.
كتف إيديه وابتسم بسخرية:
- مش معقول، ده انتِ مظلومة جدًا.
مامته رفعت راسها وزعقت:
- وكمان بتهزر! لو في حاجة أنا مبحبهاش في الدنيا فـ هي إنك تيجي عالأضعف منك.
- مين دي اللي ضعيفة؟ دي تبلعني أنا وانتِ دلوقت لو عاوزة.ضميت شفايفي وضيقت عيني بـ شر، رسمت تعابير المرأة المسكينة على وشي تاني بسرعة أول ما مامته بصت لي:
- قومي اغسلي وشك يا ميار، وتعالي نتكلم عشان خاطري.
- يا ماما........
مسكت إيدي وطبطبت عليها بإيدها التانية:
- عشان خاطري.بقى السـُكر دي تبقى أم ده؟ببقى هاين عليا آخدها في شنطتي وأنا ماشية بعد كل فيلم درامي باجي أعمله هنا.
قومت ببطئ من على الكنبة ومشيت من وراها، وقفت على بُعد منها، تحديدًا ورا ستارة الطُرقة الصغيرة بتاعت بيتهم، بصيت لسيف بتعابير باردة فجأة، رفعت إيدي ومسحت دموعي، رفعت حاجبي بإنتصار ورسمت اِبتسامة شريرة على وشي وأنا سامعة مامته بتوبخّه بصوت واطي عشان مسمعش،
هز راسه بحركة خفيفة كإنه بيقول "هردهالك".
هزيت كتفي بلا مبالاة ودخلت أغسل وشي، لو في حاجة مساعداني إني أبقى دراما كوين فـ هي حنية مامته، أحيانًا بتصعب عليا، مببقاش قاصدة أدخلها في اللعبة بتاعتنا بس بما إنه اشتكي لبابا إنه بيحبني ومتمسك بيا وأنا هملاه فأجبرني أشتكي لمامته إنه قاسي وأنا بحبه وهو متجاهلني وأنا وهو مبنطيقش بعض أساسًا.
للأمانة بطيقه شوية صغيرين، صغيرين خالص.كنت ماشية جنبه وأنا كاتمة ضحكتي عشان ميقتلنيش في الطريق، مامته أجبرته يوصلني، هو كان هيوصلني من نفسه بس الإجبار ليه طعم تاني كده.
- دي آخر مرة تيجي فيها البيت في الوقت ده فاهمة؟
- نبرة أمر دي؟
- مبهزرش! أبوكِ يعرف إنك هنا أساسًا؟
- قولتله إن مامتك عايزاني في موضوع مهم خالص.
- متكرريهاش تاني، وقت ما تحبي تيجي قوليلي وهجيبك.
بصيتله بطرف عيني بسخرية وسألته بإبتسامة سخيفة:
- هتجيبني عشان أشتكيك لمامتك؟ يا آخي والله هتخليني أغير وجهة نظري فيك!
- حاجة واحدة هي اللي مخلياني سايبك تعملي الكلام ده قدام أمي.

أنت تقرأ
يومًا ما سنلتقى
القصة القصيرةقصص قصيرة متنوعة بالعامية المصرية ،بها مزيج من الخيال والواقع والحزن والسعادة ، ربما ستتضارب مشاعرك و أنت تقرأ ، ولكن فى النهاية ستعرف السعادة طريقها لقلبك ..