بارت46.

943 29 0
                                    

«بارت 46» 

                               »•«

"‏وأنا من غيرتي حتى الهوى لا تعداك
‏ أقول وش تبي يا هوى في حلالي"

«في غرفة سلطانة»
سُهيل تمدد جنبها بحنان: وش فيتس..؟
سلطانة بألم و العبرة خانقتها: مافيني شي..!
سُهيل لفها له بحزم: كيف ما فيتس شي، و صوتتس مخنوق علامتس يا بنت..؟!!
سلطانة ردَّت بعصبية: من قال لك أني بنت..؟
سُهيل ناظرها باستغراب..!
سلطانة بنفس الغضب: ودي أعرف أنت ليييه تزوجتني لييه، عشان تعذبني...؟
سُهيل قرب منها يهديها..
سلطانة بعدت منه بقوة و وقفت من على السرير: عطيني سبب يخليك تتزوجني، لا جمال ولا أُنوثة و لا بعد داخلة عسكرية رجال و متنكرة على هيئة رجّال، وفوق كللل هذا تزوجتني..!!؟
سُهيل يناظرها بهدوء ينتظرها تخلص..
سلطانة بدموع: وكل يوم تقول لي كلام حلو و كلام حب و غزل، أنت وش شايفني..؟
بكت بحرقة وهو ساكت: لييه ليه مو حرام عليك تعلقني فيك، أدري أنت ما تحبني، وليه تحبني أصلاً  ما أنا بعت عرضي
و السالفة فيها قبايل ودم و....!!!!!!
قرب منها بسرعة كبيرة و قبلها بعمق..
سكتت للحظات و دموعها تجري على خدها، بعدت عنه بقوة ومسحت فمها بألم و صرخت عليه
: أبعد عني لااا تقرب، أنت كل ما تكلمت جيت قليت أدبك، يا أخي أنا أتكلم جد أنا اسأل ليه أبي جواب..!!!
سُهيل شدها ناحيته و هو لازال على السرير يجلس على ركبتيه..
سلطانة سقطت على السرير بسبب دفة سُيهل لها..
شافته يمسكها ويساعدها تقعد
صرخت فيه: سُيهل لااا تجنني..!!
سُهيل ابتسم و خلاها تقعد جنبه: طيب هدي..
سلطانة قعدت وهي تبكي..
سُهيل قرب منها ومسح دموعها
؛ مسك وجهها و رفعه له: تبين أجوبة..؟
سلطانة تناظره بدموع: أي..!
سُهيل ناظرها بتعمق: مستعدة يعني..؟
سلطانة زادت بكاء كـ الطفلة و قالت بعصبية: قلت أيه...!
سُهيل ضحك في نفسه على شكلها و لكنه لم يظهر لها حتى ابتسامة وقال بجدية: أخاف ما تتحملي..
سلطانة تنفست بعمق وهي متوقعة ابشع التوقعات: قول..!
سُهيل خلاها تتمدد على رجليه و صار يمسح على شعرها ويلعب به : زين، كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك طفل في العاشرة من عمره، يركض في حديقة بيتهم و يلعب، جاته فتاة ترتدي فستان أخضر، ذلك الطفل عندما أقبلت عليه الطفلة التي لاا تتجاوز السابعة من عمرها  ذُهل ممّا يراه، فقد رأى ذلك الطفل فتاة لم يرى بجمالها قط، تقدمت منه الفتاة بعصبية و قالت: ورع وش فيك تناظرني كذا، والله اعلّم أخوي عنك..!
كانت تلك الطفلة البريئة ذات الأسنان المتكسرة تنظر لذاك الطفل بشراسة و قوة قلب..
فقال الطفل: ما ناظرتس، أناظر الي وراتس..!
وكانت هناك فتاة أخرى خلفها أجمل منها، لكن بعينه لم تكن جميلة.
فقالت بشراسة: وليه تناظرها أختي مو عيب عليك..؟
ناظرها الطفل ذو العشرة أعوام بتمعن وقال : و ما هو بعيب عليتس تكلميني..؟
خجلت الفتاة لكنها لم تسكت: أقول انقلع، ترا اجيب لك أخوي يطقك..
سكت الطفل بابتسامة و ذهب يجلس بعيداً عن الأنظار و قريب منها يتأملها وهي تلعب في الحديقة، و جلس لساعات طويلة يراقبها كيف تلعب و تضرب الأطفال عندما يؤذون اختها الصغيرة التي  تبلغ خمس سنوات، لكنها أجمل منها و أهدأ..
لكن الطفل لم تعجبه تلك الطفلة الهادئة ذات الفستان الوردي، بل ظل عقله متعلق بتلك التي ترتدي الفستان الأخضر..
رحل الأطفال من منزلهم و رحلت تلك الفتاة و ظل الطفل يحدث أمه عنها ويقول لها ماذا جرى وماذا فعلت تلك الفتاة و قال لها أنهُ تمنى لو أنها لعبت معه وظل يفكر فيها ويذكرها دائماً لأمه..
وفي أحد الجلسات انتشر اعجابه بها بين نساء العائلة و رجالهم بسبب أمه التي تضحك عليه..
وفي أحد المجالس كان يجلس و هتف أحدهم ممازحاً ذلك الطفل الذي بلغ الثالثة عشر من عمره.
وقال: ي فلااان تذكر ذيك البنت، الي قلت بتتزوجها..
استحى ذلك الشاب و سكت..
هتف الرجال في المجلس بضحك وسخرية عليه..
لكنة قال و أسكت الجميع: أي أذكرها و عادني على الوعد..
مضت السنين وكبرت الفتاة و كبر الولد وفي أحد المجالس وفي زيارة عائلية لأحد المسنين الذي يودعون الحياة كان ذلك الشاب يجلس ففتح موضوع الفتاة بين جده و جد الفتاة..
فقال جده: ما شاء الله، هالحين كم صار عمرها أذكرها كانت تقعد عندك يوم يجونك ضيوف..
جدها بابتسامة مرهقة وهو مفارق لـ الحياة
و على فراش الموت: صارت مرة، هالحين عمرها 15 سنة..
جده: ما شاءالله شوية وتصير عروس..
تكلم ذلك الشاب بعد أن احترق جوفه من كلمة جده: و أنا اقول يا جدي وراك ما تخطبها لي وتصير عروسي، منها نقوي النسب و العلاقة، و تبشر بالي يسرها..
كل من في المجلس ذهل من هذا الشاب و كلامه..ولكن جده ضحك وقال: والله أنك كفوو، أجل جيناك خطاب و نبي بنتكم لولدنا..
جدها بابتسامة: جاكم ما طلبتوا والله ما ترجعون خايبين، بس بشرط الزواج ليا صار عمرها 22 سنة.. 
المجلس والرِّجال الموجودين ذهلوا ممّا يحصل لكنهم قاموا يباركوا لذلك الشاب و من بينهم الذين سخروا منه حتى أصبح متيم وعشيق لها..
تمت الخطبة بدون علم الفتاة، لأنه و بأيام قليلة مات جدها و أصبح الحزن مخيماً على قلب الفتاة و لم يتجرأ أحد بأن يخبرها..
و قضى ذلك الشاب يعد الأيام و الأسابيع و الشهور و السنين، منتظراً أن يرى عشيقته و حبيبة طفولته وشبابه..

؛ وفي يوم ما جمعهم الله في سيارة واحدة و مستشفى واحد..
في ذلك اليوم الجميل و التعيس في آن واحد..
دخلت المستشفى و لم يكن هناك متبرع بالدم ولم يكن هناك بنفس فصيلة دمها..
ذهب ذلك الشاب و فحص دمه و أتضح أنه نفس زمرة الدم فسحب من دمه لها..
خرجت من المستشفى "حليلة له" و خرجت و "دمه يمشي بعروقهاا"
.
و بعد ذلك شاء الله ان يضعهما في مكان واحد، بعد تخطيط و دراسة كبيرة للموضوع، و بعدها أصبح الصديق الصدوق لها، و أصبحت له سلطانة لقلبه، و حب حياته الذي لم يضع عبثاً.
؛ فقط علم أنها الأختبار الصحيح في حياته، و شريكة رائعة لبقية عمره..

؛ وبعدها خرجت من المعسكر
بسبب غيرته عليها وجنونه، لأنه حرض عمها على أن يخرجها من المعسكر، فهو لم يعد يحتمل أكثر من الغيرة عليها..
؛ بالفعل خرجت.
وعمل ذلك الرجل و عدَّ الليالي و الساعات لبلوغها الـ 22 سنة كما أوصى جدها..
و عندما حان الوقت المناسب جاء ليلتقي بمعشوقته تحت سقف واحد..
أحبها كما لم يحب أحد قط و عشقها حتى الجنون و أصبحت كل ما يملك، ليس بجمالها الخارجي الذي يبدوا خلاباً للجميع، بل بجمالها الداخلي الذي يفتن قلبه المغرم...

يتبع..(؛ ♡

حرب القبائل ينتهي بالثأر.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن