بارت 64.

840 23 1
                                    

«بارت 64..»

‏-

مو غريب إنه تمادى في غيابه،
‏الغريب إني لـ هاللحظة: أحبه !

كانت تجلس على الكنبة و تنظر
من نافذة غرفتها و تتأمل السماء
و النجوم..
فهي من أحب الناس لـ النجوم، لا تبالي بالقمر على كثر ما تحب
النجوم تشعر أنهم مثلها وحيدين
و نورهم يحتويهم، تُميز النجوم على القمر وإن كان بدراً تحب النور الخافت و التواضع التي تملكه النجوم، لربما هذا غريباً إلا أنه بالنسبة لها رائعاً و جميل..

استغفرت الله على الأفكار التي داهمتها قبل مكالمة سُهيل..
كانت تفكر بإنزال و إجهاض الجنين
لأنها لم تتقبل فكرة حملها..
عندما تكلمت مع سُهيل توضح لها
كم أن الأمومة و الشعور بالمسؤولية جميل جداً
بمجرد فرحة سُهيل علمت أن هذا الشيء نعمة و شيء مبهج.
حمدت الله على هذه النعمة و استغفرت الله على ما بدر منها من اعتراض على حكمه و مشيئته..

صبت لها كأس من الشاي الأحمر.
فالشاي هو مسكنٍ للألم بالنسبة لها و دواء لروحها..

تحسست بطنها بابتسامة وهي
في أتم الرضا بقدر الله و مشيئته..

تمر الأيام و الأسابيع و الشهور..

و لـلـ غابون قلوب تحن..
و لـلـ عاشقون قلوب تأن..

صقر جمع كل قبيلته و راح لأهل
غسق و دره هو و شيوخ القبيلة.!

كاد أن يحترق من الغيظ لـماذا
ترده و العرب و هم عند باب بيتها..!

لكن غسق خاطرها طاب لا تريد
الرجوع له و لا لـ سيطرته..
و ما استباح  شيء استباح كل شيء..  
ففي البداية استحل حدود الله
و في النهاية استحل ضربها بسبب
تافه و إن كان صعيب، فلا يجب
على الرجل رفع يده على مرأة مهما
كانت و مهما فعلت من السخافات.
هذا كان حوار  غسق طول فترة مكوثها عند أهلها.. و مصرة على
عدم الرجوع و إن كان بينهم طفل. وقد اصبحت بالشهر السادس بالحمل..

سُهيل تولـى مهمة خارج حدود
الشمال طوال الأشهر الـماضية
ولم يستطع أن يزور أهله و "سلطانة"

سلطانة أكملت شهرها الثالث
وهي تكاد تجن من الحمل و الوحام..
هُتون طبعاً تمت الخبطة الرسمية
و العرس بعد شهر..
سالم و عبير متحملين بعض عشان صحة ليان الي بدأت تتحسن
و العلاج بدأ يجيب فايدة مع الرقية الشرعية..

محمد لم تتصل أم علي للآن ولكنه
متأمل أنها ستتصل بعد أن دله عليها أحد اصدقائه..

غسان رجع لـ الديرة قبل شهرين..

منى ما عادت تتكلم مع صقر و مستحقرته و زادت علاقتها مع غسق بسبب شعور الشفقة و الخزي من فعل أخوها..طبعاً غسق
استقبلتها بصدر رحب، ولكانها تطالب بالطلاق من أخوها الي مو راضي يطلقها..

كانت تنشر غسيل الملابس في
الحوش و على رقبتها شيلة احتياط لو جا غسان و لا شي..

دخل عجاف دون أن ينتبه لها..
و صدم فيها بقوة..
عجاف مد يده لرأسه الي دق ببطنها
: أفا ي ذا العلم..!
تألمت قليلاً من ارتطامه ببطنها
لكنها أول ما شافته ابتسمت: عجاف..
عجاف رفع نظره لها و ما قدر يبعد عيونه..
سلطانة ابتسمت له ببراءة: هلا و الله كيف حالك..؟
عجاف يناظرها: بخير جعلتس بخير..
ابتسمت بتعجب: وش فيك تتاظرني تسذا..؟
عجاف صد عنها بخجل: أبد السموحة..
ابتسمت له: تبي خالتي صيتة..؟
عجاف و هو صاد: أيي لو معليك
أمر، رحت لها المشب ما لقيتها...؟
سلطانة بضحك: بقول لك بس عادي نقعد ونسولف مع بعض..؟عجاف بخجل طفولي: أيه عادي..
سلطانة ابتسمت ودلته على مكان
صيتة الي كانت خلف البيت تسقي
النباتات..
بعد دقايق جا وقعد عندها..
سلطانة: أيي علمني عنك..؟
عجاف يناظرها شوي ثم يصد..
: كيف يعني..؟
سلطانة: يعني تكلم عن نفسك مثلاً أنا اسمي سلطانة حرمة سُهيل ههههه تعرفه..؟
عجاف ابتسم بضحك: سُهيل
أخوي ركيف ما أعرفه..، ع العموم
أنا عجاف بن صالح قريب سُهيل من نفس القبيلة، صيتة أبوي و هي عيال العم.. عشان كذا أنا دايم أجي لها.
سلطانة بضحك: كل الأجوبة الي قلتها كانت براسي..
عجاف ابتسم عل ضحتها. 
سلطانة: زين كم عمرك..؟
عجاف بابتسامة: تبين الحقيقة ولا بنت عمها..؟
ضحكت سلطانة: الحيت تأكدت
أنك ولد عم سُهيل و من نفس
القبيلة، هههه أبي الحقيقة..
عجاف بضحك: أنا طال عمرك توي
داخل العشر سنوات بس إذا تبين
بنت عمها أنا عمري عشرين..
ابتسمت على خفة دمه: زين ي حلو ليه تبي يصير عمرك عشرين..؟
عجاف ناظرها بنص عين: ثمني
كلامتس، و بعدي ذي السوالف..!
سلطانة ماتت ضحك عليه وعلى وجهه الغاضب..
عجاف صد بزعل. 
سلطانة: هههههه خلاص منت بحلو
أنت رجال، بس جاوب على سؤالي..؟
عجاف: أي أعدلي ميلة الرأس، ليه
لأن العمر عمره ما كان بالرقم و عمر
ما كانت الرجاحة و الرجولة لها رقم..
سلطانة ذهلت من كلامه: صح لسانك..
عجاف: صح بدنتس..
وصار يسرق النظر لها من وهلة لأخرى.

حرب القبائل ينتهي بالثأر.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن