بارت1

6.1K 95 8
                                    

بسم الله بدايةً وختاماً

بــ1ـارت

ــــــــــ "كـــــــــت" ـــــــــ

تنزل من أعلى الدرج بخفه لتمر من جانب
اختها الرقيقه والناعمه وتتحدث بصوتها
الغليظ: السلام عليكم
قفزت من مكانها بهلع من الصوت الذي
أرعبها وأخرجها من سرحانها وبصوت
ناعم ورقيق لا يشبه صوت اختها بدرجة
: وعليكم السلام سلطانة خوفتيني.
سلطانة تمر من جانبها بهدوئها المعتاد
وبصوتها الغليظ: انتِ دلوعة زيادة

ــــــــــ كـــــــــت ــــــــــ

يرن هاتفها المحمول بتكرار  مزعج لترد
غاضبة بصوتها الغليظ المعتاد: خــير؟!!
ليفزع الطرف الآخر ويتوتر:
آسف اخوي غلطت بـرقم.
سلطانه تمزقت للمرة الألف ولكنها اكملت كلامها : خلاص حصل خير

ــــــــــ كـــــــــت ـــــــــــــ

ذهبت لغرفة والدتها تبحث عن الحنان

وعن الحضن الدافئ، طرقت الباب،
نطقت أمها برغم من كبر سنها بنعومة أنثى: من عند الباب؟
سلطانة بصوت عالي: أنا يمة

أمها بـ تلقائية: ادخل يـا سلطان

سلطانة تكاد تتمزق من الألم الذي يجول
في صدرها لكنها تحاملت على نفسها
دخلت مبتسمة: هذي أنا يمة
الام وهي تضع يدها على قلبها علامة للخوف: بسم الله احسبك سلطان

سلطانة بسخرية من نفسها: مايفرق يمة
كلنا واحد

الأم عادت بعدم مبالاة للكتاب الذي بيدها
وهتفت: خير سلطانة وش فيتس ذا الحزه؟!!
سلطانة لم تستطع التحكم في نفسها
وانهارت باكية تحت قدمي أمها لاتسطيع التحمل اكثر من هذا فهي وصلت منتهاها.
ويجب ان تفضفض وتخرج مافي قلبها لانها توشك على ان تنفجر....
ظلت تنتحب لساعة من الزمن ولم تحس
بيدي أمها على رأسها كما ترى في الافلام والمسلسلات التي ترى اختها "أميرة " تتابعها..
رفعت رأسها لتنظر ما بال والدتها لاتحنو عليها وتخفف عنها قليلاً من الألم
نظرت لها وهي على حالها
-قبل ان تأتي لها وتنفجر بالبكاء كطفلة صغيرة تريد لعبة اعجبتها-
تتغلف بالبرد وهي تواصل قراءة الكتاب الذي بين يديها وهي ترتدي نظارتها الطبيه للقراءة.
سلطانة احست كأنها قد سطرت كف على خدها بقوه العالم. لماذا؟ لماذا؟ تعاملني بهاذا الشكل؟؟
همت بالنهوض وهي تمسح مابقي من دمع العين الذي كان لايجب عليه الخروج طوال الحياة وامام أناس لاتشعر.. متبلدة المشاعر!!!
نظرت لها والدتها بنظرة باردة ووضعت
مابيدها وخلعت نظارتها الطبية وهتفت
بحزم: سلطانه كم عمرك؟
سلطانه ببرود مصطنع: 20!!!

بـــــــــــــــارت 2

امها بنفس البرودة:  اجل منتي صغيرة توسخين ملابسي بدموعك الفاضية صح

صعقت من البرود الغير طبيعي من امها التي من المفترض ان تكون نبع الحنان
لم تخفي دهشتها وذهولها:
اجل دموعي فاضية ومالها داعي.
الام بنفس البرودة وهي تمسح ثوبها
بمنديل مكان دموع سلطانة:  ايه وبعدين ليه تبكين؟
ضحكت بألم وسخرية لاذعة لنفسها وروحها الممزقة: والله ابداً طال عمرك
كان عندي الخزان مليان حبيت افضيه
قلت اجي لنبع الحنان بس اعتقد غلطت بالعنوان ماعليك امسحيها بوجهي.

همت للخروج لاكن صوت والدتها منعها
وهي تقول بنفس نبرة البرود الدائمة
:  ادري ليش جيتي وادري ليش تبكين
تبين مثل كل مرة تشتكين لي من صوتك
ومضايقة الناس لك بس الحل ماهو عندي يابنت بطني ولازم تعرفين هالشي
وبعدين لاتفكرين انه عاجبني وضعك ماتدرين قد ايش احرجتيني بصوتك قدام صديقاتي ولا الخطاب الي ماطقو الباب
وجامعتك الي ماخلصتيها مو بس انتِ متضايقة الكل بذا البيت متضايق

قالت بسخرية وهي تمنع الدموع ان تنزل من عينيها:  جيت ابيك عون تصيرين فرعون انتِ والزمن علي يمة

ــــــــ كـــــــــت ــــــــــ
يتكلم على هاتفه المحمول وفاتح "سبيكر"
سلطان بضحك: ياخي فكنا من شرك اقولك مابي اطلع مالي خلق.

تنزل الدرج بهدوء كالعادة وبصوتها الرجولي الغليظ الذي يحمل بحة ساحرة: سلطان ابي العب معك "بليستيشن"
نظر لها نظرة غاضبة وسمع من صديقه المقرب الرد من جهازه المحمول ممازحاً: سلطان يا الكذاب مع من طلعت ونت تقول بالبيت ولا عندك اخوان وانا مدري اعترف هههه.

جرحت من الاقارب قبل الاجانب عنها ويزداد عدد الجروح بقلبها المثقل وجعاً
خرجت بصمت من الصالة للحديقة الخلفية ليلحق بها بعد ان انهى مكالمته
وهو غاضب
: كــــــــم مــــره قلت لك لا شفتيني اكلم لاتفتحي فمك الحين يحسبني اكذب عليه
مايعرف اني معي اخت على هيئة رجال
وكم  تسببت هذه الكلمات بنزيف لجروحها التي لا تلتئم كم تألمت من كلامه
هو الوحيد الذي يساندها هو العزوة هو السند الذي كانت تتكىء عليه حين تحس بخذلان الجميع لها، حتى والدتها هل مازل هناك شعور!!!!!  أو مشاعر!!!!!
لقد تبلدت تبلدت مشاعرها واحاسيسها كأنثى

حرب القبائل ينتهي بالثأر.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن