بارت 80.

729 19 0
                                    

«بارت 80.. ♖»

عند غسق ناظرت يمين و يسار بخوف و فتحت الباب لـ صقر.
صقر دخل بسرعة: وينتس سنة عشان تفتحين..!
غسق صدت عنه: قول إلي عندك و روح قبل أحد يجي..
صقر ناظر الي شايلاه و أخذه منها
وصار يبوسه و يناظره وعيونه باين عليها الفرح..

غسق ناظرته بشفقة..

صقر بلهفة: ي روح أبوك، أنتَ يا ذياب ولد الصقر لبى عينك.
غسق ناظرته بغيرة: أقول هات ولدي وبلا كثرة حكي، كلام ما قلته لي طول زواجنا تجي تقوله لولدك بثاني لقاء بينكم..!
صقر ناظرها و ابتسم: تغارين من ولدس..؟
غسق أخذت ولدها بزعل: هاته، يلا قول وش عندك ي الشجاع؟
صقر تكتف: كذا بدون ما أدخل، بدون حياك تفضل ع القهوة؟
غسق أحرجها بكلامه لأن مو من طبعها ما ترحب بالضيف: حياك، لو ما كنت ضيف ما بدخلك!
صقر ناظرها وضحك بانتصار.
دخل المجلس وهي خلفه.
تركت الولد عنده وراحت تسوي القهوة.
و هو صار يلاعبه ويضحكه ويبوسه ويشم ريحتها فيه.
رجعت بعد دقايق و بيدها القهوة و صحن التمر، تركتهم و قعدت بعيد عنهم، صارت تناظره كيف فرحان فيه و يضحك و الولد نعسان يبي ينام وهو مو مخليه يبوسه و يشيله ويرجع يحطه.
ناظرها وهي تتأملهم: تبين تحرميني من ولدي ي غسق بسبب ندمت عليه عدد شعر راسي؟ هذا العدل عندك؟
غسق كانت بتتكلم بس وقفها: خلني أكمل كلامي، أنتِ وش بتستفيدين الولد عندك لين يصير عمره 7 سنوات و باخذه، أن معاد هو بحضانتك من بعدها، ما أفهم بالقانون بس فترة معينة تحت رعايتك و بعدها أنا يحق لي آخذه أنا مابي ولدي يتشتت ي غسق بسبب تافه، أنا أعتذرت منك وقلت لتس أني أبيك ي بنت الحلال..!
مو حرام الي تسوينه ما تدرين أنا كم أعاني! صار فيني أرق ما أقدر أنام الليل! و مو عارف وين الله حاطني من بعدك! وقلت لك أنتِ وش تبين أنا حاضر تبين مهر جديد تم أبشري، تبي رضاوة تم، تبين بيت تم إلي تبين بعطيك بس أنتِ لا تحرميني من ولدي و لا تحرمين ولدي مني ولا تحرميني منك.!
ترا الي تسوينه ظلم أنا اعتذرت!
أنتِ خلي كبريائك ع جنب و كل شي بيكون تمام.

في المستشفى.

صيتة بخوف: كيفك الحين يبه.؟
الجد يكح و يتنفس بصعوبة: الحمدلله.
صيتة مسكت يده وصارت تبوسها:
الله يقومك لنا بالصحة والسلامة.
الجد ناظرها و مسك يدها الي فوق يده: معاد للعمر بقية ي بنتي أنا خلاص مودع.. وتنفس بصعوبة..
صيتة بخوف: يبه لا تقول ذا الكلام إن شاء الله تطلع من المستشفى على رجولك..!
الجد غمض عيونه بتعب: عطيني ماء ي صيتة..
صيتة عطته الماء و قعد يشرب..

شوي طق الباب غسان و سُهيل دخلوا..
سُهيل باس راس جده و قعد بطرف السرير عند رجيله: هاه ي الغالي/كيف حالك عسى ما به خلاف..؟
الجد ناظره بتعب و ابتسم: الحمدلله ي ولدي الي شفتكم قبل أموت، كان نفسي أشوف البنات وعيالهم و عيالك بس الحمدلله شكلو مالي نصيب..
سُهيل: جدي بسم الله عليك لا تقول ذا الكلام أنت إن شاء الله بتطلع ولو تبي تتزوج زوجناك.
الجد ضحك بتعب و الموت بعيونه:
غسان لا أوصيك على خواتك أم سُهيل و أم حاتم حطهم بعيونك لا تخليهم من بعد الله و بعدي انتبه إلا خواتك ي غسان..
غسان بكى بضعف و غطى وجهه بالشماغ عشان لا يشوفون دموعه.
الجد ناظر سُهيل: سُهيل انتبه على أمك و خواتك و خالتك و حرمتك و ولدك انتبه عليهم و خلك مثل ما عهدتك..
وكح بقوة.. و صوت الجهاز صار ينذر على ضعف النبض..
صرخت صيتة بخوف و سُهيل و غسان فزّوا و راحوا يشوفونه بس شافوه يكح و يكح بقوة ركضوا لخارج الغرفة عشان يستدعوا الدكتور المسؤول عنه..
صيتة تناظره و ماسكة يده و تدعي.
الجد ناظر صيتة بتعب والموت أوشك على مداهمته: صيـ ـتة يأبوك بوصيك وصيتي الأخيرة.
صيتة بدموع: قول يبه، الله يقومك سالم غانم، قول جعلني فداك..
الجد: غزل ي صيتة غزل غزل زوجيها عنتر ولد عمار..!
صيتة بصدمة: يبه جعلك سالم وش عنتر الحين، وش طرا عليك يبه رجيتك البنت بيضيع مستقبلها عند واحد أجنبي عنها غريب يبه...!
الجد و سكرات الموت تغتمره: وصيتي لك يا صيتة، ذنب البنت برقبتك إذا ما تزوجته.
صيتة ببكاء: الله يهديك يبه، أبشر
ما يصير خاطرك إلا طيب، أنت استريح الحين.

تركت يده بعد ما حست أنه غفى..!

فارق الحياة بعد عمر طويل و تجارب كثيرة و حكمة بالغة و تربية صالحة.

جا سُهيل يركض و معه الدكتور.
بس انصدم بأمه قاعدة ع الأرض
و تبكي و تنتحب..
سُهيل ركض لجده إلي باين أنه فارق
الحياة و توفاه الله برحمته.
مسك الغطاء و غطى وجهه بهدوء: الله يرحمك و يغمد روحك الجنة.
كافح دمعته اليتيمة لا تنزل بس خانت
ه و نزلت بصمت مسحها بقوة.
نزل لـأمه الي تبكي بالأرض: قومي يمه وادعي له بالرحمة، البكاء ما يفيد و أنتِ
خير العارفين ي يمه.
صيتة تبكي و تنتحب: الله يرحمك
يبه يا رب ثبته عند السؤال وارحمه.
جا غسان و عرف أن الله أخذ أمانته،
انهار من البكاء مهو مصدق ما توقع!
بس تصبر و صار يبكي بصمت..

يتبع:(

حرب القبائل ينتهي بالثأر.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن