29/07/2017

270 30 53
                                    

طالما ننظر إلى ملامح الليل المظلمة لابد أن نؤمن بالنهار, لأن طالما العتمة حولنا واقع ثابت فإن النور الذي سبقها و الذي سيلحقها واقع علمي لابد منه في عالم مبني على أسس من ثنائيات متناقضة...

لا تحزن يا صديقي, أنت فقط تحتاج إلى جهد صغير كي تجعل الشمس تشرق حولك ثانية, لا شيء يحدث بلا سعي, حتى الأرض تسعى دائرة حول نفسها كل يوم كي تنتعش كل حوافها بسحر النور البديع.

دع عنك تلك الأسمال البالية و امسح دموعك النازفات كي لا تجعل الأورام حول عينيك وجهك قبيحا حين يضاء, دع عنك اللحاف البائس كالكفن و الحبر الأسود كأيام اليتامى و العاهرات, دع الأوراق الصفراء عذراء هذه الليلة و احمل جسدك المنهك خارج العلبة التي تحبسه فيها...

افتح النوافذ المطبقة و الأبواب ثم قف على حافة الجنون عاريا لامباليا و افتح ذراعيك الخاملة وسعهما, عانق اليوم الجديد عناق العشاق المتمردين..

هناك في الخارج ضوء كثيف يغمر الأرض لكنك لا تراه, يحاول التسرب إليك من ثقوب النافذة لولا تسد عليه مسالك العبور.. 

إنك أنت من يغزل بأصابعه اللينة كل هذا البؤس.. انفضه عنك يا صديقي و أحرقه بالنار المقدسة.. حتى ذاك البؤس و الهم سيغدو مصباحا منيرا و ستغدو ريحه مسكا حين يحترق.

____________

29/07/2017

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن