طالما ننظر إلى ملامح الليل المظلمة لابد أن نؤمن بالنهار, لأن طالما العتمة حولنا واقع ثابت فإن النور الذي سبقها و الذي سيلحقها واقع علمي لابد منه في عالم مبني على أسس من ثنائيات متناقضة...
لا تحزن يا صديقي, أنت فقط تحتاج إلى جهد صغير كي تجعل الشمس تشرق حولك ثانية, لا شيء يحدث بلا سعي, حتى الأرض تسعى دائرة حول نفسها كل يوم كي تنتعش كل حوافها بسحر النور البديع.
دع عنك تلك الأسمال البالية و امسح دموعك النازفات كي لا تجعل الأورام حول عينيك وجهك قبيحا حين يضاء, دع عنك اللحاف البائس كالكفن و الحبر الأسود كأيام اليتامى و العاهرات, دع الأوراق الصفراء عذراء هذه الليلة و احمل جسدك المنهك خارج العلبة التي تحبسه فيها...
افتح النوافذ المطبقة و الأبواب ثم قف على حافة الجنون عاريا لامباليا و افتح ذراعيك الخاملة وسعهما, عانق اليوم الجديد عناق العشاق المتمردين..
هناك في الخارج ضوء كثيف يغمر الأرض لكنك لا تراه, يحاول التسرب إليك من ثقوب النافذة لولا تسد عليه مسالك العبور..
إنك أنت من يغزل بأصابعه اللينة كل هذا البؤس.. انفضه عنك يا صديقي و أحرقه بالنار المقدسة.. حتى ذاك البؤس و الهم سيغدو مصباحا منيرا و ستغدو ريحه مسكا حين يحترق.
____________
29/07/2017
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Randomحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.