29/06/2016

473 23 38
                                    

اضمحلت ملامح وجهك في ذاك المساء البعيد، حين شوهت في أحلامي مشهد موتي الأخير. كان قاسيا علي أن أخبرك -و المطر يصبغ تفاصيل وجهك فيمحو الفرق بين لمعة البرق و شرر الهزيمة في عينيك- أن يداك فقدا قدسيتهما و لم تعد مؤهلا لوضع الماء على جبيني لحظة أودع العالم لآخر مرة، ببساطة لأني فقدت انتمائي إليك ذاك المساء و لم تعد لمستك العقيمة كافية كي تصنع في قلبي سلاما يرافقني حد الأبدية. بخيبة احتضنت أصابع يسراك، رفعتها إلى الظلام المنبعث من قلبي، و محوت بأطرافها اسمك الموشوم منذ عقود ظننا أننا قد نحياها معا، و بخيبة أكبر تأسفت لأن جسدي لم يقشعر للمرة الأولى و أنت تحاول إحياء حلم صغير دفناه معا منذ خمس دقائق لا أكثر.

تمنيت و أنت تقابلني بظهرك و تولي راحلا لو استطعنا تمثيل مشهد هوليودي أخير، كأن تدفن رأسك على صدري و أخترق جلدك الرقيق بأظافري ثاملة بعبقك الأخير، و أن أردد على مسمعك بهمس تخنقه العبرات أنني أكره لحظات الوداع، و أني سأشتاقك بحجم الجراح التي لن تفتحها في هذا القلب الذي لم يحتفظ يوما بذكراك.

و لكم اشتهيت، لو كان جمودي أمام بركانك الثائر و أنت تمضي محطم الأوهام مشهدا مسرحيا نسقته فقط للخاتمة، أو كنت كما قلت اخترت أن أطمس نفسي في سرداب مظلم يثبتني بالقيود التي لطالما ثرنا عليها...

لم أعد أذكر كم مر من الزمن، نسيت أن أعد سنين غيابك، كبرت بدونك و نبت لي جناحا فراشة متوهجان، فطرت بروحي بعيدا عن كل قيد.

لا أذكر حتى لما كتبت لك كل هذا فجأة، فقط و أنت تمر كخيال باهت في شريط الذكريات القديمة... حاولت أن أشتاق لتضاريس وجهك البربري.. و حزنت لأني أضعت تضاريس وجهك البربري.

#إلى_حلم_هارب

#تخربيشة_منعرش_علاش

29/06/2016 ... 8:30

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن