إنه الأمر الذي لم أقله من قبل ولكنني أقوله الآن بعد أن عايشت موقفا طريفا مع خالتي الصغرى، تلك التي تشتمني بشتى الطرق بعد كل نص كئيب أكتبه.
خالتي الصغرى ومنذ الطفولة تمثل محورا عجيبا تدور حوله أفكاري، وفي الواقع لا أعرف مدى جمالية هذا التشبيه لأن الأمر نسبي جدا، تشابهي معها في هذا واختلفي عنها في هذا، هي جميلة جدا ولكن بها بعض النقائص، ستكونين أجمل منها لو سددت مكان تلك الثقوب والأمر يستمر هكذا.
من أين جئت بنظريتي العميقة والمقدسة للحب؟ زلات خالتي الصغرى في طفولتها ولحظات حياتها الرقيقة والجميلة. ومالذي تعنيه المغامرة الجنونية الكبرى في مخيلتي؟ هو كل ما تمارسه خالتي الصغرى في حياتها، ومن هي المرأة الجميلة حد الذهول، الذكية المراوغة المسيطرة المعذبة الحرة المتمردة كرقصة غجرية ثائرة؟ خالتي الصغرى أجمل من كل هذا حتى!
ما لا تعرفه خالتي الصغرى أني قرأت مذكراتها عند الصغر وصنفتها كأعظم روايات التاريخ وفي الجزء الذي لا يمكن حذفه من الذاكرة أحتفظ بكل القصص التي لم تنتهي من كتابتها وأنني ربما قد كنت يوما قارئتها الأشد هوسا بكل ما سطرته أناملها، وأنني أمتد من حيث توقفت كي أخبرها أن أحلام طفولتها ربما لم تذبل إنما انتقلت جيلا بعد جيل كي تزهر على صدري ولكي أكون مداها الذي لم تبلغه ورايتها الكبرى وأنها إن لم تصر كاتبة يوما فقد تصير كتابا لا يموت.
أي امرأة غيرك قد جمعت كل قصائد قباني في جسد، وكل موسيقى الأرض في صوت وكل جنون الكتّاب في اسم رنان؟ وأي امرأة غيرك لخصت كتب الأنوثة كاملة في ابتسامتها وبريق نظرتها؟ وأي امرأة وأي امرأة وأي امرأة !
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
De Todoحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.