أنين (٣)

61 0 0
                                    

لم يحدث أن شعرت بهذا الصمت المطلق في عقلي، ولا بهذا الركود الكامل في قلبي، ولا بهذا الموت المكابر في كل أجزاء كياني. أقف منذ صباح اليوم عند نافذتي الكبرى أحدق في السماء ولا شيء أريد قوله، لا شيء أطلبه من الله وأجادل حوله، لا شيء سيحدث فرقا حقيقيا ولا صوت، لا شعور، لا رعشة... يمكن أن تحيي ما انتحر.

كل الظلال زارتني اليوم  صامتة وقابلتها صامتة، لا عتاب ولا تذمر، الخيبة باتت أكبر من كل شيء، أسامح كل ظل يأتيني بلا نقاشات طويلة، مالجدوى من الحقد؟ فما تحطم قد تحطم وانتهى، لا شيء قابل للكسر بعد الآن ولا الحقد سيعيد أعمدة الرخام المهشمة كيفما كانت. كنت أصارع كي أحتفظ برغبتي في بعض الأشياء ولكي أبقي بعض الأحاسيس مشتعلة لكن كل هذا سراب ووهم، لم يبق شيء وأحلام الغد لا تثيرني وأنا غير واقعة لا في الألم ولا في الأمل.

لا يوجد دمع في عيني حتى ولا أبتسم، أتنهد أحيانا ولا يبدو مشهد العصافير المغردة في الخارج مثيرا للاهتمام.

هناك شيء قد انكسر البارحة، كان يصدر ضجيجا لا بأس به في الأيام الماضية، شيء لا يمكن البوح به، وأنا لا أشعر بالحزن أو الخيبة... أشعر بالصمت فقط.

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن