أحرك الملعقة داخل فنجان القهوة مرارا من دون أن أرفع عيني نحوك، أنصت وبتركيز شديد إلى صوت زياد الرحباني:
"بحبك.. بلا ولا شي!"
ولا أفكر في شيء.
أعلم أنك تحملق في وجهي وفي عينيك ثقب أسود يبتلع كل تفاصيلي، أعلم أن الشوق يأكل روحك كالسوس الفاجر ويداك ترتعشان قرب يدي وقلبك يهتز كالزلزال وفي صدرك قائمة عشرات العواصف. أعلم أنك تندم جدا وتمر على صوري كل مساء وتستلقي ليلا تقرأ كلماتي، تبحث داخلها عن أي عزاء.
- أحتاجك قربي!
تقول بصوت متهالك. تحدثني عن سنوات الحب الجامح، عن جدران حملت اسمينا وأرصفة ازدحمت بوجهينا، عن أحلام حملتها الريح إلى مقبرة لا ترحم، عن ساعات التعب المر ودموع الليل المنسية. عن صوت يصدح في الظلمة، عن وجع تحرقه الشمس ويلهبه الماء ويدميه الثلج. تعتذر كثيرا، تلتمس الصفح، تطالب بالعودة، تبحث في قلبي عن جرس حي.
كل الأجراس مهشمة وتمثال العذراء مدنس ويوسف أغرقه البئر وموسى خيبه البحر وكل ما ينتابني نحوك بعض الحزن وبعض الصمت.
25/07/2019.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Randomحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.
