يس

43 0 0
                                    

هل أخبرتك من قبل أنني  أيام الطفولة وحين ينتابني حزن ثقيل لا يحتمل البوح أتخيل معبرا سريا في غرفتي يقود نحو السماء؟ لابأس في أن نكون أطفالا لبعض الوقت إذا، أجرك مرغما من ذراعك اليمنى نحو زاوية مظلمة بالغرفة وفجأة أضع يدي على الجدار فينفتح معبر سحري يليه درج من سحب ملونة كقوس المطر. تخيل أنك تخطو فوق مساحة شاسعة من غزل البنات، شعور الدغدغة المريح الذي سيداعب قدميك العاريتين، تخيل ما شئت من أصوات غريبة تبعث في داخلك سكينة وهدوءً. تخيل أننا نستلقي هناك وفوقنا سماء ليست كالسماء، تتراقص في فضاءها نجوم لا تشبه النجوم، تشع بلون ذهبي شديد وتتحرك تاركة خلفها أثرا ضوئيا، تخيل الكثير منها، الكثير من الأنوار الساحرة. تخيل أننا نترك العالم بكل ما احتواه من خيبات وذكريات حزينة بالأسفل وأن لا شيء من كل ذلك يستطيع أن يطالنا، تخيل أننا نبتسم الآن بلا تفكير، نبتسم فقط لأن كل شيء حولنا يدعو إلى الابتسام. هناك وقائع نحياها تشابه الأحلام عمقا وفرحا، أن يترك أحدهم رسائل الرفاق المضحكة والكتاب الذي يقرأه، يتجاهل تعبه الشديد ثم ينزوي في ركن بعيد هربا من الأقارب الذين اكتسحوا المنزل لكي يكتب لك نصا رقيقا تبتسم في نهايته. لقد حدقت طويلا نحو الله لأنني أؤمن أنه قادر على تغيير قواعد الحياة كاملة من أجلك لو أراد، بعدها فكرت، إن كنت أحبك جدا هكذا فهو يحبك أكثر حتما، وإن كنت أبحث عن كل ما ليدي أن تطاله كي أغير انحناءة شفاهك  وأرتب نبضك وأطرد أشباح الليل القبيحة بعيدا عنك، فإنه حتما يعد معجزة ما من أجلك. هدايا الله التي تتأخر قليلا أحيانا، تأتي محملة بأفراح لا تنضب. كلماتي الممزوجة  بالعطف لا تحيي ولا تملأ، لكن الكلمات لم تكتب على صفائح الأرض عبثا، إنها تشبه العلامات، نتبعها ونحن على يقين أنها تقودنا نحو الأمل.  ألا تظن أن الله قد أراد لي أن أقول كل هذا عمدا، فتشد الجمل على قلبك حتى يذوب القلق ويأتي أوان الفصل الجميل؟

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن