نظرة إلى الأفق...
إنها المرة الثالثة على الأقل التي أجرب فيها الكتابة منذ الليلة الماضية. الديار تعج بالذكريات، بالأطياف التي أكابد كي أهرب منها، كل زوايا البيت والمدينة مدنسة بأسباب الألم، والعيد يأتي محملا عادة بكل وجوه الفقد.
نظرة أعمق إلى الأفق...
إنه النص الثالث الوحيد الذي قررت أن أكتبه لك، تسرقني من ثنايا الماضي المنهك رغما عني وتعلقني بالحاضر الخاوي. أبتسم مجبرة حين أحدق في وجهك، أستحضرك لأتنفس، أنسى أبعاد الزمان والمكان، أنغمس في امتداد لانهائي لأصفرك الجميل. الأصفر وانحناءة عامودك الفقري، تلك التفاصيل تشبه العيد إلى حد ما.
نظرة عميقة للأفق وبوادر ابتسامة خافتة...
أترك الفراش الثقيل، أستحم اغتسالا من الألم، رائحة معطر الجسد هنا بعبير العسل، مخملي أكثر مما يجب. أعود مفرطة الأنوثة حين أكون هنا، تمشط أمي جدائلي وأضع أحمر الشفاه الفاقع بإتقان وأسير كامرأة من الطبقة العليا وأتذكر فارسا مخلوعا خلف ندبة على ساعدي الأيمن. أحضر رائحة الصنوبر البري من العاصمة غصبا وآتي بك. أصبح غجرية أكثر مما يجب حين أعلق ملامحك على جداري، أخلع الحذاء الأنيق، أطلق نوتاتك عاليا وأرقص السالسا مع صوتك.
نظرة عميقة للأفق وابتسامة خافتة...
كل الأماكن المدنسة تغدو طاهرة حين آخذك إليها في أحلامي، تفقد مفاهيمها القديمة وتستنشق عبقا جديدا وسعيدا. أكتسب نظرة واثقة حادة أحدق فيها نحو الجراح بلا خوف فتنكمش وتندثر. تنتابني حالة متطرفة من الفخر حين يخطر لي أني أشد على ذراعك وأسير وسط موكب من القتلة المسعورين. أتحدى من خلالك كل أسباب الموت وأتكبر على الحياة.
نظرة عميقة جدا للأفق وابتسامة...
حاولت أن أنظر نحو السماء بأعين حزينة وأن أبتسم تحديا للحياة كما ذكرت. مجرد المحاولة أعادتني إلى تلك النوبة الهستيرية من الضحك، هناك موسيقى سعيدة تنبعث من الخلفية، غناءك الحماسي، كلماتك واصفا المشهد وأنا هناك عند الشرفة أحاول تطبيقه حرفيا. إننا أكبر من الحياة يا صاحبي شاءت الأقدار أم أبت.
نظرة عميقة للأفق وضحكة واسعة...
لماذا أكتب نصوصا مرضية متعبة وأفكر في تفاصيل مدمرة إن كان بوسعي أن أكتبك فتضحك السماء في علياءها وتشدو أغصان القصب قبل أوتار الكمان؟ أشهد أن لا عيد إلا أنت إذا.
05/06/2019.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Ngẫu nhiênحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.