رسالة العيد

34 0 0
                                    

لا أذكر أن عيدا واحدا جمعني بك طوال السنوات التي قضيناها معا، شاءت الأقدار دوما أن تحل الأعياد في فصول الغياب الثقيل. وعلى غرار أهل الدار لم أكن أستيقظ صباحا كي أرى وجوه الزوار وأبتسم ابتساماتي الباردة، لم أكن أستيقظ صباحا أبدا لأنني على يقين كامل بأنني لن أتلقى أبدا رسالة منك، أنت الأكثر غرورا مني. وحين ينتصف النهار كنت ألبس لباسي الجديد ثم أزور أعمامي إبعادا للكلفة، لم يكن يسع أيا منهم أن يرى الخيبة العظيمة التي انطوت في الأعماق. اعتدت أن تكون أعيادي مغايرة في التقويم مباغتة، هي تلك الأيام التي تعيدك فجأة، تعيد إشعال ما انطفأ في قلبي من شموعه الدافئات.

هذا العيد مختلف جدا، لأنني من يلعب فيه لعبة الغياب الأبدي، أغلق ثقوب النوافذ كي لا تمر منها أي رسالة وأفرض الحداد على الأيام القادمات. إنني أشرب  قهوتي الصباحية  عند الظهيرة وأبتسم ابتسامة دافئة، أعد طقوس الحمام، أكوي ملابسي شغفا، أعد موعدا للتنزه، أرسل بطاقات العيد للأصحاب، أجلس حول قلبي أعيد إشعال شموعه بيدي وأسمح لموسيقى العيد بالعبور، أراقص نبضي وأشدو مع النغم الجميل.

  عيدك سعيد أينما كنت.

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن