أفكر فيك، بشكل يومي ربما، وفي لحظات خاصة جدا، رغم قلتها غير أنها كافية لقتلي. تنتابني في أوقات فجائية كذبحات قلبية قاسية، وأشتاق لك، أشتاق لك حد البكاء. لا تعتقد يوما بأن خيبتي تقل عن خيبتك ولو قليلا أو أنك تحترق وحيدا حيث أنت، كلانا نموت في صمت شديد، نفتح صندوق الذكريات فلا نعثر على ذاكرة واحدة، كل ما بيننا محض أحاديث مسروقة من هنا وهناك وأمنيات كثيرة لم يسعنا الوقت الطويل الذي منحه الله لنا كي نحققها. كل ما بيننا رعشة اللقاء الأول ولهفة اللقاء الأخير وكثير من الصمت بينهما. لا أريد أن تظن يوما بأنك قد كنت محض خيار ثان، أو سلم نجاة وقت الضعف والضياع، أو حلا مؤقتا حتى يستقيم ظهري بعد ذاك الكسر العظيم الذي جئت منه، لم تكن شيئا من هذا ولم تكن نزوة حتى... كل ما في الأمر أننا التقينا في مواعيد خاطئة تماما، ولم نعرف كيف نستغل كل الفرص التي أتيحت لنا، وحاولنا بما بقي بين أضلعنا من القوة فلم ننجح، لم تكن أنت نبيي المنتظر ولم أكن امرأة انسلخت عن قلبك. ليتنا بقينا صديقين فقط، لكي لا أشتاق لك حد الموت هكذا فأقضم شيئا من الذكريات وأصمت، يراودني شعور عميق بالذنب حيال وجعك وتتملكني رغبة جامحة في انتشالك من كل العقبات التي تحيط بدربك لكنني لا أفعل شيئا غير التنهد. هناك الكثير من القصص التي كان سيسعدني لو تشاركناها، كثير من الضوضاء التي كنا سنستطيع الرقص حولها، كثير من اللحظات الصغيرة الخاطفة التي لم تكن لتليق إلا بكلينا معا.
أفكر فيك، وأتأسف، لأنك لم تكن تشبه الخيال العذب الذي أحببته فيك، لم تكن صورتك في قلبي، ولم تكن القوالب التي صنعناها لأحلامنا على المقاس الصحيح.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Randomحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.