في غيابك...
ينام الياسمين على أسوار حديقتنا، يعانق قبلات الندى وينطوي على طيبه منتظرا حضورك كي ينبلج حلما نقيا دائما. تعتزل العصافير الملونة رغبتها في التحليق عاليا وتريح حناجرها الصغيرة من الغناء لكي يتسنى لها أن تشدو حين تطل علينا أعذب ألحانها ثم تفرد الأجنحة المتمردة وتحلق حولك في رقصة غجرية صاخبة. يصبح ضوء النهار خافتا جدا وتفقد السحب الناصعة أشكالها العبثية الجميلة ثم تعتنق نظاما مملا، وتضرب نجوم الليل عن الظهور ويعتكف القمر في بعد غير ملحوظ وتنحني قمم الجبال ويستسلم كل شيء حولي، حتى النبض والنفس.
في غيابك...
تعتنق كل التفاصيل الصغيرة الانتظار كدين مقدس، تدخل في سبات رقيق لا يقطعه إلا إيقاعك العذب ويتأهب كل شيء للتفتح والقيام والاحتفال كما لم يحدث يوما، احتفاء بإطلالتك العجيبة وشوقا لكل ظلالك المتفردة.
29/05/2019.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Rastgeleحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.