We only said goodbye with words
I died a hundred times...هل تسمع معي هذا الصوت العميق؟ الأغنية تتردد منذ ليل البارحة دون توقف والكثير من الألم ينبلج من الداخل مع أصدائها.
أشعر بكثير من المرض اليوم وأبتلع رغبة جامحة في البكاء، وأمسح من حين إلى حين بعض العبرات التي تسللت دافئة. هذه الدموع أوفى منك لو كنت تدري، لا تغادرني يوما وتسمع طوال الليالي الباردة لغوي الكثير. ألم تفكر قبل المضي بعيدا في حاجتي الشديدة للحديث حين يداهمني الألم؟ أم أن الذين يرحلون لا يفكرون في التفاصيل...
لا يفكرون في التفاصيل، وإلا فلما يرحلون؟
تنتابني نوبة القلق الوجودي مجددا، أقلب الأرقام في هاتفي ولا أجد رقما واحدا أستطيع الاتصال به، أنظر في لائحة أصدقائي ولا صديق يحبني كفاية كي يحمل قلبي بين ذراعيه، وأمي أكثر مرضا اليوم من قدرتها على الاحتمال، وصوتي قاصر أصلا والكتابة تأكل من روحي بشراهة فتزيدني تعبا، والذنب ذنبك أنت لأني قبلك لم أكن أتحدث، كنت أقضم وجعي وحدي حتى أنام. قبلك لم أكن أتألم ولم تكن أطلنتس جزيرة ضائعة ولم تكن قرطبة مدينة محتلة ولم تكن إسرائيل حقيقية.
دعنا ننسى أنك بعيد عني كل البعد الآن، وأنني وحدي بقيت أحبك وأرعى خيالك المتآكل حولي، وأنني وحدي وليس لهذه الجملة أي بقية. دعنا ننسى أيضا أني أحتضر للمرة الثالثة بعد الألف ربما وأنني أكتب لك بدافع الألم المطلق والعذاب الطويل والبكاء الخانق. هناك كتاب قرآن أحمر على منضدتي وفوقه علبة موسيقية بنية كتب عليها "أحبك". ألا يبدو هذا لطيفا؟ أمي أزالت الستائر المشمشية وبقيت ستارة شفافة ذات أزهار باهتة، هذا التغيير جميل. هناك شعاع صغير من الضوء يتسلل عبر النافذة المغلقة، يشبه الأمل العظيم في أكثر اللحظات قنوتا ويأسا. هناك طاولة على يميني وقربها كرسي شاغر وفوقها دفتر مليء بالأرقام، هل أخبرك عن كل رقم على حدة؟ قد يساعد كل هذا في عملية طرد الحزن بعيدا. أحاول فعل هذا منذ الصباح، أحاول أن لا أتذكرك أيضا وأن لا أبكي لأني أفتقدك.. وأبكي لأنني أعجز على منع نفسي من البكاء، هذا مضحك. هناك صوت يتردد في الداخل، يروي كل هذا باختصار مفصل ويشرح نفسي ويلهب هذا الشعور المتعب أملا في أن ينهيه ويخمده إلى الأبد...
We only said goodbye with words
I died a hundred times...هل يكمن الخلل المريب في طريقة الوداع تلك؟ أم في عدد مرات الموت بعده؟
هل يمكن أن تغادر وتغلق باب الحلم خلفك؟ أريد أن أنام بلا تفاصيلك. هل يمكن أن تموت؟ أريد أن أصدق أن الأمر قد انتهى حقا، وأن ذاك الوداع الكاذب قد بات حقيقيا وأنني غير محاصرة إطلاقا بكل احتمالات رجوعك.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Acakحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.