في ظل كبرى الكوارث والمآسي الاجتماعية يسارع كل فرد منا في رمي ثقل الذنب على الآخر وتبرئة نفسه منه، ونظرا لكون كل الأشخاص سيفعلون هذا معا فإننا سنحتاج إلى إلقاءه على كيان غير عاقل لن يرد أو يدافع، لهذا سنهاجم الدولة فورا ولا أحد يعتبر هنا أنه معني بالأمر وأنه جزء من هذه الدولة، حتى المسؤولون الحكوميون، سيردون التهمة بطريقة أو بأخرى وسوف يتحملها مجددا كيان غير عاقل. لا أحد منا سيجرؤ على لوم نفسه ولا أحد سيعتبر أنه معني بالأمر وأن له دورا بارزا وموقفا لابد من اتخاذه في سبيل الإصلاح، كلنا يرقد هادئا مطمئنا الآن مؤمنا أن المشكلة مشكلتهم "هم" والمسؤول عن حلها "هم" آخرون، أما هو فالكيان الصغير القاصر المرتاح في وكره والذي لا علاقة له بأي من ال"هم" سوف يشارك أمثاله في التأسف والثرثرة وإلقاء اللوم بعيدا عن ذاته وبإذن الله فإن المأساة ستتكرر ولا شيء سيتم إصلاحه حقا وسوف يمحو الزمن هذه الذاكرة الجماعية حتى تهزنا ذاكرة جماعية قادمة أخرى نمارس خلالها ردات الفعل نفسها مرة أخرى.
أنا أيضا غير معنية بالأمر إطلاقا ولا ذنب لي فيه وكل ما أفعله هنا مشاركتكم في هذه الثرثرة الجماعية.عفوا، مشاركة الآخرين في الثرثرة الجماعية، فأنتم غير معنيون بالأمر إطلاقا وفوق هذا تشعرون بالألم لما حدث.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Aléatoireحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.