22/02/2019

70 4 0
                                    

غيوم رمادية تلوح من النافذة، ماذا يشبه هذا الصباح؟

جولة قرب البحر في ضواحي قليبية أين تكون الرمال بيضاء عادة، ويلوح لنا كيان البرج بعيدا. تظاهي هذه الأماكن أطلنتسي البعيدة ومعابدي العذراء. هناك جلست ساعات طويلة وحدي أطالع رواية شرفات بحر الشمال على أنغام هادئة لموزارت، يقطع مراسم صلاتي صوت النوارس. وهناك رقصت على أغنيات الموج الكئيب واعتنقت الحب سبيلا، وهناك صنعت ظلا لرجل ودفنت في قلبه كل الرسائل، لكنني حين سأعود في الغد وحدي لن أقول كل هذا، سأقول هناك التقيتك، هناك قرأت علي قصائد رنانة من كتاباتك، هناك رقصت حولك بجنون، شمس وقمر. وهناك ألغيت كل الظلال واستعدت كل الرسائل واعتنقت في الحب دينا جديدا.

إنني لا أبالي إن تكسرت كالموج على الشواطئ، هذا الصباح جميل، ودقات قلبك قربي جميلة، وخوفي عليك جميل، وهوسي بكل التفاصيل التي تخصك رغم خطورته جميل، وكل الاحتمالات التي قد نسير إليها مغرية حد الجنون.

وماذا يشبه هذا الصباح؟

فرحة غامرة في عصر كئيب ومطر رقيق في عام قحط، وشيء من تدفق الدم ساكنا في الأوردة، وسعادة اللقاءات النادرة، وحكايات الجد والجدة من الأزمنة الغابرة ووعود الوفاء الصادقة والتضحيات والزهور التي تحدت الأبنية وانبثقت بين الشقوق والضحكة الهاربة في نهايات الأغنية وارتباكي الشديد أمامك وأنت مجردا من كل هذا.

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن