أنين (2)

34 0 0
                                    

كتبت في جنازتك عشرات النصوص المتباينة، قتلتك بكل السبل الممكنة، وفي كل نص كنت أموت مجددا لتبقى أنت شامخا كالتمثال. بربك، تواضع وزرني هذا المساء ودعني أشرب معك نخب انتصاراتك، نخب انهزاماتي، أرحني قليلا من ثقل الغياب.

كنت أقول كلما سُئلت عنك، أغلقت بواباتي في وجهه حين كان يرجوني وأنا في أوج حبي له، أنا امرأة لا ترحم ولا تغفر خطايا الكبرياء، لم أقل يوما أنك خذلتني حتى وقع بي جسر الحياة كاملا.. كنت أحبذ أن أقول أنني أحببت العزلة جدا لأنها تجعلني أقرب مني إلي وتغنيني عن سخافات الوجود.. لم أقل أبدا أن الحياة غدت كالقبر المظلم في غيابك، لا فرق حقيقي بينها وبين العزلة إلا حجم الصداع... كنت أقول فقدت الأشياء كل بريقها حتى ما عاد فيها ما يغريني، وخضت من التجارب أعمقها حتى لم يبق شيء يثير حماسي، لم أقل أبدا أني انطفأت بعدك وفقدت شغفي إلى الأبد... وصدقني، بفضل هذه المراوغات استطعت أن أبقى على قيد الحياة حتى الساعة، مازلت أقنع نفسي أنها نهايات الفصل الكئيب مع أنها تجاوزت وزن الحكاية،  وأقول أيضا، سيكون هناك في الغد حيز من السعادة لم أذقه معك ينتظرني، مع أنني وفي الأعماق، لا أؤمن بهذا أبدا.

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن