دعني أبوح لك بسر صغير قبل أن يرحل هذا الليل الجميل بكل موسيقاه الرقيقة...
دعني أقول أن بذور اللوز التي أوقعتها في قلبي قبل وقت لابأس به قد اشتد عودها وتفتحت على أغصانها أزهار وديعة، وأنني منذ وقت طويل ورغم الغياب لا أمل سقايتها، رعايتها وحتى قضاء الليالي الطويلة الرطبة المثقلة بك عندها.
دعني أقول أن في رفرفة أوراقها شيء شبيه بابتساماتك الكثيرة وبملامح وجهك كاملة وقد زارتها كل الفصول، يا لجمال الصوت العذب حين نراه فيغدو أجمل من رقصات الشفق الملونة في الأفق البعيد، يا لجمال الصوت حين يصيرك أنت..
دعني أقول أن في رائحة اللوز الفتي شبه من ذاك البريق المتغير الذي ينبعث من عينيك، حاد مثلك، جريء مثلك، منطلق مثلك في الدم والنبض..
دعني أسرق صوت الله وأهمس عندك بكل لغات الأرض أني أحبك، حرا، جائرا، متمردا، متهورا، خانعا، خائفا، مبتذلا، مكررا، نادرا، متحجرا، ضعيفا، هشا..
دعني أحبك عمرا، ألقاك عمرا في كل المجازات، في كل الشوارع، في كل المحطات، في كل دروب الكوكب..
دعني أحبك لا أكثر.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
De Todoحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.