خذني إليك، وشكلني... وكن صفتي
أحق أنت بروحي أن تسميها..ثم يخطر لي اسمك أنت من بين آلاف الأسماء التي لا تحرك في مداي ساكنا فيبزغ شيء من الضوء والإيقاع. أخبرتني ذات يوم أنك لا تحب الجزء الأخير من اسمك، وأظنني لا أحتفظ بهذا التفصيل ليكون قنبلة ضدك أقذفها في وجهك للانتقام، لأنه أعمق مما تظن.
خذني إليك، وشكلني... وكن صفتي
لست أبالغ في تصنيفي للأفراد حسب معايير عامة ثابتة وتصنيفي لك بمعيار مختلف لا يليق بسواك، لأنني أعلم منذ اليوم الأول أن لظلك انعكاسا شبيها بقوس قزح في عوالمي على غرار الآخرين، وهذه ظواهر علمية ثابتة تُكتشف فقط ولا تُقرر، وفي مدينة كالمقبرة في عمق كياني، ظهور اللون يساوي لحظة انبثاق الكون لأول مرة من العدم، وآثارك في داخلي هي أول آثار آدم بعد سقوطه داخل هذا الوجود العجيب.
لم يحدث أن حملت هذا الشعور المتحرك في داخلي من قبل، الإحساس بأنني أتنفس فعلا فيسافر أكسجين الحياة ملامسا كل جزء صغير من روحي. كاللحظة الأولى التي استيقظت فيها حواء فبدأت تتحسس جسدها ثم قلبها وتختبر تفاعلاتها وانفعالاتها لأول مرة إطلاقا، امتلكت الشجاعة الكافية كي أفتح مغاوري المظلمة وأسمح للجزء السجين بالخروج إلى الضوء ثم أتحسس الجزء الحقيقي مني وأسمح له بالانبعاث... تغيرات كثيرة تحدث أصير معها اليوم تلو الآخر كيانا قاتلت كثيرا كي أخبئه وتنفست بعمق حين تمرد على شرائعي وانطلق. ذات يوم حين أتوقف عن التخبط والتشكل والتكون والتطور قد أحادثك عن كل تلك التفاصيل الجميلة بلا إبهام وأخبرك وبوضوح عن كل البطولات التي قادتنا إليها لعبة طفولية مباغتة أحببت أن ألعبها معك..
وحتى ذلك التاريخ، دعني أقول لك أنني لا أبالغ أبدا إن ناديتك باسمك وبطريقة أشد وعيا في لفظ حروفه، أشد اقتناعا وإيمانا به، أشد إدراكا للمعنى العظيم الذي ينطوي داخله... كأني أقول أنك كل عظمتي، غروري، نرجسيتي، اعتدادي، بهائي، جمالي.. أو جلالي...
أحق أنت بروحي أن تسميها...
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Randomحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.