لم يخطر لي أني سأطرح هذا السؤال على نفسي من قبل، كيف سيبدو العالم دونك حين تلعب الحياة لعبتها القذرة المعتادة؟ وكيف توغلت في داخلي حتى انصهرت وروحي إلى هذا الحد؟
دعنا من الغم والحزن، كلانا متعب من ظلام الكوكب حد الموت، كلانا يختنق داخل عاصفة من أفكار ضبابية مرهقة، دعني أغتنم الفرصة ولحظات الهدوء القصيرة الفاصلة بين ثورات القلق المفزعة ونوبات النوم المر، دعني أحدثك عن كيف يكون العالم حين تكون هنا.
إنك تجعل الصباحات التي تلي رسائلك الأخيرة مبهجة، أفتح عيني بعد غفوة مريحة وسعيدة، أتذكر صوتك، رنين الكلمات الممتد منك، أحاديثك ذات الوهج الحلو، فأبتسم وتشع الشمس داخل قلبي رغما عن كل الجدران.
أحب العيش كثيرا في كل الأيام المشبعة بك، أتذكر أن أغدو جميلة وأن أغدو جريئة وأن أبتسم حتى يتمزق وجه الحزن. أطارد أطيافك الملونة هنا وهناك فيغدو ركضي رقصا حرا وتغدو أنت نجما يقتل كل العتمة. أرسم ضحكاتك بالطبشور الأصفر على كل الحيطان وأستلقي، أطالع أفقا يشبه عينيك، أفتش عن حلم شهي كحضورك ويخبئني بعض من ظلك عن كل حريق ولهيب.
يغزو الوجع صدرك وأبيت ليلي أطحن قصب السكر كي أسقيه لروحك، يبدو وجع الأرض خفيفا حين أفتت قلبي وأرقع قلبك، أمسك بيدك وأحدق معك في عين الله، أصدق أنّا بأمان رغما عن كل الأقدار وأن حديقة روحينا قد تنمو غدا وأني حين أموت يرافقني ضوءك حتى القبر.
هل تدرك كيف سيبدو العالم دونك؟ لا صوت لا كلمات لا شمس لا برق لا ظل لا لون لا فرح لا جدران ولا ضوء. لا شيء يقتل أفكاري أو يبعد عني نسيم الموت.
28/07/2019.
أنت تقرأ
فوضى الأبعاد
Randomحين يرتبط الحاضر بالماضي عبر جسور من كلمات... وحين نسير نحو الشمس بلا خوف... الغلاف من تصميم: جنود التصميم.