04/10/2019

65 2 1
                                    

منذ التقينا وأنا أشعر بأني أمشي على حافة الأرض، شيء من المغناطيس الثقيل يسحبني بعنف كي أسقط في الهاوية الكبرى ولكني  أقاتل هوسي بك في الأعماق بكل الجهد الباقي لي.

هل جئت إليك بطوع الإرادة؟ أكان نداء خفيا لبيته دون انتباه؟ أم كان لقاء لابد منه؟ وهل كم المصادفات التي جعلتني أينما أمشي أصطدم بك مجرد مصادفات حقا وضعها الكاتب في حكايتنا سهوا أم كانت محض علامات أرفض أن أفهمها؟ أحدق فيك بأعين لامعة، أوهمك بأن كل شيء جميل وسعيد جدا، لا شيء غريب، وخلف الستائر أسحب نفسي بعيدا، أقص أصابعي كي لا أكتب نصا إضافيا، أشوش داخلك كل المعاني، أقول بألف طريقة أنه أقل دنسا من الحب وأضع باقات ورد هنا وهناك، وفي حين غفلة أقطع تذاكر سفر لمستقبل  أقنع نفسي أنه جميل دونك وأقول لكل صور اليوم هذا مؤقت.

إنني لا أفهم حتى الآن إرادة الكاتب الذي اختار أن أتقاطع معك هكذا، ومازلت لا أستطيع أن أقول أحبك لأني داهية، أجمع كل الدلائل من هنا وهناك لكي أكتشف مسار الحبكة قبل وقوعها ثم أعرف ومن كل الاتجاهات ذاك الكم الهائل من التعقيدات والصراعات والحروب القاسية وأخاف عليك، أخاف عليك كثيرا وأرتعب منك وتؤرقني وتتعبني وتقتلني...

أكبر آمالي أن أعبرك سريعا وأن أجتاز هذا التقاطع سريعا وأن أحدق فيك من الخلف سريعا فأكون  تجنبت ما تجنبت من الكسور سريعا، وهكذا، كلما ركضت بسرعة أعلى وجدتك تعلق داخلي أكثر، كلما فررت منك امتلأت بك، كلما جاهدت أكثر كي لا يسحبني هذا المغناطيس إلى القاع وجدتني أقرب إليه مني. خلسة يتكسر شيء في روحي، يتمزق لحمي، يسيل دمي هنا وهناك وأقول لابأس، يكفي أن لا يتكسر شيء منك أنت، أن يبقى هذا الصراع الصامت داخلي وحدي، أن أخمد نار الطريق بقدمي فلا يلسع وهج الرماد شيئا منك..

من حسن الحظ أني أحبك وحدي، وأشتاقك وحدي، وأفكر فيك لخمس دقائق قبل النوم وبعد النوم ووقت الحلم وحدي، وينصهر وجهك في ذاكرتي وحدي، وتغدو مرضا مرا في كبدي وحدي..

من حسن الحظ أنني أكثر منك حسا وأقوى منك حدسا، أبني سدودا عند الحافة، أفقد روحي دونك، وتبقى أنت.

فوضى الأبعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن