عودة إله الحرب

الفصل 147 : النشوة

بخطوات ثابتة ووجه صارم صعد كرم المسرح. كانت عائلة رعد قد أعدت هدية خاصة للرجل، ورتبوا لتقديمها له على خشبة المسرح. لقد حالت اللحظة!كان أفراد عائلة رعد في حالة من النشوة العارمة وهم ينظرون إلى كرم الذي يقف على المسرح بملابسه العسكرية. كانت هذه اللحظة هي ذروة احتفال عائلة رعد بالذكرى الأربعين لتأسيسها !أما بقية الضيوف في الحضور، فكان الحسد يملأ وجوههم وهم يشهدون هذه اللحظة المجيدة، لا شك أن مكانة عائلة رعد بين العائلات الثرية والنافذة سترتفع عدة مراتب بعد اليوم.بفرح يغمره، أعلن جبالي: "الآن، وباسم عائلة رعد، أود أن أقدم للملك المحارب، كرم، هدية تقدير !"بمرافقة ثمانية حراس شخصيين صعد نديم كواري على المسرح، وهو يحمل صندوق هدايا فاخرا بين يديه.انظري يا ياسمين إنه حبيبك نديم لابد أنه اكتسب مكانة واحترافا كبيرا لدى عائلة رعد حتى عهدوا إليه بهذه المهمة الضرورية !"بالضبط! إنه واحد من قلة قليلة تمكنوا من الاقتراب من ملك الحرب كرم كل هذا الوقت إنه أمر مدهش!""نعم! كيف يمكن لليث أن يقارن بنديم؟"كان همام ولمعي وباهر منغمسين في محادثة حيوية، يغدقون على نديم بالمجاملات.كانت ياسمين تبتسم ابتسامة عريضة وترتدي تعبيرا مغرورا قليلا على وجهها. كان رد فعلها بمثابة اعتراف بأن نديم هو بالفعل حبيبها !كانت المرأة أيضا تشعر بالامتنان لأن ليت رفضها سابقا. وإلا لما كانت لتتمكن من أن تكون جزءا من هذه المناسبة الجليلة الآن!كما التفت الأشخاص الآخرون المحيطون الذين سمعوا محادثة همام وباهر، نحو ياسمين. وبدا أنهم يعجبون أيضا بحظها السعيد.كانت ياسمين تستمتع بشعور الحسد الذي ينتاب الجميع، وتستمد منه شعورًا عظيمًا بالرضا، حتى أنها شعرت برغبة في الوقوف والصراخ بصوت عال: هل ترون ؟ ذلك الرجل الذي يقدمالهدية إلى ملك الحرب كرم، هو حبيبي!تعمدت ياسمين أن تستدير لتلقي نظرة على ليث.كان الأمر كما لو أنها تنقل رسالة صامتة إلى الرجل، تخبره أنه ليس جيدا بما فيه الكفاية بالنسبة لها.صعد نديم على المسرح وتوقف بجانب كرم. ويمسك صندوق الهدية بكلتا يديه، مد ذراعيه....قدم جبالي بلمحة تعريفا موجزا للهدية قائلا: "هذه الهدية، التي اخترناها خصيصًا لملك الحرب كرم، صنعت خصيصًا من قبل Patek Philippe. إنها قطعة فريدة من نوعها بقيمة عشرة ملايين شعرنا أنه لا تليق بمنصب ملك الحرب الموقر سوى ساعة فريدة كهذه!"توقف جبالي وألقى نظرة على كرم قبل أن يكمل: "رجاء لا تفهمني خطأ يا سيدي، هذه مجرد عربون تقدير من عائلة رعد، لتشكر وجودك معنا في هذه المناسبة المهمة. أستطيع أن أعد أمام وسائل الإعلام وكل الحاضرين هنا أنه ليس لدينا أي نوايا أخرى. إنه مجرد تذكار، ونأمل أن تقبله!"أراد جبالي تجنب أي شائعات لا داعي لها حول محاولة عائلة رعد رشوة ملك الحرب، كما كان يأمل في تخفيف أي مخاوف لدى كرم."افتحها !"عندما فتح نديم صندوق الهدية، ظهرت الساعة الحصرية للعيان. وكانت بالفعل تحفة جميلة تستحق قيمتها العالية التي تبلغ عشرة ملايينقدم نديم الساعة إلى كرم بيدين مرتجفتين قليلاً، يمكن اعتبار هذا أكبر إنجاز حققه نديم حتى الآن في حياته.حبس الجمهور أنفاسه عندما قبل كرم الهدية. ارتفعت شهقات متتالية من الدهشة بين الضيوف الآخرين.حتى ضيوف الصف الأمامي، الذين كانوا أقرب إلى المسرح، أصيبوا بقشعريرة عند مشاهدة المنظر. تألف هؤلاء من ممثلين عن عائلات ثرية وقوية أخرى.على الرغم من أن قبول كرم للساعة بدا وكأنه مجرد بادرة بسيطة، إلا أنه كان يحمل أهمية عميقة.هذا يعني أن عائلة رعد ستحظى بدعم كرم من الآن فصاعدا !وبهذا، ستهيمن عائلة رعد على بقية العائلات الثرية والقوية في جباليا وقد تصبح حتى واحدة من أقوى العائلات في البلاد.سأل جبالي رعد كرم بتردد " سيدي هل ترغب في قول بضع كلمات؟".ابتسم كرم فجأة بابتسامة غامضة وقال: "أين عثمان رعد؟ لقد سمعت منذ فترة طويلة أن السيد عثمان موهبة نادرة لا مثيل لها في جباليا يبدو أنني لا أراه هنا اليوم؟" خفق قلب كل فرد من عائلة رعد عندما سمعوا سؤال کرم سأل شخصان عن عثمان اليوم الأول كان ليث جاد، والآن كان كرمما هي احتمالات أن يسأل شخصان على ما يبدو غير مرتبطين نفس السؤال في نفس اليوم؟ أثار ذلك علامات استفهام لدى عائلة رعد.كان الأمر كما لو أنهما ناقشا الأمر مسبقا وتواطنا لطرح نفس السؤال في نفس اليوم وتعززت هذه الفكرة أيضًا بالابتسامة الماكرة على وجه كرم. ومع ذلك، كانت مجرد فكرة عابرة، بدلاً من الشعور بالقلق، كان رعد في الواقع سعيدا بأن كرم طرح السؤال!