عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها

الصفحة {٣}

الصفحة { ٣ }
-
قَربت لَه رُغم لُوعة كَبدها مِن ريحته وشَهقاته المُتكررة وبَغضب مَكتوم : خَلني أطلع عَشان أستأجر لَنا أنا وأُمي بَيت وأتركك تِخيس بهالمزبلة والأُوكسجين مَحد خَلصه غيرك أنت ودخَاخينك هاللّي مَدري هِي حَشيش ولا دِخان , ولإني أدري هذا مَوال الثَلج كِل يُوم نَفس هالأسطوانة ' فَتحت مَحفظتها ورمَت عَليه آخر عشرة عِندها إنَحنى وأخذها مِن الأرض وبِإبتسامة : يكثر خيرتس يا بنت ربَاح .
أبعدت عَنه وهِي كِل مَافِيها يَصرخ ودُموعها تَنزف بَصمت ولا إلتفتت للخَلف لإنها تَدري إن أُمها كَانت تَناظرهم مِن الخَلف وهِي مَا تَحب تَوضح ضَعفها لـ أمُها ..
-
خَارج أسَوار البِيت طَلعت وهِي تَمسح دمُوعها بِسرعة مَا تَحب أحَد يَلاحظ كَسرتها إلتَفتت يَمين ويَسار مَافيه أثّر لـ سَيارة السَواق الكَبير بالسِن واللّي أصلاً مَا يَعرف يَتكلم عَربي إلا مَكسر , وفُوق كِذا سَيارته تَشتغل يُوم وتَطفي عَشرة أيَام تَمتَمت بَتعب عَلى حَالها اللّي يَومياً يَزداد سُوء نَزلت نَاظرها لَـ شَنطتها بَتطلع جَوالها إستَوقفها صُوت نَاعم وأول مَرة تَسمعه : لَو سَمحتي هَذا بِيت تِركي **** ؟
إمتلى صَدرها بَأنفاس مَشحونة غَضب مِن سَمعت الإسَم رفَعت راسَها لَها وبَنظرات مُرعبة أرعَبت اللّي قِدامها لـ دَرجة الرَجفة : يَعني فُوق مَا إنتس بَنت **** والعيَاذُ بَالله بَعد صَقهة ومَا تُوحين !
أحَمرت عُيون السَائلة مِن الغَضب ولَكن سُرعان ما تَبددت نَوباتها الغَاضبة بَعد ما سَمعت صُوته مِن خَلف عَذب وبتَرحيبه المُعتاد : هَلا بـ مَضاوي أفَا عَليتس قِلّة الأوادِم اللّي تنسأل ! حَياتس هَذا بيتي واللّي قدامتس ' سَكت شَوي ونَاظر لـ عَذب نَظرات أربكتها داخلياً لَكن بمَظهر صَلب خَارجي : بِيت الجيران .
تَقدمت مَضاوي وراحَت للبيت اللّي أشّر لَها عَليه ومَابقى غِير عَذب قِدامه هَمست بِحقد : يَا لعنبُوها مِن جِيرة ! حَلالاه مِن شَبّ فيكم بقَاز وصَخ يالقذرين .
تِركي تَقدم لَها وكَان بيتمَادى بالحَكي مَعها ولَكن شَاف سَيارة سَواقها وصَلت هَمس بِضحكة سُخرية عَلى مَنظر السِيارة : إن تسان فيتس خِير لا تَقصرين وأنا أعلمتس أصُول الجِيرة اللّي ما ربَاتس عَليها أبُوتس المُدمن !
آخر جُملة لَه إختَرقت آخر نِقطة بَقلبها وأثّر وقَعها مَاكان سَهل أبداً صَدت بَسرعة مَا تَبيه يشُوف دمُوعها وركَبت السَيارة وحَرك السَواق ...
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ