الصفحة { ٥٤ }

220 9 0
                                    

الصفحة { ٥٤ }
-
الفَجر ببِيت أُبو هَذال ؛
كَان قَاعد عَلى حَافة السَرير وقَابض عَلى عَصاته مَنتظرها تَصحى مِن نُومتها أُم هَذال كَانت تِدري إنَه مُستحيل يَنزل بُدونها ولا نَامت طُول الليّل زَعلانه مِنه أول مَرة يَقسى عَليها كِذا وقَسى بـ مِين ؟ بِـ ذُريتها .
قَامت بِهدوء وهِي مَتجاهلته ولَفت حَجابها عَلى راسَها زيِن قَامت تِجاه تَسريحتها البَسيطة واللّي مَليانه أشياء قَديمة بَدأت تِشيل غَوايشها وخَواتمها وصَلت للدِبلة كَانت بِتشيلها إستوقفتها كُفوفه المُجعدة ومَسكها بِقوة وببِحة : أفا يا أُم هَذال ما تَسوينها يا قِرة العين !
نَاظرت فِيه وبصوت مَخنوق : تسِنك نَاسي وش مزيّن بِي البارح ؟ صُوتي وصل لسابع جَار وأنت تُعومست عَني مِن مَتى يا أُبو هَذال ؟
شَد عَلى كُفوفها بِحنية وبإبتسامة : الله لا يوفژني تساني قِسيت عليتس أمس وأدري إني غَلطان بَحقتس واجَد لَكن يا قرة العِين أنتي تَخبرين المَواجيب وإنتي أول من يَذكرني بَها .
إنَهمرت دَمعتها وببِحة : المَواجيب بِعيدة عَن ذريّتي يا مَقرن لا تَخاطر بِهم وتحتسي عَن الواجب أنت تَخبرني ما أقوى عَلى فَراقهم وراك تَحسر بِي هاللون ؟
قَرب لكُفوفها وطَبع بوسة خَفيفة عَليهم وبَهمس :
إقبَلي وإحبَسي دَمع الحِزن فِي بَسمة النويّر
ودليّني عَلى ضَحكات لِي مدةٍ مضيّعها .
رُغم تَقدمهم بالعُمر والمُتعارف عَليه بَعد هالسِن حُبهم يَشيب مَعهم لَكن ما عَمره شَاب وإندَمل ومَات ولا للَحظة عَلى كِبر سِنها وتَجاعيد سِنها ولَكن خَجلها يَطغى عَليها دَايم أحَمرت وجنتيها بِخجل وإبتسمت وهِي صَادة بَحياء واضَح ضِحك بِخفة ومَد كُفوفه لغَوايشها اللّي فَصختها ورَجع يَلبسها هِي بِكل دفى :
يا علّ تَفدا ضَحكتس دِقلة مِقرن
وبَدوٍ ما تُوجس فَالتهاتيه خِيفه .
خَلص ولَبسها كِل غَوايشها وكَمل بَنفس نَبرته :
لا تَشيلينها ولا تَنكسين بيَارق الفَرح ما يُلوقون إلا عَلى مَعاصمتس النِدّية ذُريتس ماهَنا خِلاف عَليهم رجَاجيل مِن صِلب رجَال وحَشى أُم وافَية يَا طَرفه .
بَادلته نَظرات الحُب والإمتِنان عَجزت تَعبر عَن حُبها لَه
إكتفت بإبتسامة تَشرح الصَدر لَه ...
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن