الصفحة { ٥٨ }

213 11 0
                                    

الصفحة{ ٥٨ }
-
عَجاج تَقدم لَها خِطوة رَجف نَبضها مِن تَقدمه المَلحوظ وصَدت عَنه وبِصوت مَخنوق : حتسيتها لِك
قَبل وبَحتسيها هالحين عَجاج أنت وشُوله صَايل ورايّ ! إتركني بَدبّر عُمري دَبرته ووقَفت عَلى رَجليني منوّل مانيب بِحاجة أحد مِن تَالي .
عَجاج تَكتف أمَامَها وبِهدوء عَظيم : ما يَخالف إن تَركتس هالحين وين بَتلدين وجهَتس ؟ بَتحولين لبوتس ولا لأمتس ؟ ولا بيتكم ؟ أنتي شَنبي وشَعره يا بِنت عَمي لا تُجورين عَلى نَفستس وعَلينا بهالقِطاعة اللّي مالنا مَذنوبٍ بَها .
عَذب قَربت خَطواتها لَه وهِي مِعصبة مِن آخر كِلمة لَه وببِحة عَصبية : وراك ما لَفيت عَلى شَنبك وشَعره وتَطمنت عَليه ولَزمت عَليه قَبل تَعرفه ؟ ولا هالحِزة صَابتك الحَمية والفَزعة لا تحتسون بالخثردژة وأنتم مب خَابرين السَنين اللّي مَضت شِلون مَضت ! عَساني أحوّل عَلى قَلايع وادرين والخَلا أنت ليه الأمر مُهم عِندك ؟
عَجاج مَسك كَفها بِدون سَابق إنَذار وهُو يِناظر خَلفها ويُشوف أُبوها وتِركي مُقيدين بلكلبشَات مِن مَعاصمهم وبالسلاسل مِن أقدامهم وخَلفهم الضِباط قَربها لَه لدَرجة مايَفصل بِينهم إلا مَسافة بَسيطة وهُو مَا يَبيها تُشوف منَظر أُبوها بهالشَكل رَكز بِعيونها وهَمس بِبحة أربَكت جَميع حَواسها : 
لَو طِريقتس مُوحش وجَمر وهَلاك
ودّي أمَشي بَالطريژ اللّي يِجيبتس .
لمَعت عُيونها بِلمعة غَريبة تَماماً عَجزت تَجاريه بَحكيه
بَلعت غَصاتها وعَبراتها ولَفتتها نَظرته خَلفها هَمست بِتعب : وشُوله تَناظر خَلفي ؟ خَلفي ومَاضيّي وزَعلي ورايّ وشُوله تَتأمله بَحسرة تَندمت إن خَطواتنا تَلاقت ؟ هَذا المَاضي يا ولَد عَمي ما أنَكرته ولا غَبيته .
عَجاج وبُدون مُقدمات ضَمه عَلى كِتفه عَشان مَا تُشوفه حَتى وهُو دَاخل القِسم وهَمس : عَساني أفقَد شُعور النَدم والحَسرة بَعد مَلفاتس عَليّ يالعُيون الشِقية ضَمي أحزانتس وأوجاعتس قَبل صَدرتس لضُلوعي العُوج وكَاني ما أسلَم لا سَلمتس لَها .
ماقَدرت تَكابر أكَثر بَعد كَلامه , وقَفاته , وآخر شَيء حَنانه عَليها استسلمت لَه وهُو مُو حَاسه بِنفسها وبَدأت تَجهش بالبُكاء كَأنها طِفل تَايه وضَايع ولَقى أمَانه .
عِند أُبو عَذب كَان يَناظرهم مِن بَعيد وعَرفهم ولَكن ماقَدر يَتقدم لَهم أو حَتى يَعطي ردّة فِعل بَعد ما بَادله عَجاج نَظرات مُرعبة وكَأنه مَتوعده بِالجاي إختفَى عَن أنَظارهم تَماماً وكَان عيّاد مُبتسم لـ عَجاج بإنتصار
بَعد ما نَجحت خِطتهم ضِد أُبو عَذب وتِركي أمَا عَجاج مَبادله نَظرات الإمتِنان عَلى وقَفته مَعه ...
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن