الصفحة { ٧٩ }

170 8 0
                                    

{ الصفحة ٧٩ }
-
بالمستشفى ؛
وَهاج كَان قِدام غِرفة عَذب ويَناظرها مِن خَلف الزَجاج
والأسَلاك وأنَبوب الأكسَجين أغَلب هالأشَياء طَامسين مَلامحها ولَكن ما غَابت عَنه أبداً نَزلت دَمعته الحَارقة عَلى جُفونه وهَمس بَعبرة : وراكم ما عَلمتوني يا عَجاج ؟ ذَنب هَالبنيّه بِرقبتنا جَميع .
عَجاج رَفع راسَه بِهدوء وقَرب لَه وصَار يَناظرها مَعه : أخَطيت وأنَا أُخوك ذَنبها بِرقبة ربَاح ! ربَاح اللّي مَجبرها تَخدم وتَكنس لخَلق الله ببِيوتهم لجّل تَوفر حَياة كَريمة وتِكف حَاجتها عَن خَلقه ومَنتهم ! ربَاح اللّي حَرمها مِن تَعليمها وصَارت أُمية لا تَقرأ ولا تَكتب ربَاح دفَنها بَالحياة يا وَهاج .
وهَاج إنصَعق مِن آخَر جَملة قَالها عَجاج ونَاظر فِيه بهستيريا واضَحة : نعم ! وشَنهو مَسوي ؟؟
عَجاج وهُو مَستمر بَتأملها : اللّي سَمعته مازليت عَليك بَحرف .
وهَاج إمتلت العَصبية بَصدره ووصَلت لأقَصى مَراحلها
أحَمرت عُيونه ولا عَرف يَكتمها أكَثر وصَرخ بِكل صُوته نَاسي نَفسه والمَكان : مَلعون الصِير ويِنه فيه !!!! حَرام حِرم الدِم إني ذبَاحه !!
ومَشى بِسرعة لَحقه عَجاج وهُو يَناديه بِصراخ ولَكن خَطواته كَانت أسَرع مِنه شَد عَلى نَفسه عَجاج ووصلوا لخَارج أسَوار المَستشفى وإستَقبلهم هَذال واللّي مَعه أنتَبه لَهم هَذال وقَبض عَلى يَد وَهاج وبِحدة : وشبَلاك الأرض تتَراعد تَحت مَاطاك !
نَاظر لَـ عَجاج اللّي وصَل لَهم ويَتنفس بِصعوبة : الرَقلة غَادي للتَوقيف بيَذبح ربَاح .
شَهقت أُم عَذب بَعد كِلمة عَجاج ونَاظرت لـ وهَاج وهُو يَنفض يَد هَذال وبِعصبية : هَذال روّح ورَاك تَراها ماهِيب نَاقصة مَواعظ وحِكم عَندك حَتسوه زينه بَدها ماعِندك خَلني أغَدي بَطريژي !
هَذال قَطب حَاجبينه وبَنفس نَبرة صُوته : إن تَسان إنك رِقلة تَرايّ مَثلك وزود بَعد ! لَكن فِكرة إنّي أطَلقك تَنساها منتب خَاطي شِبر مِن قِدامي ! مَهبول أنت أفَطن لعَمرك ' سَكت ونَاظر لـ أُم عَذب وبِحدة : إرحم ضَعفها وكَسرتها تَبسيكم أنَت وأختك ! تُكون بِهم واحَد تَصير بأثنين ! وش بَتستفيد غِير قَص الرِقبة عَلى واحَد دنيئ نَفس ووصَخ !
-
#عَذب_الليّالي_تَوارى_مِثل_الأحلامِ

عَذب الليّالي تَوارى مِثل الأحلامِ مَخطور عَني عَجاج الوَقت يَخفيها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن